سلاح المقاطعة

مكتب الشيخ حسن الصفار محرر الموقع
أمَّ سماحة الشيخ حسن الصفار المصلين بمسجد الشيخ علي المرهون حفظه الله، اليوم الجمعة 27/2/1423هـ وكان حديث سماحته بعد الصلاة حول المعاناة التي عاشها المسلمون الأوائل،والحصار الذي فرضه المشركون عليهم، وهو الحصار الذي يتكرر اليوم على الشعب الفلسطيني، وقد افتتح سماحته حديثه بالآية المباركة (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214)
فاستعرض بعض مشاهد الضغط التي مارسها المشركون ضد المسلمين في بداية الدعوة ، وقال سماحته : عندما رأت قريش أن الإسلام آخذ في الانتشار والتوسع رغم ضغوطهم ودعاياتهم و إعلامهم المناوئ، عقدوا اجتماعاً في دار الندوة واتفقوا على مقاطعة الرسول 2 وأسرته مقاطعة شاملة بحيث لا يعاملوهم أي معاملة تجارية و لايزوجوهم ولا يتزوجوا منهم ، ولا يآكلوهم ولا يكلموهم، وأن يكونوا يداً واحدة عليهم، وقد كتبوا هذا الاتفاق في صحيفة وعلقوها في جوف الكعبة ليكون ذلك أدعى للالتزام. وعلى أثر ذلك جمع أبو طالب أسرته وخرج بهم إلى أطراف مكة في مكان يمتلكه وهو ما عرف بـ( شعب أبي طالب) وقد وضعت قريش جواسيساً على الطرق حتى لا يصل الطعام إليهم، فعانوا معاناة شديدة حتى علا صراخ الأطفال والنساء من الجوع، وكان الواحد منهم يطوي يومه وليلته على فردة من التمر، فاضطروا لأكل أوراق الشجر ، وقد استمرت هذه الحال ثلاث سنوات.
ومع صمود المسلمين واستقامتهم تراجعت قريش وانتصر المسلمون على الحصار ..


ومن قراءة التاريخ انتقل سماحة الشيخ إلى واقع الأمة الإسلامية اليوم والحصار الذي يمارسه الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني ،والدعم الذي تقدمه الإدارة الأمريكية لمواصلة العدوان ، وأشار إلى الحصار والحظر الذي تفرضه أمريكا على الدول والشعوب التي تخالف سياستها فدعا إلى مواجهة هذا العدوان بنفس السلاح ( المقاطعة ) وقال سماحته في هذا السياق:
إن المسؤولية اليوم هي مسؤولية الشعوب بأن تتبنى المقاطعة كقرار شعبي، والمسألة لا تحتاج إلى فتوى مرجع أو عالم، لأننا نتعرض إلى الإهانة والعدوان من الصهاينة والأمريكان فكرامتنا ووجداننا يمنعنا من التعامل مع هذه الجهات ، حتى لو لم تؤثر المقاطعة على اقتصادهم ، وإن كانت التقارير تشير إلى انخفاض نسبة المبيعات في الأسواق الخليجية من 25% إلى 30% ، ومن ناحية أخرى فإنها رسالة رفض يجب أن تصل إلى من يدعم العدوان الصهيوني ويشترك فيه.
وفي ختام حديثه توجه لله تعالى بالدعاء ( اللهم كُفَّ عنا كيد الصهاينة المعتدين اللهم انصر إخواننا المظلومين في فلسطين ، اللهم أعنهم وشاف مرضاهم وجرحاهم ، وارحم شهداءهم و ارفع معنوياتهم وقو إرادتهم، مكنهم من الاستمرار في الصمود والمقاومة يا رب العالمين.

لمزيد من التفصيل يمكن الرجوع لنص الكلمة على الموقع