غيرة المرأة كفر؟
أ. ع. - الكويت - 04/12/2006م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
سماحة الشيخ هناك حديث يروى عن رسول الله (ص) قوله: «غيرة المرأة كفر» فهل لمجرد غيرة المرأة على زوجها تكون كافرة والعياذ بالله؟
فأنا مثلاً متزوجة من عشرين سنة، وزوجي رجل مؤمن ملتزم بدينه، ولكنه في حديثه مع زميلاته في العمل يأخذ راحته، معتبراً ذلك من حقه الشخصي.
هو الآن يدرب موظفة جديدة، وإعجابه بها واضح، حيث يكلمها بالجوال مدة طويلة، إضافة إلى الرسائل، والمحادثة عبر الإنترنت حتى الثالثة فجراً.
وإذا ما اعترضت عليه قال لي: غيرة المرأة كفر، حديثي كله عن العمل، وهذه حياتي الشخصية لا دخل لك بها.
بدأت أحس بالنفور منه، حتى أنه بعد أن ينهي حديثه معها حتى وقت متأخر من الليل يأتي ليأخذ حاجته مني، فأبدي له تمللي واتظاهر بالنعاس، علماً بأني ما كنت معه هكذا من قبل.
أرشدني سماحة الشيخ إلى السبيل الصحيح فقد تعبت من الأمر. ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.
الجواب

«بسم الله الرحمن الرحيم»

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

«غيرة المرأة كفر، وغيرة الرجل إيمان» وردت في نهج البلاغة عن الإمام علي ، والمقصود غيرة المرأة من ضرتها أي الزوجة الثانية لزوجها، لأن الإسلام أجاز له تعدد الزوجات، فإذا اندفعت الزوجة بغيرتها من الضرة لتجاوز الحدود فهو حرام شرعاً.

والتعبير عنها بأنها كفر أي كفر عملي وليس كفراً اعتقادياً، كما عبر تعالى عمن لا يؤدي الحج مع استطاعته بالكفر في قوله تعالى: ﴿ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين.

أما غيرة الرجل فهي حرصه على طهارة وحماية عرضه، ولا شك أنه إيمان، مع التزام الحد الطبيعي دون أن يتحول إلى شكوك ووساوس.

وفيما يرتبط بما ذكرت عن تصرفات غير صحيحة من زوجك تجاه موظفة تعمل معه، ننصحك بأن لا تمارسي الرقابة عليه، وأن تسعي لاستقطابه أكثر، لأن انزعاجك ونفورك منه وعدم تجاوبك معه، هو الذي يدفعه أكثر للبحث عن جهة عاطفية أخرى، عليك أن تحاولي نصحة، ولكن في حدود عدم ازعاجه لأنك لست مسؤوله عن صلاحه وهدايته، ولست وصية عليه، فهو يتحمل ذنبه.

ونرجو أن يتجاوز حالة المغامرة العاطفية ويعود إلى رشده بحسن تعامله معك، وصبرك على هذه الحالة الطارئة.

وفقكم الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار