كيف أنصح صديقتي؟
ف. - البحرين - 14/12/2006م
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
والصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
بصراحة يعجز اللسان عن التعبير، فنحن فخورون جداً بوجود شخصية مرموقة، عظيمة ومميزة. شخصية تعتبر تجسيداً للإسلام المحمدي الأصيل كشخصية سماحتكم. أتمنى من الله أن يمدكم بالصحة والعافية ويطيل في عمركم ويوفقكم دائما لما فيه خير وصلاح للاسلام و المسلمين.
أولأ: سماحة الشيخ عندي ملاحظة على إحدى ردودكم على إحدى الأخوات السائلات عن مشكلة مع زميلتها، جاءت رسالتها بعنوان «مشكلة» في قسم مشاكل وحلول.
حيث قلت لها: «لا يجب عليك مقاطعتها ولا الدعوة لمقاطعتها، بل عليك الاستمرار في نصحها وتوعيتها بأن مثل تلك العلاقة قد تحطم مستقبلها، ولتكن النصيحة بلباقة وطرح هادئ حتى تتقبل منك».

السؤال: إذا نصحتها ولم تستجب صاحبتها لنصيحتها ألا يجب عليها الابتعاد عنها لأن مصاحبتها يترتب عليه تشويه سمعتها؟

ثانياً: صديقتي عندها مشكلة قريبة من هذه المشكلة فهي متعلقة بأحد الدكاترة في الجامعة و تعتقد انها مهووسة بحبه فتلاحقه في كل مكان وترسل اليه رسائل حب مع أنها تعي تماماً أنه لا يمكن أن يفكر بها، فهو إنسان محترم ومستقيم، وله حياته الخاصة.
والأكثر من ذلك أنه ردعها كثيراً لكنها لا تستجيب.
يؤسفني ذلك لأن تصرفاتها هذه لا تؤثر على سمعتها فقط بل تؤثر على تحصيلها الدراسي، على الرغم من أنها كانت متفوقة، أما الآن فهي في تدني، وكذلك هذا الموضوع يؤثر حتى على حياتها فهي تضيع الكثير من فرص الزواج بأشخاص جيدين على أمل منها بأن هذا الدكتور قد يلتفت اليها يوما.
قررت أن اطلب منكم العون في كيفية ارشادها وردعها مما هي عليه لأنني بدأت أفقد احترامي لها، وعندي رغبة في الابتعاد عنها، لكن ليس قبل تأدية واجبي تجاهها بنصحها.
للعلم سماحة الشيخ، صديقتي هذه سألت أحد علماء الدين عندنا في البحرين، بأنه هل يجوز لها أن ترتبط بشخص، وعقلها و تفكيرها متعلق بشخص آخر فأجابها: لا يجوز لك ذلك.
فما رأي سماحتكم، ألا تعتقد أن فتاة في ال21 من عمرها تكون عواطفها غير حقيقية ومجرد أوهام ستتجاوزها بمرور الوقت.فهل هذا الحكم الشرعي فعلا يترتب عليها (مع اخذ العمر و العوامل الأخرى التي تؤثر عليها في هذا العمر بعين الاعتبار).
أعتذر على الاطالة، مع خالص الشكر و الاحترام و التقدير.
الجواب

«بسم الله الرحمن الرحيم»

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

حين تجدين إنساناً أخطأ الطريق، فإن عليك أن تعملي لارشاده وهدايته، وإذا لم يتقبل في وقت أو بأسلوب، فينبغي المحاولة على التأثير فيه، فهنا تجب الموازنة بين سلبيات وإيجابيات العلاقة معه، فإذا كانت سبباً للضرر فالخيار هو قطع العلاقة، أما إذا لم يكن فيها ضرر فلا داعي لقطع العلاقة.

وما ذكرتيه عن صديقتك في الجامعة ينطبق عليها نفس الموضوع عليك بنصيحتها، وهي حرة في الاستجابة، وعدم الاستجابة، وتتحمل مسؤولية خطأها ولا يجب عليك مقاطعتها إن أصرّت، إلا إذا كانت مصاحبتك لها تسبب لك ضرراً وحرجاً.

أما عن جواب أحد علماء البحرين عن سؤال صديقتك فإني لا أوافقه الرأي، ولعلّ صيغة السؤال التي قُدمت له مختلفة، وكان جوابه متناسباً مع صيغة السؤال.

وفقكم الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار