عدم وضوح الهدف
ا. - 10/08/2009م
أعيش حالاً من التردد وعدم وضوح الرؤية والهدف, ولا أعلم ما الذي أريده تماماً, ما جعل حياتي لا معنى لها, أفندي شيخنا يرحمك الله.
الجواب

«بسم الله الرحمن الرحيم»

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

تحديد المشكلة أو ما يسمى بالتشخيص هو بداية الحل، التشخيص السليم يسهم بشكل كبير في وضع خطة العلاج.

في رسالتك ركزت على عدم شعورك بالسعادة، وحددت سببين لذلك:

1/عدم تحديد الهدف.
2/ التردد وعدم الاستمرار في العمل.

ومن هنا يمكننا الإشارة إلى بعض مفاتيح الحل، وتبقى النتائج مرهونة بعزيمتك وإصرارك.

كان الباحثون في تنمية الشخصية يتحدثون عن إدارة الوقت، ثم ارتقوا بمعالجاتهم إلى إدارة الذات، فهو مفهوم أوسع وأعمق.

من هنا نقول: إن الإنسان بحاجة إلى رؤية واضحة في إدارة ذاته.

ضع أمامك الحقائق التالية كمقدمة لانطلاقتك:

أولاً: الإنسان هو أشرف المخلوقات عند الله، وهو خليفته في الأرض.

ثانياً: يتمتع الإنسان بقدرات هائلة، وطاقات جبارة، مكنته من غزو الفضاء.

ثالثاً: أنت كشخص لست أقل من غيرك، ممن نجحوا وحققوا إنجازات كبيرة.

بعد وضوح هذه المقدمة لديك بادر بالعمل بإصرار و دون تراجع:

أولاً: تقوية الصلة بالله والتقرب إليه.

مهمة الإنسان الأولى في هذا الوجود، هي عبادة الله سبحانه، فعليك أن تذلل نفسك وتربي فيها الإيمان بالله بأعلى درجاته.

وذلك بالاهتمام بالصلاة وقراءة القرآن والدعاء، وتأكيد نية القربة لله في كل أعمالك وعلاقاتك.

ثانياً: حقق النجاح فيما أنت فيه.

قبل أن تفكر في تطوير موقعك، أو تغيير مهنتك، عليك أن تبذل غاية جهدك في تحقيق النجاح في موقعك الحالي.

فالنجاح يحفز على النجاح، كلما زدت رصيدك من الإنجازات الناجحة، كلما دفعك ذلك للمزيد، وأمدك بالثقة.

ومن أهم مجالات النجاح: التوافق والانسجام مع الزوجة والعائلة.

ثالثاً: المشاركة الاجتماعية.

فطر الله الإنسان على العيش مع الجماعة، و من خلال ذلك يشعر الإنسان بوجوده، ويستمد جزءاً من طاقته.

من هنا عليك أن تجعل المجتمع جزءاً من اهتماماتك، وتسهم في مساعدة الفقراء والمحتاجين، وتشارك في الأعمال الخيرية.

وختاماً فإن ذلك كله يحتاج إلى عزيمة وإصرار على الإنجاز، وكلما حققت نجاحاً ـ ولو بسيطاً ـ كلما زادت قوتك على المزيد من الإنجاز.

وفقك الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار