كيف نواجه موجة العنف
ع. - القطيف - 17/01/2010م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى عليكم تنامي مستوى الجريمة في القطيف مؤخرا وازدياد حالات القتل والسطو المسلح على المحلات التجارية وسلب المارة في الطرقات تحت وطأة التهديد حتى صار الواحد منا لا يأمن الخروج من بيته ويخاف على حياته وعرضه وممتلكاته وها هي الشبكات الأخبارية تطلعنا كل يوم على حادث جديد وفي ما لا ينشر ما هو أدهى وأمر وقد حصل لكثير ممن نعرف ومن أقاربنا وأصدقائنا...
هؤلاء الجناة هم منا ومن بلدنا مع الأسف وليس بيدنا الوقوف بوجههم إذ لا ريب أن في ذلك مخاطرة لا تحمد عقباها وتكفي حادثة أم الحمام الأخيرة شاهدا.
هذا الحال لا يمكن السكوت عليه وإلا سيزداد سوءاً.
الجميع منا مسؤول ولكن المجتمع ينظر بالدرجة الأولى إلى العلماء والمشايخ ووجهاء البلد للتحرك نحو الضغط على الجهات الرسمية لتتخذ الإجراءات اللازمة.
شيخنا: لقد شبعنا تنظيرا واقتراحات والكل يتطلع إلى الحل العملي, قد يقول قائل علينا احتضان هذه الفئة وتفعيل الأنشطة الدينية والثقافية والرياضية لتحتضنهم, لكن إذا نظرنا إلى الواقع نجد الأنشطة موجودة وأبواب المشاركة مفتوحة للجميع وليس لنا أن نجبر هذه الفئة المجرمة على الدخول في هذا الأنشطة كما أنهم ليسوا ممن يستمع القول أبدا.
الحل العملي هو تفعيل العقوبات وتطبيق النظام، فحينما كانت مطبقة وكانت سيارات الشرطة تجوب في الشوارع كان معدل الجريمة منخفضا وهذا ما لا يتم إلا على أيدي الجهة الرسمية.
أنا كمواطن لا أستطيع أن أقوم بسوى الإبلاغ عند حصول حادثة، والإبلاغ ثبت أنه لا يجدي شيئا فلا المخافر جادة في التعاطي مع الشكاوى ولا هو يجبر المصاب لأنه لا يحصل إلا عقيب المشكلة.
لذا نهيب بكم وبوجهاء المنطقة ومشايخها تشكيل وفد لمخاطبة المسؤولين الكبار في الجهة الأمنية في المنطقة سواء كان مدير الشرطة أو من هو أرفع منه مستوى في سلك وزارة الداخلية لمحاربة الإجرام في القطيف وملاحقة المعتدين فقد صاروا لا يخشون شيئا والسلاح بأيديهم ولا يتورعون عن استخدامه لأتفه الأسباب.
الفئة التي تمارس الإجرام باتت معروفة لدى الجميع وهي من ضمن من يجوب الدراجات النارية في الشوارع ليل نهار.
المرجو منكم سماحة الشيخ العمل على تشكيل هذا الوفد للضغط على الجهة الرسمية لتقوم بحماية المواطنين وحفظ أرواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم فأنتم نظرا لعلاقاتكم المتشعبة بوجهاء المنطقة والمسؤولين في السلك الحكومي تستطيعون التأثير بما لا يستطيعه أحد سواكم من أهل المنطقة وبحسب علمي كان لكم الدور سابقا في التواصل مع الجهات العليا في الدولة حلا لبعض المشاكل..
المرجو أخذ الأمر بمنتهى الجدية وجعله ضمن أولى أولوياتكم وإلا فأنتم محاسبون أمام الله وأمام أهل البلد الذي منحكم الثقة والاحترام ولجأ إليكم في مشاكله وأزماته.
نحن لا نشكك في جهودكم ذات الأثر الطيب ولكننا لا نرى سوى اللجوء إليكم ومطالبتكم بالمزيد في ظل هذه الأحداث والظروف العصيبة.
وأخيرا أستميحكم عذرا لشدة اللهجة ففي سعة صدركم ما يتسع لها ويتقبلها أحسن القبول ولكم جزيل الشكر لمساهمتكم في خدمة منطقتكم وأهل مذهبكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

ما تفضلت به في رسالتك الكريمة واقع مؤلم يشعر به المواطنون ويستنكرونه، ويتمنى الجميع التخلص منه.

وإذ نشكر لك اهتمامك بهذه القضية، نشاطرك الرأي في ضرورة التصدي لها، ونشير إلى أهمية المعالجة الشاملة للمشكلة، فهي مسألة لها أبعاد ومسببات مختلفة، ومن أهمها ـ حسب اعتقادنا ـ التربية والتعليم والثقافة الأسرية والاجتماعية.

فإلى جانب الردع والمحاسبة تبرز أهمية احتضان هؤلاء الشباب وتنشئتهم على المواطنة الصالحة، والمشاركة في بناء المجتمع.

إن ما تفضلتم به من مراجعة الدوائر الرسمية وإيصال المشكلة إلى السلطات العليا في الدولة أمر مهم ينبغي التحرك فيه من أكثر من جهة، وقد سعينا في ذلك وتحدثنا مع المسؤولين ولازلنا نتابع بما نتمكن من جهد ووقت، ونرى ضرورة مشاركة جميع المثقفين والمهتمين بالشأن الاجتماعي بمعالجة المشكلة بمختلف أبعادها.

ويمكنك مراجعة بحثنا المطبوع (المؤسسات الأهلية وحماية الأمن الاجتماعي) على الرابط التالي:

http://saffar.org/?act=books&action=view&id=46

وفقكم الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار