زوجي له علاقات عبر الانترنت
ا. ر. - الهفوف - 21/04/2011م
مشكلتي بأني دائما أكتشف بأن زوجي لديه علاقات غير مشروعة في حدود الانترنت واحتمال الجوال، وسلمت بالأمر وتوكلت على الله لكن المشكلة في الأمر بأن زوجي يتعمد بأن يثير غيرتي وشكوكي حيث لا يقبل أن أجلس بجواره ويتعمد إبعاد الكمبيوتر إلى الناحية الأخرى أو يغلق الصفحة التي هو فيها وهذا الأمر يزعجني كثيرا .
أنا لا أريد حلاً له، أنا أريد حل لي، أريد أن أكون قوية لا تهزني تصرفاته السيئة وهذا الأمر يرهقني ويجعلني لا أطيق فعل شيء فهل من نصيحة من سماحتكم وشكراً.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

طبيعة حياة الإنسان محفوفة بأنواع الابتلاءات، والناجح هو من يتنبه لما يواجهه من مواقف ومحطات بحيث يتجاوزها بسلام.

أنت أمام مشكلة حقيقية لكن الجميل في موقفك أنك حددت الهدف بدقة، وذلك بقولك (أنا لا أريد حلاً له، أنا أريد حل لي، أريد أن أكون قوية لا تهزني تصرفاته السيئة) هذا التحديد مهم جداً.

ويمكن الحديث عن الحل من زاويتين:

الأولى: الناحية الفكرية النظرية

علاقات الإنسان في الحياة لها مراتب ودرجات، وأولى هذه الدرجات والمراتب العلاقة مع الله تعالى ثم علاقة الإنسان بالأسرة ثم بالمجتمع.

إذا أدرك الإنسان جمال وحقيقة العلاقة بالله تعالى ثم تمكن من إصلاح هذه العلاقة وعمقها أمكنه أن يضع العلاقات الأخرى في مرتبتها ومستواها، حتى إذا حدث خلل ما من أحد أطراف العلاقة لم يتأثر بذلك سلباً.

ومثال ذلك واضح جلي في سيرة أهل البيت مع من خالفوهم وآذوهم.

فالإمام الحسين الذي ذاب في حب الله تعالى كان يبكي على مناوئيه لأنهم لم يختاروا طريق الحق، ولم يتأثر بابتعادهم عنه لأن الله تعالى معه وهو مع الله.

فحين تجدين زوجك يمارس بعض الأخطاء تأكدي تماماً أنه يضر نفسه ولا يضرك، صحيح أن المرأة تتأثر بتصرفات زوجها، لكن إدراكك للحقائق العليا تهون عليك الخطب، حيث أنك مطمئنة إلى خلو ساحتك من الخطأ.

والإنسان إنما يحزن إذا صدر منه الخطأ، أما إذا صدر ضده فيمكنه التسامي والترفع عنه.

الثانية: الناحية العملية التطبيقية

الممارسة العملية تكشف للإنسان ما لديه من إمكانات ومواهب وقدرات، والمرأة بطبيعتها تملك من القدرات ما لا يملكه الرجل، وكلما نجحت في إحدى المهارات التطبيقية، كلما ازددت قوة وتعززت لديك الثقة.
 
وعلى هذين الأساسين نعرض لك بعض المقترحات العملية:

1/ الدعاء لزوجك بالهداية، وتحين الفرصة لوعظه ومحاولة التأثير عليه.

2/ دفع الصدقة للفقراء بنية طلب الهداية لزوجك، ودفع السوء عنك.

3/ التغافل والانشغال بأعمال مهمة كتربية الأبناء وتعليمهم، ومن خلال جديتك في ذلك وتحملك صدق المسؤولية ربما تشعره بسخافة ما هو منشغل به.

4/ ارفعي من مستواك الثقافي بالقراءة والاطلاع، وأظهري اهتمامك بذلك.
 
كل هذه الأعمال ستجعل من شخصيتك شخصية قوية مؤثرة، وربما يتأثر زوجك من خلال ما يرى عليك من اهتمامات دينية وثقافية.

وفقك الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار