المغتربين والعلاقة بين الجنسين
س. - امريكا - 23/04/2011م
أنا طالبة مغتربة لدي صديقة تشتكي من علاقة قريبها بمدرساته وزميلاته في الجامعة.
تقول إنه يعتقد أنه يجوز له أن يعانقهن وأن هذه المسألة ليس لها دخلا في الدين بل هي عادة اجتماعية.
حاولت صديقتي عدة مرات ان تتناقش معه في هذا الموضوع ولكن دون جدوى فهو مصر على رأيه.
سماحة الشيخ، لقد لجأت إليكم لأني أعتقد أن مثل هذا الشاب قد يقتنع إذا سمع الإجابة على هذا السؤال من شخص عالم في الدين كسماحتكم.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

نظم الإسلام علاقة الرجل بالمرأة ووضع لها حدوداً وقوانين تحفظ لها كرامتها ومكانتها الإنسانية، وحيث أن الله تعالى هو خالق الإنسان والعالم بطبيعته وغرائزه، فهو سبحانه الأعرف بما يصلحه.

يقول تعالى ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (النور:30).

عن أبي جعفر قال: استقبل شاب من الأنصار امرأة بالمدينة وكان النساء يتقنعن خلف آذانهن، فنظر إليها وهي مقبلة، فلما جازت نظر إليها ودخل في زقاق قد سمّاه ببني فلان فجعل ينظر خلفها واعترض وجهه عظم في الحائط أو زجاجة فشق وجهه، فلما مضت المرأة نظر فإذا الدماء تسيل على ثوبه وصدره، فقال: والله لآتين رسول الله ولأخبرنه، فأتاه فلمّا رآه رسول الله قال: ما هذا ؟ فأخبره فهبط جبرئيل بهذه الآية: ﴿قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهن ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ان الله خبير بما يصنعون.

وما نراه اليوم من مشاكل اجتماعية وأخلاقية إنما هي بسبب الابتعاد عما شرعه الله تعالى من شرائع تنظم علاقة الرجل بالمرأة، بل إن عقلاء الغرب ومفكروهم أدركوا أهمية تنظيم العلاقة بين الجنسين واعترفوا برجاحة رأي الإسلام في هذا المضمار.

ويكفي أن يطلع الإنسان على نتائج الدراسات التي تجرى حول الاختلاط بين الجنسين بلا ضوابط، وما تنشره الجرائد اليومية من مشاكل التحرش والطلاق وغيرها، ففيها الدلالة الواضحة على أضرار هذا الاختلاط.

ومن وجهة نظرنا فإن الشباب المتهاونين في تطبيق الأحكام الشرعية لا تنقصهم المعرفة ولا يحتاجون إلى الأدلة المقنعة، لأن سبب تهاونهم هو ضعف الإرادة أمام المغريات والشهوات لا نقص المعرفة.

إن صاحب الفطرة السوية لا يقبل أن يرى زوجته أو أخته في أحضان رجل أجنبي، وتكفي هذه الإثارة وهذا التنبيه لمثل هذا الشاب أو غيره إن كان لديه الاستعداد لتقبل النصيحة للإقلاع عن خطئه.

بالطبع إن عليكم واجب النصيحة والتنبيه فقط دون الدخول في جدال أو خصام مع هؤلاء الشباب، والقرآن الكريم يقول ﴿بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ.

ومن النصوص الواردة في هذا المجال:

1/ قال الإمام الصادق : النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة.

2/ وقال الإمام الصادق ومن صافح امرأة تحرم عليه فقد باء بسخط من الله عزّ وجلّ، ومن التزم امرأة حراما قُرن في سلسلة من نار مع شيطان فيقذفان في النار.

3/ عن رسول الله قال: ومن صافح امرأة حراما جاء يوم القيامة مغلولا ثم يؤمر به إلى النار.

والنصوص في ذلك كثيرة.

وفقك الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار