يتهموني وأنا لا أحب المشاكل!!
ر. - السعوديه - 14/11/2011م
أنا متزوجة وعندي أبناء .. أسكن في بيت كله مشاكل ، و أنا ما أحب المشاكل ، يتهموني و يدخلوني بمشاكلهم ، فأصبحت أعصب على اولادي لدرجة أني أضربهم من عصبيتي ، أريد من يهديني ينصحني يخفف عن حزني.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

مقدمة

خلق الله الإنسان وأودع فيه إمكانات و قدرات هائلة، لكنها تحتاج إلى اكتشاف و استثمار، وبها يستطيع أن يطور نفسه و واقعه وأسلوب تعامله مع المواقف و الأحداث.

والبداية تكون بالاقتناع و الثقة ثم المبادرة العملية وتطبيق الأفكار الواردة.

فالشخص الذي يقتنع بقدرته على تقليل عدد ساعات نومه يتمكن من المبادرة والبدء بالتحكم في ذلك، وهكذا الشخص المدخن الذي يريد الإقلاع عن التدخين وغيرها من الموارد الشخصية و الاجتماعية.

بعد هذه المقدمة نقول: إنك قادرة على تطوير قدراتك في مجال التعامل مع المواقف و الأحداث، و عليك أن تركزي وتؤكدي في داخلك القدرة على استنهاض قواك الداخلية، وفي هذا المضمار نضع أمامك بعض القواعد المهمة:

1/ توقع الخطأ من الآخرين والاستعداد له بعدم التأثر، و أنه سيمر كما مر غيره من الكلام.

2/ أضمري في نفسك الخير لمن حولك وذلك بأن تتمنين الخير لهم حتى يتخلصوا من المشاكل التي تؤذيهم وتؤذي من حولهم.

3/ تحدثي بكل ثقة مع من يتهمك ليس بأسلوب المدافع وإنما بأسلوب الناصح، فلا تبادري بدفع التهمة عن نفسك، و إنما بادري لتقديم النصيحة والدعوة للخير والتعوذ من الشيطان الرجيم.

4/ حاولي الإصلاح بين المتخاصمين إذا وجدت في نفسك القدرة على ذلك.

بالطبع إن التغيير يحتاج إلى تدرج و أنت في ذلك تحتاجين إلى تمرين و تدريب فكوني على استعداد مع أو بادرة تتوقعين منها المشاكل كي تنفذي ما عزمت عليه من فكرة أو خطة لمواجهة الموقف.

أما بالنسبة لأبنائك فنذكرك بأمرين مهمين:

أولاً: الاطلاع على الأحاديث الشريفة حول التربية، وقراءة الكتب الثقافية التربوية التي تعينك على تغيير أسلوبك في التعامل مع أبنائك.

ونشير هنا إلى بعض الأحاديث حول التربية والتحذير من ضرب الأطفال:

عن الرسول الأكرم :

ـ (لا تضربوا أطفالكم على بكائهم)

ـ (أحبوا الصبيان وارحموهم)

ـ (من كان عنده صبي فليتصاب له)

ـ (أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم)

ـ (الولد سيد سبع سنين، وخادم سبع سنين، ووزير سبع سنين).

وعن الإمام الصادق : (إن الله عز وجل ليرحم العبد لشدة حبه لولده).

كما ننصحك باقتناء بعض الكتب المتعلقة بتربية الأطفال والتعامل معهم.

ثانياً: التطبيق العملي

ابدئي بأساليب عملية تؤكد عندك حالة الحب و العاطفة و الحنان، و ذلك بتعمد ضم و تقبيل أبنائك، و تقديم الهدايا لهم، حتى تتأكد حالة التعامل الإيجابي لديك.

وفقك الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار