الأمر بالمعروف في الظروف الراهنة
عادل البدري - العراق - 24/02/2012م
شيخنا الفاضل هل تشعرون ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قداصبح فريضة قليلة التطبيق؟وهل ترون اننا من باب (عدم احتمال التاثير) نجد انفسنا مقصرين تجاه هذه الفريضة؟وفقكم الله
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر واجب شرعي له أحكامه التفصيلية، وهو في ذات الوقت لا ينفك عن طبيعة المجتمعات والمتغيرات الحاصلة فيها.

فقد ورد في منهاج الصالحين للسيد السيستاني:

ويشترط في وجوب الأمر بالمعروف الواجب، وفي النهي عن المنكر أمور:

الأول: معرفة المعروف والمنكر ولو إجمالاً، فلا يجب الأمر بالمعروف على الجاهل بالمعروف، كما لا يجب النهي عن المنكر على الجاهل بالمنكر، نعم قد يجب التعلم مقدمة للأمر بالأول والنهي عن الثاني.

الثاني: احتمال ائتمار المأمور بالمعروف بالأمر، وانتهاء المنهي عن المنكر بالنهي، فإذا لم يحتمل ذلك، وعلم أنه لا يبالي بالأمر أو النهي ولا يكترث بهما فالمشهور بين الفقهاء أنه لا يجب عليه شيء تجاهه، ولكن لا يترك الاحتياط بإظهار الكراهة فعلاً أو قولاً لتركه المعروف أو ارتكابه المنكر ولو مع عدم احتمال الارتداع به.

...الخ

إذا وضعت هذه المقدمات بعين الاعتبار أمكن للإنسان أن يقيس نسبة التطبيق وأسبابها .

ومن المتغيرات الحاصلة اليوم سهولة القيام بواجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بأسلوب غير مباشر، و ذلك من خلال الكتابة في المنتديات و إرسال الرسائل القصيرة، وتقويم عمل الجمعيات الخيرية و المجالس البلدية، وانتقاد المؤسسات الحكومية، و كل ذلك يندرج تحت مسمى (الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر).

أما الأسلوب المباشر فقد انحسر لكثير من العوامل، و منها ما ذكرته في رسالتك الكريمة، وهو في بعض الموارد موافق للنصوص الشرعية التي تدعو لدراسة الموقف قبل الإقدام على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر،

 قال الاِمام الصادق عليه السلام : « إنّما يُؤمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر مؤمن فيتّعظ أو جاهل فيتعلم ، وأمّا صاحب سوط أو سيف فلا)

وفقك الله لكل خير

 
حسن الصفار

حسن الصفار