هل يغفر الله كبائر الذنوب؟
غ.ع.ن - العراق - 27/11/2012م
السلام عليكم ورحمة الله
هل الكبائر يغفرها الله لمرتكبها ولا يعذب عليها في الآخرة؟
وكيف أتعامل مع مثل هكذا ذنوب؟
فأنا قد سمعت مرة أن إغاثة المكروب والملهوف من المؤمنين تكفر الذنب، ولكن ماذا يعني ذلك؟
وهل الكفارة التي تدفع هي تكفير عن ذلك الذنب أي أن الله جل جلاله عفى عنها ؟
وماذا عن تعذيب الضمير والألم الداخلي كلما مر بخاطري؟!
وهل يقبلني الله و هل يقبلني رسوله وتشملني شفاعته وأتساءل كيف أعرف مدى قبولي؟
وتعذيب الضمير والألم الداخلي كلما مر بخاطري وهل يقبلني الله و هل يقبلني رسوله وتشملني شفاعته وأتساءل كيف أعرف مدى قبولي؟ وجزاكم الله من فضله
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقول الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ...) (النساء:48)
فالآية واضحة في غفران الله تعالى لجميع الذنوب عدا الشرك به سبحانه و تعالى.
ويقول تعالى في آيات أخرى:
 (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) (الشورى:25)
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (طـه:82)
﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر:53)
فالآيات الشريفة تؤكد قبول التوبة وسعة رحمة الله سبحانه وتعالى، فعليك أن تطمئن إلى سعة رحمة الله و مغفرته و تبادر إلى العمل الصالح و تطوي صفحة الماضي،
فلا يكون الخطأ عقدة في حياتك ومشكلة لمستقبلك، فالشيطان يحاول أن يمنع الإنسان من الخير والرحمة بشتى الأساليب الخادعة.
وقد ورد عن الإمام الباقر :
(إن الله يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب، كما يفرح أحدكم بضالته إذا وجدها)

أما حديث الإمام علي
( مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ وَ التَّنْفِيسُ عَنِ الْمَكْرُوبِ)
فيمكن تطبيقه من خلال الأمور التالية:
1/ تحسس أحوال الفقراء والمحتاجين ومساعدتهم بما تتمكن.
2/ إدخال السرور على من تلقى من الناس وخصوصاً عائلتك و أقاربك.
3/ المشاركة في الأعمال الاجتماعية التي تطور المجتمع وتسد حاجاته المختلفة.
وستجد بمشيئة الله تعالى طعم التوبة ولذة الذكر من خلال إخلاصك لله تعالى ومواصلتك في القيام بالأعمال الصالحة.
وفقك الله لكل خير

حسن الصفار