تصريح سماحة الشيخ حسن الصفار حفظه الله حول إنشاء مركز دائم للحوار الوطني
الحوار الوطني ضرورة ملحة فقد اتسعت شريحة المثقفين وأصحاب الرأي من أبناء الوطن، وارتفع مستوى الوعي الشعبي العام، وانفتح الناس على تجارب مختلف الشعوب في ممارسة التعددية.كما أن تعدد التوجهات الفكرية والمذاهب الإسلامية أمر واقع في المملكة العربية السعودية كما في كل المجتمعات العربية والإسلامية.
وقد إتضحت نتائج وآثار الآحادية الفكرية، وما تؤدي إليه من غلو وتطرف أصبح عنصر تهديد خطير لأمن الوطن والمواطنين.
ولم تعد منهجية الإلغاء والإقصاء قابلة للتحمل، بعد أن أوجدت ثقوباً واسعة في جدار الوحدة الوطنية، يمكن أن تتسلل منها مخططات الأعداء والحاقدين.
من هنا كان لا بد من مبادرة سريعة للإرتقاء بمستوى العلاقات الداخلية إلى حيث أمر الله سبحانه وتعالى من الوحدة والاعتصام بحبله المتين والانفتاح على الرأي الآخر طلباً للأفضل والأصوب كما يقول تعالى : ﴿وبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب﴾.
وانعقاد اللقاء الوطني للحوار الفكري في الرياض بتاريخ 15-18/4/1424هـ بدعوة كريمة من سمو ولي العهد كان المؤشر الواضح على اهتمام القيادة السعودية بالاستجابة لهذا التحدي الكبير.
وباعتباري قد شاركت في ذلك اللقاء الرائع أراه يمثل خطوة ناجحة، وموافقة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على إنشاء مركز دائم للحوار الوطني تؤكد نجاح تلك المبادرة وتطلع القيادة والمواطنين إلى تطويرها وتعميقها.
وما نأمله هو اهتمام الجهات المعنية بإنجاح هذا المسعى الحضاري، وأن لا يتحول إلى مجرد مؤسسة تهتم بالمظاهر والشكليات، بل ينبغي أن نعمل جميعاً كمسئولين ومواطنين لتكريس منهجية الحوار الوطني على مختلف الأصعدة الدينية والسياسية والفكرية، فهو خيارنا الصحيح لمواجهة التحديات الصعبة.
4 جمادى الثاني 1424هـ