الصفار: الحرص على الوحدة الوطنية واجب، وحب الوطن من الإيمان
استضافت بلدة البطالية بمحافظة الأحساء الخميس ضمن برامجها الرمضانية في الحسينية العباسية الشيخ حسن الصفار في محاضرة بعنوان «البرنامج الرسالي في شهر رمضان».
حيث شدد الشيخ الصفار على «أن حب الوطن من الإيمان» وذلك رداً على سؤال وجه إليه حول اليوم الوطني للمملكة، وماذا تعني المواطنة الحقة؟
حيث قال «هناك حديث عن النبي يقول: «حب الوطن من الإيمان» والإنسان المؤمن هو من يحب وطنه ويخلص له.
موضحاً كيفية حب الوطن والإخلاص إليه «حيث يتجسد ذلك بالعمل من أجل رفعة الوطن وتقدمه، والإنتاج النوعي، والفاعلية في العمل، وأن يكون له ظهور في المواقع المرموقة.. فهؤلاء العلماء المخترعون والمكتشفون، هؤلاء الناس الذين أنجزوا.. هم خدموا وبرعوا في مجالهم وإنتاجهم، وعلينا أن نخدم وطننا بالانجاز والعمل والعطاء».
وأضاف الصفار «أن من لا يحب إخوانه المواطنين ليس محباً لوطنه، وكذلك من يتنكر لبقية الشرائح من المواطنين…علينا أن نسعى بكل إخلاص لإنجاح الخطط التنموية لسمو ورفعة الوطن وذلك عبر خطط التنمية وخطط التقدم في البلاد على مختلف الأصعدة التعليمية والاقتصادية والصناعية، علينا أن نساعد على إنجاح هذه الخطط وتطبيقها فهذا هو حب الوطن والتجسيد الحقيقي للولاء للوطن».
كما دعا الشيخ الصفار إلى تعزيز الوحدة الوطنية قائلاً «يجب أن نحرص على الوحدة الوطنية، فنحن حينما نطرح مشروع الوحدة كنا أول المستجيبين سلماً من أنفسنا، حيث لم نقاتل، ولم ندعُ للعنف بل بالعكس رحبنا بهذا المشروع، مشروع بناء الدولة الواحدة والانضمام إلى هذا الكيان».
منوهاً بالدعوات المتكررة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وبقية المسؤولين الداعية للوحدة الوطنية، مشيداً بأهل هذه المنطقة وانتمائهم الوطني الصادق.
ودعا الصفار إلى: تجاوز الخلافات بين المواطنين لأننا نعيش في بلد واحد، وضرورة تجاوز حالات القطيعة، منوها بالتوجهات الرسمية التي تشجع على ذلك، بدءاً بترسيخ الحوار الوطني إلى الدعوات التي يصرح بها المسئولين ونبذ الطائفية.
وقال الصفار «إن بعض الناس للأسف لا يطيب لهم العيش المشترك أو أن تكون هنالك وحدة وطنية، ووحدة إسلامية وهي أصوات متشددة وموجودة، لكن العقلاء الواعين في الأمة عليهم تجاوز مثل هذه الحالات الشاذة»، وقال «يكفينا ما يجري في العراق» داعياً الله سبحانه أن يخلص العراق وأهله من هذه المحنة، موضحاً بأن «للاستعمار يد أساسية فيها، كما لأطراف مختلفة من المتعصبين والحاقدين».
وشن الشيخ الصفار هجوماً عنيفاً على الاحتلال بالعراق متهماً إياه بإثارة الفتن والأحقاد، وذلك من أجل أن تتمسك به كافة القوى والأطراف وتدعو إلى بقائه في العراق.
كما شن الصفار هجوماً على أمريكا قائلاً «إن دموع التماسيح التي يذرفها الأمريكان على حقوق الإنسان وعلى حقوق الأقليات هنا وهناك لا يصدقها إلا مخدوع، لأنهم -الأمريكان- يغضون الطرف عما تفعله وتمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني»..
«.. وحينما ذهب الرئيس الفلسطيني إلى الرئيس الأمريكي وتحدث له عن معاناة شعبه وعن حاجات الشعب الفلسطيني، قال له الرئيس الأمريكي بكل وقاحة «لا مجال إلا بالقبول بالشروط المطروحة على الشعب الفلسطيني»، يقصد شروط الإذلال والإهانة.
«.. وفي لبنان الأمريكيون هم الذين شجعوا الإسرائيليين على ارتكاب جرائمهم، وهم الذين مدوها بالوقت والسلاح والمال والدعم السياسي والمعنوي، حيث رفضوا الموافقة على وقف إطلاق النار، وتركوا لإسرائيل أن تعربد وتسرح وتمرح في جو لبنان وبحر لبنان وبر لبنان... ثلاثة وثلاثين يوماً وهي تمارس القتل والتدمير وارتكاب المجازر على مرئ ومشهد من العالم.. وبدعم من أمريكا ولولا عزة الشرفاء والمقاومة اللبنانية لاستباحت القوات الإسرائيلية كل الحرمات ولما بقيت كرامة لكل أرض لبنان..». مؤكداً بأن «المقاومة رفعت رأس العرب والمسلمين جميعاً».
ورفض الشيخ الصفار أي تدخل أجنبي في شؤون شيعة السعودية الداخلية وقال «.. وأمريكا التي تفعل هذا بحق أهلنا في لبنان وفلسطين والعراق وفي مختلف الأماكن.. هل نصدق أنها بالفعل مخلصة لحقوق الأقليات وحقوق الإنسان في السعودية، وسائر الدول؟؟!!»
مؤكداً بأننا «كشعب وكمجتمعات نسعى ونتطلع إلى أن نعيش بكرامة وحرية وأن نعيش بكامل حقوق المواطنة في بلادنا، ولكن هذا يكون عبر التفاهم من الداخل وعبر وحدتنا الداخلية وليس عبر تدخل الغريب والأجنبي فيما بيننا.. لأن الأجنبي لا يريد بنا خيراً أبداً، علينا أن نتجاوب مع الدعوات وان نكون مبادرين للانفتاح على كل شرائح الوطن والمواطنين..».
وحذر الصفار في ختام محاضرته من التطرف والإرهاب بكافة أشكاله، كما حذر من العنف الأسري الذي أصبح ملاحظاً بشكل ملفت قائلاً بأنه «لا يجوز التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالإساءة إلى الناس والنيل منهم ومن أعراضهم».
وفي ختام المحاضرة هنأ الشيخ الصفار الجميع بحلول شهر رمضان المبارك، وسأل الله تعالى أن يديم على وطننا وبلادنا نعمة الأمن والاستقرار، وأن يدفع شرور الحاقدين عنا وعن وطننا، مؤكداً على أهمية الاستعداد لهذا الشهر المبارك، والالتزام فيه بما جاء في شرع الله، وإخلاص الطاعة لله ولرسوله.