الشيخ الصفار يشارك في افتتاح مسجد «حمزة بن عبد المطلب»
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار كل فرد من أفراد المجتمع للمواظبة على صلاة الجماعة، وأن يحث ويشجع أقرباءه وأصدقاءه على ذلك، ويجب ألا يسأم من دعوتهم ، فإن الدال على الخير كفاعلة.
مقترحا سماحته: الاستفادة من الجوال مثلاً، بإرسال رسائل قصيرة إلى الأصدقاء والأقرباء، لدعوتهم لصلاة الجماعة، وحثهم على الالتزام بها.
كان ذلك خلال حديث سماحته مساء يوم الخميس(11/9/1427هـ) بمناسبة افتتاح مسجد حمزة بن عبدالمطلب بسيهات والذكرى السنوية لرحيل مؤسس المسجد الحاج الوجيه عبدالله المطرود رحمه الله.
وقد بدأ سماحته حديثه بالتبريك لكل المواطنين الكرام بمناسبة افتتاح هذا المسجد مشيدا بالراحل الحاج المطرود رحمه الله.
وأبان سماحته أن: إقامة المساجد من الأمور التي نفرح ونحتفي بها وبالخصوص بعد أن كانت العوائق والعقبات تقف أمام هذا الحلم الذي يراود كثيرا من المؤمنين.
وتمنى سماحته أن: تزول هذه العقبات من طريق باقي المشاريع الأخرى كالحسينيات لتقوم هذه المشاريع بدورها التوعوي في وسط جموع المواطنين.
ثم انتقل سماحته للإشادة بهذا الصرح الجميل وأنه يشرح الصدر جاعلا من هذا الكلام مدخلاً لحديثه عن صلاة الجماعة وأهميتها وضرورة الاهتمام بها والتشجيع عليها.
وتساءل سماحته: هل يكفي الاهتمام بإعمار المساجد وبنائها، أم أننا مطالبون بإعمارها بالصلاة والعبادة؟
ومن أهم العبادات التي تقام في المساجد هي صلاة الجماعة التي يجب علينا الإهتمام بها والتشجيع عليها فقد وردت أحاديث وروايات كثيرة تؤكّد على أهمية صلاة الجماعة، ومنها ما جاء عن الإمام الصادق عن آبائه : عن رسول الله : «مَن مشى إلى مسجد يطلب فيه صلاة الجماعة كان له بكل خطوة يخطوها سبعين ألف حسنة» .
ومنها ما ورد عنه في حديث ذكرته مصادر الفريقين: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة» أو كما في صحيح مسلم «صلاةٌ مع الإمام أفضل من خمس وعشرين صلاة يصليها وحده».
و ورد عن الإمام الباقر أنه قال: «من ترك الجماعة رغبة عنها وعن جماعة المسلمين من غير علّة فلا صلاة له» .
وكذلك ورد عن الإمام الصادق : «مَنْ لم يصلِّ جماعة فلا صلاة له بين المسلمين، لأن رسول الله قال: لا صلاة لمن لم يصلَِّ في المسجد مع المسلمين إلا من علة».
ثم أوضح سماحته حكم صلاة الجماعة عند المسلمين فهم متفقون على أهميتها وإن اختلفوا في وجوبها كما هو رأي المذهب الحنبلي وبعض الأحناف فهم يقولون بوجوب صلاة الجماعة على كل مسلم قادر على حضورها، ولا يصحّ أن يؤدي المسلم الفريضة اليومية منفردًا ما دام قادرًا على حضور الجماعة، وإلا فإنه يؤثم ويعزّر وتردّ شهادته.
وبعض المسلمين كالمذهب الشافعي يراها واجبة فرض عين: حيث يتوجّب إقامة صلاة الجماعة في كل بلد فيه مسلمون، وإن وُجد من البلاد من لا يقيم الجماعة، فعلى الحاكم الشرعي أن يأمرهم حتى يقيموها ولو استلزم ذلك منازلتهم وقتالهم.
وقسم ثالث من المسلمين كالجعفرية والمالكية وبعض فقهاء الحنفية يرون أن صلاة الجماعة سنة مؤكدة.
ثم دعا سماحته إلى القيام بحملة مكثفة من التوعية والتوجيه لحث الناس على صلاة الجماعة، بنشر الكتب والمقالات التي تتناول فضلها وأهميتها، وينبغي أن تفتح المنتديات على مواقع الانترنت باب النقاش والبحث حول أسباب العزوف عن صلاة الجماعة في المجتمع، وطرق التشجيع على المواظبة عليها، والعلماء والخطباء عليهم أن يكرروا الدعوة إليها والحث على الاهتمام بهذه الشعيرة العظيمة.
ويمكن الاستفادة من الجوال، بإرسال رسائل قصيرة إلى الأصدقاء والأقرباء، لدعوتهم لصلاة الجماعة.
ولو تشكلت في كل مسجد لجنة للدعاية والإعلام لصلاة الجماعة، وابتكار الوسائل والأساليب المؤثرة في جذب الناس لها، فإنها ستحقق نتائج جيدة.
وعلى كل فرد منا أن يحث ويشجع أقرباءه وأصدقاءه، ولا يسأم من دعوتهم لصلاة الجماعة، فإن الدال على الخير كفاعلة. وذلك مصداق من مصاديق الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف.
ثم تساءل سماحته: لماذا هذا العزوف عن صلاة الجماعة؟
وأجاب: لابدّ أن هناك أسباباً لعل من أبرزها ما يلي:
الأول: ضعف الاهتمام الديني:
يبدو أن الكثيرين يفتقدون رغبة الإقبال على هذه الشعيرة العظيمة، بسبب ضعف الاهتمام الديني في نفوسهم.
الثاني: ضعف التشجيع:
حيث لا نجد في المجتمع حثاً وتشجيعاً كافياً على أداء صلاة الجماعة، فالكتابات حولها قليلة، والخطباء نادراً ما يتعرضون لفضل صلاة الجماعة ولحث الناس على المواظبة عليها.
بل إن بعض الخطباء وطلاب العلوم الدينية قلّ أن يرى الناس حضورهم في صلاة الجماعة في ماعدا تصديهم للإمامة، وكأن طالب العلم لا صلة له بهذه الشعيرة إلا إذا كان إماماً وليس مأموما.
الثالث: الكسل
إن قسماً من الناس يستثقل الذهاب إلى صلاة الجماعة، لأنها تأخذ جزءاً من وقته، وتصرف شيئاً من جهده، فيرى صلاته منفرداً في البيت أسهل وأيسر، مع أن الوقت والجهد اللذين تستلزمهما صلاة الجماعة محدود ضئيل، وهو يصرف أضعاف ذلك الوقت والجهد على سائر شؤون حياته من الكماليات والرفاهيات.
وتأسف سماحته من وجود حالات انقسام في صلاة الجماعة بين المؤمنين انطلاقاً من العصبيات الفئوية قائلا: إن صلاة الجماعة يجب أن تجمعنا وتبين ترابط المجتمع، إن العدالة والتقوى هي من الصفات التي ينبغي مراعاتها عند اختيار إمام المسجد دون النظر إلى منطقته أو الفئة التي ينتمي إليها.
وبخصوص مؤسس المسجد الحاج عبد الله المطرود قال سماحته: كان رحمه الله يحمل هموم مجتمعه، و يبادر لخدمة الناس وقضاء حوائجهم، وكانت أياديه البيضاء لا تقتصر عل منطقته ومجتمعه، بل كان بمد يد العون والدعم لكل المشاريع الإسلامية والإنسانية في مختلف المناطق والمجتمعات.