تحت رعاية مجموعة اللقاء الإجتماعي بدائرة صفوى وبحضور لافت من نخب ام الساهك والأوجام وصفوى انعقد الملتقى الأول بالدائرة
الشيخ الصفار يشارك في الملتقى الأول لدائرة بلدي صفوى
على خلفية الحوار والعمل المشترك بين مجتمعات الدوائر البلدية في محافظة القطيف، وتعزيزا لروح التلاقي، انعقد الملتقى البلدي الأول بدائرة صفوى ليلة الأربعاء 17/9/1427هـ، بقاعة الصفا للمناسبات بمدينة صفوى، في ظل حضور حاشد ولافت من رجالات وأعيان ومثقفي صفوى وأم الساهك وتوابعها والآجام، وانقسمت فعاليات الملتقى إلى قسمين:
الأول: الحفل الخطابي، الذي تطرق فيه المجتمعون إلى مواضيع بلدية واجتماعية وثقافية، وركزت الكلمات في معظمها على الاهتمام بخدمات البلدية، وضرورة التلاقي والتعارف والحوار بين مختلف الطبقات والاتجاهات.
والثاني: فقد كان عبارة عن مداخلات شفهية أو مكتوبة من الحضور، وتطرقت هي الأخرى للشؤون نفسها، وكانت غنية بالكثير من الأفكار والمقترحات، التي تم بحثها في الملتقى.
قدم للحفل وأدار الحوار والمداخلات فيه الأستاذ عادل آل متروك، وبدأ بآيات من القرآن الكريم، تلاها القارئ عبدالله آل فاران.
وكانت كلمة الأستاذ أحمد بن صالح آل حبيب من أهالي صفوى الأولى التي ركز فيها على أهمية العمل الاجتماعي المشترك بين أبناء دائرة صفوى، وضرورة توافر الإرادة والتصميم الحثيثين لإنجاح المشاريع والأنشطة، وتحقيق الأهداف المرجوة منها. كما أكد الأستاذ أبو رامز على أن أبناء دائرة صفوى يعيشون أجواء من الإخوة والتسامح. وشدد على أن هذا التعايش ينبغي أن يكون محل قدوة من قبل الآخرين.
وكان لصندوق المئوية فرع محافظة القطيف نصيب من الكلمات حيث عرف الأستاذ زكي ابو السعود الحضور بصندوق المئوية والأهداف التي يسعى لها وضرورة التفاعل معه كعمل يهم المحافظة بشكل كامل.
وفي كلمته قال الأستاذ علي آل عبد الحي عضو المجلس البلدي بمحافظة القطيف عن دائرة صفوى: «أننا نسعى لإيجاد مشاريع مشتركة على مختلف الصعد والاتجاهات، وقد آن الأوان لنا كي ننفذ هذه المشاريع بإعداد وتنفيذ مشترك».
وعدد أمثلة على ذلك كالاهتمام بكتاب الله الكريم، وإيجاد المؤسسات التي تعمل لأجل تلاوته وتجويده وحفظه، والأنشطة الاجتماعية الأخرى كالجمعيات الخيرية وغيرها. ودعا إلى إيجاد آلية تهيأ لمثل هذا النوع من التوجه للعمل المشترك بالتأسيس لآلية مشتركة، لتحقيق المطالب البلدية والحاجات الاجتماعية.
كما أشار إلى أن المطالبات من قبل المواطنين كانت تأتي منفردة وبمعزل عن بعضها البعض، ويتعين أن تكون مشتركة بين أبناء دائرة صفوى، ما يعزز ثقافة المطالبة، والعمل الجمعي المشترك.
ومن جانب آخر، أشار في كلمته إلى قرار حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود بضرورة توزيع الميزانية المالية للمناطق المهمة والمناطق المحرومة على حد سواء لسد الثغرات ومتابعة استكمال خطط الدولة وتوجيهاتها، لتوفير الخدمات الأساسية، والعيش الرغيد للمواطنين على النحو المرجو.
عقب ذلك ألقى فضيلة الشيخ عبد الرحمن القحطاني ـ إمام وخطيب جامع علي بن ابي طالب بحزم أم الساهك ونائب رئيس جمعية حزم أم الساهك الخيرية ـ كلمة أكد فيها على أهمية خدمة المواطنين وخصوصا من قبل من حملوا المسؤولية وعلى أهمية اللقاء وضرورة إنجاحه، وأشار إلى توافر الشروط اللازمة لإنجاح الحوار واللقاء والعمل المشترك، وركز في كلمته على أهمية الرجوع إلى كتاب الله الكريم والسنة النبوية المطهرة لإنجاح أي حوار وتحقيق أي هدف. كما رحب بالإخوة المجتمعين، ودعا إلى تكرار مثل هذه اللقاءات.
وفي كلمته أكد فضيلة الشيخ حسن الصفار على أهمية هذا الملتقى باعتباره يمثل لقاء بلديا ولقاء حواريا في الوقت نفسه، وأشار إلى المبادرات المتميزة والرائدة، التي تبناها أهالي صفوى ونفذوها، واستعرض بعضا منها، وأشاد بجهود أهالي صفوى بتأسيس المؤسسات، وإقامة الأنشطة السباقة والفريدة من نوعها.
وفي هذا المجال أعتبر الشيخ الصفار هذا الملتقى حيويا للوطن، ومحطة مهمة لبناء العمل المشترك، وبلورة التعاون بين مختلف الاتجاهات والانتماءات في البلد الواحد.
وقال: «إن علينا أن ننفذ ملتقى بلديا عاما، يضم كل مدن وبلدات محافظة القطيف من سيهات والنابية وعنك جنوبا إلى دارين وتاروت غربا إلى سائر المدن والبلدات، ليحيى أبناء محافظة القطيف في أجواء الوطن الواحد والانتماء المشترك، وهو الأمر الذي يقدم محافظة القطيف وأهلها بوصفها أنموذجا رائعا للتسامح والتنوع والتعايش والتوظيف الإيجابي لكل ذلك لخدمة الوطن والمواطنين».
كما أشار الشيخ الصفار إلى أن أجواء منطقة الشرق الأوسط خيمت عليها فترة من الصراعات السياسية والمذهبية، وصار كل طرف يقدم الاختلاف والتنوع بطريقته توظيفا سلبيا للأمور والأحداث، إلى أن تقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بمبادرته المهمة على مستوى الوطن، للحفاظ على حالة التنوع والتعايش، وإعادة اللحمة لأبناء مجتمعات المنطقة، وتجسد ذلك بدعوته إلى مشروع الحوار الوطني بين مختلف الأفكار والاتجاهات في الوطن، وهو الأمر الذي قدم وجها جديدا، اتسم بالتسامح واحترام مختلف الاتجاهات والأفكار، وعزز من الوحدة الوطنية، ودعّم مشاريع التنمية بمختلف اتجاهاتها. كما شدد الشيخ الصفار على الدعوة إلى ترك الخلافات المذهبية جانبا، واحترام الخصوصيات الفقهية في المذاهب، وعدم شطب الآخر أو إلغائه أو اتهامه في دينه من كل الاتجاهات على حد سواء.
وكانت كلمة الأستاذ عبد المنعم بن أحمد آ ل ناصر منصبة على السلم الاجتماعي كوسيلة لتنمية وتعزيز العمل الاجتماعي المشترك، وقال بأننا لكي ننجز عملا اجتماعيا مكتملا، لابد أن تتوافر شروط من أهمها شعور العاملين والمستفيدين ـ على حد سواء ـ بالسلم الاجتماعي، وضرورة توافره بين الناس أنفسهم، واعتبر ذلك دعامة لا بد من إعادة الاعتبار لها.
ثم اتجه الجمهور إلى المداخلات، التي تجاوبت مع الأطروحات المهمة، التي قدمها المشاركون بكلماتهم وإشاداتهم وتوجيهاتهم، وركزت المداخلات في بعدين:
الأول: أعمال ونتائج المجلس البلدي على الصعد المختلفة، كالخدمات الأساسية، وخدمات البنى التحتية والبيئة والتعليم، والاهتمام بالمظاهر الطبيعية، كالمسطحات الخضراء والبساتين والحدائق،لمواجهة ظاهرة التلوث وحماية الأجواء من مسببات التلوث.
الثاني : ضرورة التخاطب مع الجهات الأمنية، لتوفير عمد لأحياء دائرة صفوى في مدينة صفوى نفسها وفي أم الساهك وتوابعها وفي الآجام، وكانت مداخلة سماحة الشيخ الصفار لافتة. إذ أن الشيخ عبد الرحمن القحطاني ذكر أن هناك عددا من المفحطين يتجمعون في أم الساهك ويمارسون هذه العادة السيئة، وقال بأنهم شباب يتجمعون من أم الساهك وصفوى والقديح وسيهات، فعلق الشيخ الصفار على ذلك بقوله: كيف تمكن هؤلاء الشباب ( المفحطون ) الذين لا يحملون هما دينيا أو اجتماعيا من تجاوز الخلافات المذهبية لينسقوا أعمالهم سويا، وينفذون ( مشاريع ) مشتركة، والعقلاء والمتدينون لم يتقدموا بأية مبادرات في هذا الاتجاه. وقوبلت هذه المداخلة بعاصفة من التصفيق والاعجاب.