الشيخ حسن الصفار يشارك في افتتاح «بيت القرآن» بسيهات
شارك سماحة الشيخ حسن الصفار في افتتاح المقر الجديد لبيت القرآن التابع للجنة أنوار القرآن بسيهات، وذلك مساء يوم الأربعاء الموافق 17/10/1427هـ، بحضور شخصيات دينية واجتماعية من مختلف مدن وقرى المنطقة. وكان في استقباله أعضاء لجنة أنوار القرآن وفي مقدمتهم المرشد العام للجنة السيد ماجد السادة ورئيس اللجنة الأستاذ زكريا السيهاتي والأستاذ مهدي صليل مسؤول العلاقات العامة، حيث اطلع سماحته على أقسام ومرافق بيت القرآن الجديد، كما تعرف على أهم الإنجازات التي حققتها اللجنة خلال الفترات الماضية.
وقد أشاد سماحته بالدور الكبير الذي يقوم به الإخوة القائمون في إدارة هذه المؤسسة القرآنية، كما هنأهم على افتتاح المقرر الجديد لهذا المشروع القرآني المبارك، سائلا المولى أن يجعل هذا المشروع منار علم ومعرفة وثقافة قرآنية حيث قال في بداية لقائه: «أبارك لنفسي أولا وأبارك لكم وللمجتمع افتتاح هذا المكان الجديد لهذا المشروع القرآني المبارك، وأسأل الله _ سبحانه وتعالى _ أن يجعل هذا المشروع منار ضياء وعلم ومعرفة، ضياء العلم والمعرفة والثقافة القرآنية، ونحن نعتقد أن مثل هذا البيت يهتم بعلوم القرآن وثقافة القرآن هويضيء لأهل الأرض، لأهل الوطن، ولأهل هذه المنطقة، فليكن مشع ضياء، وليكن مشع نور».
وأضاف: «إنني أقدر الجهود التي يبذلها الإخوة في إدارة هذه المؤسسة القرآنية، أعرفهم وأعرف إخلاصهم، وأقدر اجتهادهم، وإنني متفائل بأن هذه المؤسسة ستشق طريقها إلى الأمام، وستصبح إن شاء الله نموذجا للمؤسسات القرآنية على مستوى الوطن، وعلى مستوى العالم الإسلامي إن شاء الله».
وعن المرئيات والمقترحات لهذا المشروع القرآني، أكد سماحته على ضرورة الاهتمام بتربية الجيل الناشئ من الأبناء والبنات: «نحن الآن نواجه تحدٍ كبير، تحدي الناشئة والجيل الجديد من الأبناء الذين يقعون تحت تأثير وسائل الإعلام والاتصالات، وأيضا يعانون شيئا من الإهمال التربوي. هذه الحالة التي تنعكس وتظهر وتتمظهر في بعض السلوكيات التي نراها من بعض الشرائح من جيل شبابنا».
وأشار إلى أهمية هذه المرحلة وخطورتها قائلاً: «إن الكتابات التي نراها على الانترنت من أبناء هذا الجيل، تشير إلى حاجة أبنائنا إلى اهتمام ورعاية أكبر» مضيفا: «أنا آمل من هذا البيت ومن هذه المؤسسة المنيرة المشعة إن شاء الله، أن توجه اهتمامها لتربية هذا الجيل، بحيث يصبح عندنا جيل يحفظ القرآن، ويحمل ثقافة القرآن،وهدي القرآن».
وقد أوصى سماحته القائمين ببذل المزيد من الجهود لاستيعاب شريحة الشباب والشابات قائلاً: «أوصي أن تنصرف الجهود لاستيعاب أكبر قدر من أبناء وبنات المجتمع لتثقيفهم وتوعيتهم وشدِّهم باتجاه القيم والأخلاق ومصلحة قيمهم، ومصلحة الوطن».
الجانب الأول: تطوير ثقافة العرض والطرح
أشار سماحته إلى أن وسائل الجذب تبدأ من العرض الفكري والثقافي: «علينا أن نعرف ثقافة القرآن لهذا الجيل الشاب بما يتناسب مع طبيعة الظروف التي يعيشها، فلا يصح لنا أن نتخاطب من هذا الجيل بثقافة كانت للأجيال السابقة بدون تطوير».
موضحا أن كثيراً من أبنائنا ينجذبون وينشدَّون إذا كان أسلوب العرض الفكري والثقافي أسلوبا شيقا، أسلوبا واضحا، يشعرهم بأن الثقافة القرآنية والمؤسسة القرآنية تساعدهم على تحقيق شخصياتهم، والتعبير عن ذواتهم، على أن يأخذوا دورهم، ويؤمّنوا مستقبلهم بشكل أفضل.
الجانب الثاني: تقدير أبناء هذا الجيل
في هذا الجانب قال سماحته: «ينبغي علينا الاهتمام بإبداء اللين والعطف والاحترام والتقدير لأبناء هذا الجيل. كلما احترمناهم، وكلما قدرناهم، كلما بذلنا الجهد لإبراز التقدير لهم،كان ذلك دافعا لشدِّهم وجذبهم».
الجانب الثالث: برامج الترفيه والترويح
وقد تتطرق ضمن حديثه إلى تنوع البرامج والأنشطة المتضمنة أفاقا ترفيهية وترويحية: «ينبغي أن تكون في برامج هذه المؤسسة مجالا للترفيه، على ألا تكون البرامج كلها في نسق واحد، وفي مستوى من الجدية التامة، وإنما ينبغي أن تكون هناك بعض البرامج الترفيهية، لأن الشباب ـ وخاصة في هذه المرحلة من العمرـ يحتاجون إلى أفاق من الترفيه والترويح عن النفس».
وفي قضية أخرى لا تقل أهمية عن القضايا الأخرى، أشار سماحة الشيخ إلى أهمية التركيز على الجانب السلوكي لهذه الناشئة، من خلال بلورة البرامج والمناهج التي تساعدهم على تبصر سلوكهم، وفي ذلك قال: «أنا أعتقد أنه يجب التركيز على الجانب السلوكي لهذه الناشئة، نحن في حاجة إلى أن نقدم لهم رؤى تعرفهم بهدف حياتهم، ومستقبل دورهم في هذا المجتمع، وأن يفهموا حقائق الإسلام، ومبادئ الدين.
نحن بحاجة إلى أن تكون هناك مناهج وبرامج تركز على الجانب السلوكي، لأني أعتقد أن التحدي الخطر أمام جيلنا المعاصر هوالتحدي السلوكي، يجب علينا أن نبلور برامج ومناهج تساعد هؤلاء الشباب على تبصر الطريق في سلوكهم ومسلكياتهم وطريقة تعاملهم مع مجتمعاتهم وأنفسهم وعوائلهم ووطنهم».
وفي الختام شكر سماحة الشيخ القائمين على هذا المشروع والداعمين له من أبناء المجتمع الذين تعاونوا وتجاوبوا مع هذا المشروع. ويرى أن الفضل الكبير يعود لتعاونهم وتجاوبهم: «لولا تعاونهم وتجاوبهم لما استطاع هذا المشروع أن يشق طريقه، وأن يكون له المكان المجهز بالكثير من الوسائل المساعدة».