نظرة في ملف الشيخ حسن الصفار
مكتب الشيخ حسن الصفار سامي الدبيسي ـ الملتقى الزينبي
لو رجعنا الى الوراء عدة سنوات لوجدنا جفاء المجتمع لهذا الشيخ الجليل وارتيابه من منهج التواصل مع الحكومة بل واتهام الشيخ بمختلف التهم لكن الشيخ وهو صاحب التجربة النضالية الطويلة كان ذا بعد نظر وخبرة وذكاء وكان يقرأ المرحلة بظروفها وماتستلزمه من تعامل يختلف عن التعامل في المرحلة السابقة غير أن الاهداف هي نفسها الاهداف من التعامل المختلف بين المرحلتين.
لقد اتبع شيخنا منهج الانفتاح والتواصل مع مختلف الاطراف سواء السياسية أو الدينية أو الاجتماعية متمثلا قوله تعالى ﴿إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم﴾ ولم يتبن القطيعة مع أي جهة حتى ممن تبنى له العداء بل فتح قلبه للجميع داعيا اياهم الى التعاون لما فيه مصلحة الجميع سواء داخل الاطار المذهبي أو الديني والوطني مرتأيا أن هذا هو الطريق السليم والحكيم في استرداد الحقوق وتحسين الأوضاع.
أما الآن فنجد آثار وثمار منهجه ظاهرا للعيان مع الأخذ بعين الاعتبار تصلب الوضع السياسي والديني والاجتماعي اضافة الى قلة الدعم والمساندة له , لكنه ومع ذلك أصر على السير في هذا الطريق معتبرا العمل وبذل الجهود الاسلوب الامثل في ذلك.
لم يرض شيخنا الانكفاء والانطواء على نفسه بل استغل كل سبيل ممكن في العمل والتعبير عن الرأي والفكر فتواصل ولايزال مع مختلف وسائل الاعلام وكتب وألف حتى صرنا لانسافر الى أي مكان الا ونجد كتبه وآثاره العلمية وأخيرا أصبحت تعرض كتبه في المكتبات العامة والكبيرة في المملكة بل وتطبع هنا أيضا ولم يقتصر الأمر على الكتب الفقهية المرتبطة بالجانب الاسري والاجتماعي فقط بل تعدى ذلك الى الجانب السياسي فأصبح يعرض كتابه «الاستقرار السياسي والاجتماعي» وكتابه التوثيقي الذي يحكي تاريخ وواقع الشيعة في المنطقة في جوانبه المختلفة من خلال مقابلة أجراها معه عبد العزيز قاسم على حلقات ونشرت في جريدة المدينة «المذهب والوطن», كما أن مختلف وسائل الاعلام المحلية والعالمية صارت تتسابق على اجراء حوار معه وأخيرا كُرم في جدة في منتدى الوجيه عبد المقصود خوجة.
والحمد لله أن الجميع في بلدنا أصبح أيضا يتسابق على استضافته وقد ظهر ذلك جليا في رمضان هذه السنة 1427هـ حيث استضيف في بلدة الربيعية في تاروت وبلدة القديح ومنطقة الأوجام وسيهات والقطيف ومختلف المناطق تعبيراً عن الرضا.
إن الشيخ حسن ليس بحاجة الى اشادتي به وانما هي دعوة إلى تقدير المخلصين ودعمهم وفي النهاية نقول لك يا شيخ: إننا نحبك.