الشيخ الصفار في كلمة الجمعة: الوصية بالثلث سبيل لتلبية حاجات المجتمع
تحدث سماحة الشيخ في كلمة الجمعة يوم أمس(*) عن موضوع الإرث، وهو المال الذي يكون لذوي الإنسان بعد موته، وقال: «إن الإنسان حر في التصرف في كل ما آتاه الله من مال وثروة في حياته، وليس لأحد أن يسأله ويناقشه فيما أنفق، ولكن هذه الحرية تستمر معه إلى حين لحظة وفاته، فتصرفه في ماله يتوقف مع توقف نفسه. لم يعد المال ماله، بل أصبح حقاً للورثة».
وفي كون أن بعض الناس يغفلون عن صرف جزء من مالهم في مشاريع الخير وما يقربهم إلى الله، ولا تسمح وتجود أنفسهم بهذا المال إلا حين الوفاة، ذكر الصفار «أن من لطف الله أن أجاز للإنسان التصرف في جزء من ماله وهو الثلث، وما زاد فهو حق للورثة لا يجوز تعديه إلا بإذن منهم، ولا يستطيع حتى صاحب المال أن يحرم أحداً من ورثته».
وأكد على أن إنفاق الإنسان من ماله وهو في حياته أفضل منه بعد الوفاة بالوصية، لأن في ذلك نوع من مجاهدة النفس، إضافة إلى ضمانة صرف المال في الجهة التي يريد.
ويشير الصفار إلى أن لفظة ﴿كُتب﴾ في قوله تعالى: ﴿كُتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية﴾ تدل على الوجوب، بمعنى فُرض، أو وجب، إلا أن الوجوب يكون لمن عليه حق للآخرين، وما عدا هذه الحالة فالوصية مؤكدة الاستحباب وخاصة لمن كان ذا مال كثير، كما يؤكد ذلك أمير المؤمنين في بعض الروايات مستفيداً من قوله تعالى: ﴿إن ترك خيراً﴾ والأمر بالنسبة لبقية الناس أمر مستحب فيكون المعنى شُرع لكم، وقوله تعالى في آخر الآية ﴿حقاً على المتقين﴾ يفيد معنى الاستحباب.
ويؤكد الشيخ الصفار على أن الوصية تكون بالمعروف، لا يفرط الإنسان في جانب، ويتجاهل جوانب أُخر، كذلك الأنصاري الذي كان ذا عيال، وجلّ ما يملك ستة أرقاء، وحين حضرته الوفاة أعتقهم كلهم لوجه الله، ولما سمع ذلك رسول الله غضب من ذلك التصرف لأنه ترك عياله يتكففون الناس!
وأضاف سماحته: «على الإنسان أن يوصي لأهله وقرابته، ولا يغفل ـ ما دام في خير كثيرـ أعمال البر، وما يحتاجه مجتمعه، فلكل مجتمع حاجات، ولكل عصر مُتطلبات، فلوصية ينبغي أن تتناسب مع حاجة المجتمع والظرف الذي يمر فيه» وأشار إلى أن في الدول المتقدمة هناك من يوصي للصرف على قطاع التعليم، والآخر على قطاع الصحة، والبعض على البحوث العلمية، كما أن بعض الشخصيات الإسلامية أوصت بجزء من ثلث تركتها لطباعة الكتب الإسلامية ونشرها.
ويمكنك الاستماع إلى المحاضرة كاملة عبر العنوان التالي: