الشيخ الصفار، في محاضرة الليلة الثانية من عاشوراء: حب أهل البيت في نفوس المسلمين

مكتب الشيخ حسن الصفار

تحدث سماحة الشيخ حسن الصفار في الليلة الثانية من المحرم 1428 هـ عن: «حبّ أهل البيت في نفوس المسلمين»، وذلك في ثلاثة محاور انطلق فيها من خلال الآية القرآنية الكريمة: ﴿قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى (سورة الشورى: آية 23)، رتّبها سماحته كالتالي:

في المحور الأول تحدّث عن «الأصل الديني لحبّ أهل البيت »، حيث بيّن في هذا المحور أن المحبّة لأهل البيت أمر إلهي يفهم من الآية المفتَتَح بها الحديث، حيث توجّه المسلمين إلى وجوب مودّة أهل البيت . ومن خلال المقارنة بين هذه الآية والآية القرآنية: ﴿قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ (سورة سبأ آية: 47) أشار الشيخ الصفّار إلى أن وجوب المودّة لأهل البيت ينسجم مع سائر التوجيهات الربّانية التي تهدف إلى جلب المصالح والمنافع لعموم الإنسان.

وفي المحور الثاني «مكانة أهل البيت في الأمة» بين ما لأهل البيت من مكانة مرموقة ومحترمة لدى سائر المسلمين، عامّتهم وخاصتهم من العلماء والقادة. وما شاع في فترة من وجود فئة تظهر العداء لهم ، فإنما ذلك كان ناشئًا بفعل العوامل السياسية، حيث رأت بعض القيادات السياسية في أهل البيت منافِسًا حقيقيًّا لهم، ولّد بالتالي أحزابًا وجماعات تظهر المنافسة والمواجهة مع أهل البيت سرعان ما وجد طريقه إلى بعض العامّة من المسلمين.

وقد بقيت هذه المجموعات التي تنصب العداء لهم مجموعات قليلة، فيما كانت الأغلبية الساحقة من المسلمين تظهر المودّة والمحبة لأهل البيت، ولكن دون أن ينظر إليهم المسلمون على أنهم أئمة مفترضو الطاعة، إذ ظلّ هذا الاعتقاد نظرة خاصّة بالشيعة الإمامية.

في المحور الثالث «مسؤولية التعريف بأهل البيت » حمّل سماحة الشيخ الصفّار مجتمع الشيعة المسؤولية في نقل معارف وعلوم أهل البيت للعالم، خصوصًا مع ما يشهده العالم اليوم من انفتاح معرفي كبير ووفرة في وسائل الاتصال لم تكن متيسّرة من قبل، فهذا يحمّلنا مسؤولية أكبر في هذا الاتجاه. مركّزًا في هذه النقطة على أسس ثلاثة:

أن أهل البيت حمّلوا شيعتهم مسؤولية نقل معارفهم للآخرين.

أن أهل البيت حذّروا شيعتهم أن ينقلوا عنهم ما يسيء إليهم.

أن أهل البيت كانوا يريدون من شيعتهم أن يكونوا نموذجًا للآخرين من خلال سلوكهم.

وهذا هو نص المحاضرة:

قال الله العظيم، في كتابه الكريم: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى [1] 

حديثنا هذه الليلة يشتمل على ثلاثة محاور:

المحور الأول : الأصل الديني لحب أهل البيت

آيات القرآن الكريم والأحاديث الواردة عن رسول الله والتي اعتبرها المسلمون في مختلف مذاهبهم صحيحة ثابتة هي التي تدفع كل مسلم لكي ينعقد قلبه على حب أهل البيت.

ومن الآيات الكريمة التي تدعو لحب أهل البيت هذه الآية الكريمة، فالله تعالى يقول: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى. والأنبياء حينما يبلغون رسالات الله فإنما يقومون بالتبليغ استجابة لأمر الله تعالى، وبالتالي فهم لا يريدون من أحد، مقابل تبليغهم للرسالة أجراً، ولذلك نجد في سورة الشعراء ورد على لسان خمسةٍ من الأنبياء: نوح ، وهود ، ولوط ، وصالح ، وشعيب ، وفي خمسة مواقع من السورة الكريمة، كل هؤلاء الأنبياء كانوا يقولون بلسان واحد ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ[2] 

إذاً لا أحد من الأنبياء يريد من الناس أجراً أو يتوقع منهم ذلك، في مقابل تبليغه رسالة الله. وكذلك النبي محمد أمره الله تعالى أن يقول للمسلمين: ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ[3] ، بينما نجد الله سبحانه وتعالى يأمر نبيه أن يطلب من الناس أجراً، كما هو صريح في قوله تعالى: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى، فكيف يُمكن التوفيق بين هذه الآية الكريمة، وبين قوله تعالى: ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ، وكيف أن النبي يطلب أجراً من المسلمين على تبليغ الدعوة الإلهية بعكس سائر الأنبياء؟ هذا التنافي الذي يبدو لأول وهلة تجيب علية آية أخرى، يقول الله تعالى: ﴿قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[4] .

إذاً الفائدة الكبرى من المودة في القربى هي للمسلمين، وليست للنبي الأكرم . فالأمة حينما تحب أهل البيت و ترتبط بهم فإن ذلك في مصلحة الأمة نفسها ولخير الأمة نفسها.

وحول الآية الكريمة: ﴿قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وردت روايات وأحاديث كثيرة نقلتها مصادر المسلمين، كما في تفسير الكشاف[5] والصواعق المحرقة[6]  وغيرهما من المصادر الإسلامية المعتبرة، أن الصحابة سألوا رسول الله : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين أوجبت علينا مودتهم؟ قال : «هم علي و فاطمة و ابناهما».

ومن ذلك أيضاً: أن الإمام الحسن خطب في الناس بعد استشهاد أبيه أمير المؤمنين وقال: «أنا من أهل البيت الذين فرض الله مودتهم عليكم»[7] .

وروايات أخرى كثيرة مذكورة في الكتب و مصادر الحديث الإسلامية هذا على صعيد الآية الكريمة.

الأحاديث الشريفة ودعوتها لحب أهل البيت

أما على صعيد الأحاديث والنصوص الواردة في مصادر الحديث فهي كثيرة، ومنها الحديث  الوارد عن رسول الله أنه قال: «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه و أحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي»[8] ، وفي حديث آخر صححه الشيخ الألباني[9]  عن النبي أنه قال: «والذي نفسي بيده، لا يبغضنا أهل البيت أحدٌ إلا أدخله الله النار»، وهناك أحاديث كثيرة تتحدث عن أفراد أهل البيت ، فمثلا عن الصديقة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، أن رسول الله قال فيها: «فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني»[10] .

أما في حق علي ، ففي صحيح ابن ماجة عن علي قال: «عهد إليَّ النبي الأمي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق»[11] . قال الشيخ الألباني: (وهذا حديث صحيح).

وأما في حقَّ الحسنين عليهما السلام فالأحاديث كثيرة، ومنها قوله : «من أحب الحسن والحسين فقد أحبّني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني»[12] .

إذا هناك نصوص شرعية، وهي تؤصل لأصل ديني يدفع كل مسلم للولاء لأهل البيت ولمحبتهم .

المحور الثاني: مكانة أهل البيت في الأمة

انطلاقاً من هذه النصوص ومن شخصيات أهل البيت التي فرضت نفسها بعلمها وفضلها، فإن الأمة كانت تحترم أهل البيت وتحبهم، فقد اتفقت الأمة في جميع عصورها على محبة أهل البيت وتعظيمهم. صحيح كانت هناك فئة من الأمة تظهر العداء والبغض لأهل البيت، وقد أطلق المسلمون عليهم مصطلح النواصب، وهذا المصطلح يعني تلك الفئة التي تبغض أهل البيت. في بداية الأمر كان هناك نوع من الصراع السياسي فالحاكمون رأوا في أهل البيت منافسة لهم في حكمهم في نفوذهم، ورأوا أن الأمة تنجذب إليهم تنشد إليهم، ولذلك أقصوا أهل البيت وجفوهم.

والمشكلة أن هناك من حوّل هذا الصراع السياسي إلى دين، وهؤلاء مغرضون، وحصل ذلك منهم تملقاً منهم إلى الحكام، أو غفلة منهم، أو من أجل مصلحة عندهم، حوّلوا الجفاء لأهل البيت إلى دين، وصاروا يبغضوا أهل البيت ويناوئوهم بتأثير الأجواء السياسية. ومن نتائج ذلك شُتم أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب سبعين سنة على منابر المسلمين، وهذا نوع من التضليل، والناس بطبيعتهم يتأثرون بالأجواء الإعلامية المصنوعة.

والتاريخ ينقل لنا بعض القصص والشواهد على ذلك، ومنها ما قاله أحد أعلام المسلمين عن أحد الرواة وهو: حريز بن عثمان الحمصي[13] ، أنه شامي ثقة وكان يحمل على علي ابن أبي طالب ، ويا عجباً فكيف هذا الراوي ثقة، وهو يحمل على علي بن أبي طالب ويصرح ببغضه لأمير المؤمنين ، قال عمران بن أبان: سمعت حريز بن عثمان يقول: لا أحبه قتل آبائي – يعني عليا -، ويُنقل في ترجمته أنه كان في كل يوم يلعن علي في الغداة سبعين مرة وفي الليل سبعين مرة.

ومن طريف ما ينقل في قصص العلماء([14] )أن نجيب باشا والي بغداد ذهب إلى النجف الأشرف، وطلب من الشيخ محمد حسن (صاحب الجواهر)، أن يأخذه إلى زيارة قبر أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ، وعند وصولهما وقف الوالي أمام ضريح الإمام ثم رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم بحرمة لحيتي البيضاء تجاوز عن ذنوب الإمام علي إذ أهرق الكثير من دماء المسلمين.

خلاصةً، هناك فئة محدودة من الأمة يُظهرون العداء لأهل البيت ، ولكن أغلب الأمة يُعلنون حبهم لأهل البيت ، صحيح أن المحبة لأهل البيت درجات، وأن أغلب المسلمين يحبون أهل البيت قلبياً ونفسياً، لكنهم لا يعتقدون بأنهم هم قيادة الأمة، وأنهم خلفاء رسول الله أقوالهم واجبة الإتباع، فهذه حالة اختص بها شيعة أهل البيت .

فأصل محبة أهل البيت يتفق عليها المسلمون، أما دورهم مكانتهم فهي محل نقاش، وكما يقول السيد الإمام الخوئي ـ رحمة الله عليه ـ في موسوعته الاستدلالية: «الضروري من الولاية إنما هي الولاية بمعنى لحب والولاء، وهم غير منكرين لها – بهذا المعنى – بل قد يظهرون حبهم لأهل البيت عليهم السلام. وأما الولاية بمعنى الخلافة فهي ليست بضرورية بوجه وإنما هي مسألة نظرية وقد فسروها بمعنى الحب والولاء ولو تقليدا لآبائهم وعلمائهم وإنكارهم للولاية بمعنى الخلافة مستند إلى الشبهة كما عرفت وقد اسلفنا أن انكار الضروري إنما يستتبع الكفر و النجاسة فيما إذا كان مستلزما لتكذيب النبي كما إذا كان عالما بأن ما ينكره مما ثبت من الدين بالضرورة وهذا لم يتحقق في حق أهل الخلاف لعدم ثبوت الخلافة عندهم بالضرورة لأهل البيت نعم الولاية – بمعنى الخلافة – من ضروريات المذهب لا من ضروريات الدين»[15] .

فالمعنى واضح: خلافة أهل البيت وقيادتهم للأمة من ضرورات المذهب الجعفري، وهو ما اقتنع وآمن به شيعة أهل البيت ، أما بقية المسلمين عندهم قناعة ورأي آخر، بالطبع المجال مفتوح للنقاش وللحوار، فنحن لنا أدلتنا ولنا براهيننا وبقية المسلمين عندهم تأوّل لهذه النصوص.

وأئمتنا ما كانوا يرون أن من كان له رأي آخر لتأوّل أو لشبهة يكون خارج الدين، وإنما تجري عليه أحكام الإسلام، بل إنه ورد في كتاب البحار للعلامة المجلسي ـ أعلى الله مقامه ـ عن الإمام جعفر الصادق عن آبائه عن علي قال: «إن للجنة ثمانية أبواب باب يدخل منه النبيون والصديقون، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون، وخمسة أبواب يدخل منه شيعنا ومحبونا، وباب يدخل منه سائر المسلمين ممن يشهد أن لا إله إلا الله ولم يكن في قلبه مقدار ذرة من بغضنا أهل البيت»[16] ، يعني مخالف لأهل البيت ولكن ليس في قلبه بغض لأهل البيت لسبب أو للآخر.

العلاقة مع الآخر بحسن الظن

وهنا مسألة هامة ينبغي تسليط الأضواء عليها في العلاقة بين المسلمين على تنوع مذاهبهم، إذ ينبغي أن يكون هناك حسن ظن بين المسلمين، ولا يفترض الواحد من أتباع مذهب بأن أتباع المذهب الآخر معاندون جاحدون يعرفون الحق ولا يتبعون، وهذا الاعتقاد خاطئ، فأغلبية الناس لا يعرفون الحق، فهم قد عاشوا في بيئة وأصبحوا ضمن نهج تلك البيئة المذهبية، وبسبب القصور لم تتضح لهم الحقيقة وإلا ليس كل واحد يريد أن يدخل النار،  وهو يعرف طريق النجاة ويتركه. صحيح هناك بعض الأشخاص يتضح لهم الحق لكنهم يكابرون ويجحدون، وهذا لا ينطبق على كل الناس. ولذلك ينبغي أن يتعامل المسلمون فيما بينهم على أساس حسن الظن في بعضهم البعض، ولا يفترض السني أن الشيعي يسير على طريق وهو يعلم أنه خطأ، بل عليه أن يعتقد أن الشيعي يسير على طريق وهو مقتنع أنه صح وإلا ما سار عليه. ولا يعتقد الشيعي أن السني يسير على طرق وهو يعلم أنه باطل، كلا! فالسني يسير على طريق وهو يعتقد أنه حق، ولو اتضح له أنه باطل لما سار عليه. وهذا الكلام لا ينفي وجود أشخاص في هذا الطرف وفي ذاك الطرف مكابرون وجاحدون.

تاريخ الأمة ومحبة أهل البيت

إذا قرأنا في تاريخ الأمة نرى أن هناك تقديراً وتعظيماً واحتراماً واضحاً عند المسلمين، في كل عصر وجيل، لأهل البيت ، فنجد ذلك حتى عند الحاكمين السابقين المناوئين لأهل البيت، نعم منعوا أهل البيت من حقهم الطبيعي في إدارة الأمة، ولكن في أعماق نفوسهم يعرفون مكانة أهل البيت، وهناك رواية تنقل عن المأمون العباسي أنه قال: إنما تعلّم فضل أهل البيت من أبيه هارون، وذلك أنه رأى أباه وهو يجل ويقدر الإمام موسى بن جعفر فتعجب من ذلك.

يقول: وكنت أجرأ وُلدَ أبي عليه فلما خلا المجلس قلت يا أمير المؤمنين: من هذا الرجل الذي قد أعظمته و أجللته و قمت من مجلسك إليه فاستقبلته و أقعدته في صدر المجلس و جلست دونه ثم أمرتنا بأخذ الركاب له؟ قال: هذا إمام الناس و حجة الله على خلقه و خليفته على عباده. فقلت يا أمير المؤمنين: أ وليست هذه الصفات كلها لك و فيك؟ فقال: أنا إمام الجماعة في الظاهر والغلبة و القهر، وموسى بن جعفر إمام حق، والله يا بني إنه لأحق بمقام رسول الله مني و من الخلق جميعا و والله لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك فإن الملك عقيم[17] .

فالأمة تعرف مكانة أهل البيت السامقة، وهنا نماذج من تقدير أئمة المذاهب لأهل البيت .

أئمة المذاهب الأربعة واحترام أهل البيت

لو أخذنا نموذجاً أئمة المذاهب الأربعة المعروفة، وقرأنا في حياتهم وسيرتهم لوجدنا أنهم كانوا يعلنون أمام الناس احترامهم وحبهم لأهل البيت وتعظيمهم للمكانة الرفيعة التي يتسنمها أهل البيت أنفسهم.

يتحدث الإمام مالك عن الإمام جعفر بن محمد الصادق فيقول: (ما رأت عين، ولا سمعت أذن، ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر ابن محمد الصادق علماً وعبادةً وورعا)[18] ، وقال: (كان كثير الدعابة والتبسم، فإذا ذكر عنده رسول الله اصفر، وما رأيته يحدث عن رسول الله إلا على طهارة، ولقد اختلفت إليه زمانا، فما كنت أراه إلى على ثلاث خصال: إما مصلياً وإما صائما وإما يقرأ القرآن)[19] .

رأي الإمام أبو حنيفة:

له كلمة معروفه ومشهورة: (لو لا السنتان لهلك النعمان)[20]  أي لو لا السنتان اللتان كان يحضر فيهما مجلس الإمام جعفر الصادق .

وحينما ألزمه المنصور العباسي بأن يناظر الإمام الصادق اعترف وأعتبرها فرصة للإشادة بالإمام الصادق ، قال: دعاني أبو جعفر المنصور حينما كان في الحيرة وقال لي: إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد، فهيئ له من المسائل الشداد. يقول فهيأت له أربعين مسألة. ثم بعث إليّ أبو جعفر وهو بالحيرة فأتيته فدخلت عليه، وجعفر بن محمد جالس على يمينه، فلما بصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر بن محمد الصادق ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور، ثم يكمل - أبو حنيفة - بأنه سأل الإمام والإمام يجيبه فيقول: أنتم تقولون كذا وأهل المدينة يقولون كذا ونحن نقول كذا، فربما تابعنا وربما تابعهم وربما خالفنا جميعا، حتى أتيت على الأربعين مسألة، ويُضيف أبو حنيفة: ألسنا روينا: إن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس[21] .

وأما الإمام الشافعي:

والذي عُرف بحبه لأهل البيت فهو صاحب الشعر المعروف[22] :

يا آل بيت رسول الله حبكم        فرض من الله في القران أنزله

كفاكم من عظيم الشأن أنكم       من لم يصلي عليكم لا صلاة له

وهو صاحب الشعر الذي يقول:

إن كان رفضا حب آل محمد        فليشهد الثقلان أني رافضي[23] 

أما رأي الإمام أحمد بن جنبل:

ففي مسنده عدد كبير من الروايات في فضل أهل البيت، ولعله ليس في كتب الصحاح و المسانيد كتاب فيه من فضائل أهل البيت ما في مسند الإمام أحمد بن حنبل، وله كتاب أفرده في فضائل علي ابن أبي طالب ، وله كلمات ومواقف تنقل على هذا الصعيد: فمرة ينقل ولده عبد الله ابن أحمد بن حنبل يقول: حدث أبي بحديث سفينة ، فقلت : يا أبت ما تقول في التفضيل ؟ قال: في الخلافة أبو بكر وعمر وعثمان. فقلت: وعلي بن أبي طالب! قال: يابني علي بن أبي طالب من أهل بيت لا يقاس بهم أحد[24] .

صلاة المسلمين تشهد بمحبة أهل البيت

هذا بالنسبة لأئمة المذاهب، والمسلمون بمختلف مذاهبهم يُقرّون بمحبة أهل البيت ، ويشهدون لهم بالفضل، فكل المسلمين في تشهدهم في الصلاة يقولون: «اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد»[25] ، وهذا واجب عند الشافعي وعند احمد بن حنبل على قول[26] . والملاحظ هنا لم يُذكر أحد سوى أهل البيت، وهذا بسبب صريح النص الذي ورد عن رسول الله في كيفية الصلاة عليه، فحينما نزل قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً، سُئل : كيف نصلي عليك؟ فعلمهم هذه الصيغة التي تشمل النبي وآله، قال : «قولوا: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد»[27] ، ولذلك فإن عدم ذكر الآل في الصلاة يجعلها بتراء فقد روي عن النبي أنه قال: «لا تصلوا علي الصلاة البتراء». قالوا: وما الصلاة البتراء يا رسول الله؟ قال: «تقولون: «اللهم صل على محمد وتسكتون، بل قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد» [28] ، واقتصار الصلاة على النبي وآله في التشهد دون ذكر الآخرين ميزة واضحة.

كتب العلماء تزخر بفضائل أهل البيت

أما الكتب فقد أفرد كثير من علماء السنة كتباً في فضل أهل البيت، وأكتفي بذكر نماذج معاصرة، مع العلم أن في الماضي كُتبٌ كثيرة كنور الأبصار للشبلنجي، وذخائر العقبى للطبري وينابيع المودة للقندوزي والمناقب للخوارزمي وغيرها.

أما الكتب المعاصرة فكثيرة أيضاً، ومنها: كتابٌ لعالم معاصر من علماء الحديث المعروفين وهو الشيخ محمود سعيد بن محمد ممدوح من علماء مصر ويعتبر ضمن المدرسة السلفية في مجال الحديث، وهو من المحدثين و يعترف جميع علماء الحديث بمكانته العلمية، وله كتب تباع في المملكة، وكتبه من الكتب العلمية في مجال الحديث، هذا العالم وقبل سنتين طبع كتاباً مهماً جداً وقد قدّم له مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة السيد علي الهاشم، والكتاب مطبوع من قبل مؤسسة الفقيه في أبو ظبي عام 1425هـ كتاب جميل ورائع، عنوانه: (غاية التبجيل وترك القطع في التفضيل)[29] ، يقع في حوالي ثلاثمائة صفحة أو أكثر، وكله مدعّم بالأدلة والنصوص. في هذا الكتاب يؤكد على حقائق كثيرة وهامة من أبرزها هذه الحقيقة، يقول في(ص36): ما نقل عن الإمام أحمد بن حنبل أنه لم يُروَ في فضائل احد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل علي بن أبي طالب ، ويقرر أيضا حقيقة أخرى: أن الذين يرون أفضلية الخلفاء على الإمام علي فيه نقاش، فالتقدم في الخلافة تقدم زمني لا يدل على الأفضلية، يقول في (ص67): وفد يحتج أو يستأنس بعضهم على الأفضلية بترتيبهم في الخلافة، فيقال: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، كترتيبهم في الخلافة، وهذا التلازم فيه نظر، فبعد الاتفاق على أنه ظني، فإنه لا يصلح دليلاً على تفضيل متقدّم في الخلافة على متأخر، لأن الخلافة بعد انتقال النبي ، والناس لا يتفاضلون بالمناصب بل بكثرة الفضائل والخصائص.

ويأتي بآراء بعض الصحابة حول أفضلية علي بن أبي طالب على جميع الصحابة، ويذكر منها هذا الحديث ويصححه يقول سئل أبو ذر صاحب رسول الله ، الذي قال فيه : (ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر)[30] ، يقول في (ص129): جاء رجل أبا ذر وهو في مسجد الرسول فقال: يا أبا ذر ألا تخبرني بأحب الناس إليك، فإني أعرف أن أحبّهم إليك أحبهم إلى رسول الله ؟ قال: إي ورب الكعبة إن أحبهم إليَّ أحبّهم إلى رسول الله وهو ذاك الشيخ، وأشار بيده إلى علي وهو يصلي أمامه).

وذكر في (ص 135) عن عبدالله بن مسعود أنه قال: كنّا نتحدث أن أفضل أهل المدينة علي بن أبي طالب.

والجميل أن المؤلف أفرد في كتابه فصل حول فاطمة الزهراء تحت عنوان: تنوير الأفئدة الذكية بتفضيل البضعة النبوية في(ص95)، يقول فيه: ومنهم – أي العلماء – من يفضل فاطمة ابنة النبي على الجميع باعتبارها بضعته الشريفة المنيفة .

وذكر أن هذا مذهب أم المؤمنين عائشة، فقد صح عنها أنها قالت: ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها، ثم يذكر قول رسول الله : «فاطمة بضعة مني» ويقول: لا نعدل ببضعة رسول الله أحدا، ثم يذكر قول الألوسي: إن فاطمة من حيث البضعية لا يعدلها أحد، ويضيف في (ص96) أن الإمام مالك قال: لا أفضل على بضعة رسول الله أحدا.

نموذج ثانٍ نذكره لأحد علمائنا في المملكة وهو قاضٍ في المحكمة الكبرى بالقطيف الشيخ صالح الدرويش، فقد ألّف كتاباً حول الإمام الصادق، نعم قد نختلف معه في بعض الجوانب المذكورة في الكتاب باعتبار رؤيتنا وعقيدتنا حول الإمام ، بينما من حيث المجمل  فإن الكتاب يتضمن الإشادة بالإمام والإقرار بأفضليته في زمانه، يقول: هو إمام أهل زمانه جعفر الملقب بالصادق وأبوه إمام أهل زمانه محمد بن علي الملقب بالباقر ابن إمام التابعين في زمانه علي بن الحسين زين العابدين[31] .

فواضح أن كل واحد منهم في زمانه هو إمام زمانه، وماذا يعني ذلك سوى أنه هو الأفضل في زمانه، ونقل نصوصاً كثيرة عن العلماء ومن التاريخ في فضل الإمام جعفر بن محمد الصادق .

وهناك قاضٍ آخر وهو الشيخ عبدالعزيز العمير في ذات المحكمة ألّف كتاباً تحت عنوان: نجي كربلاء عليه السلام. يعني الإمام زين العابدين وفي كتابه الكثير من التعظيم والتجليل في الإمام، يقول في مقدمته: اللهم إني أشهدك على محبتي لأهل بيت نبيك[32] .

أقول: هذا لا يعني أننا نتفق معه في كل ما ذكره في الكتاب من آراء، فمعروف أن هناك خلاف بين الشيعة وبين غيرهم في ما يرتبط في مقام أهل البيت ومكانتهم، ولكن نريد الإشارة إلى أن فضل أهل البيت وعظمتهم لا يستطيع أن ينكرها أحد.

المحور الثالث: مسؤولية التعريف بأهل البيت

في أزمنة سابقة كان هناك حظر على الحديث عن أهل البيت والإشادة بمكانتهم والتعريف بعلومهم للناس، ولذلك فإن قسماً كبيراً من الأمة لا يعرفون فضل أهل البيت ، ولم تصلهم معارفهم. ونحن الآن نعيش في عصر أصبح المجال مفتوحاً من أجل أن تتعرف الأمة أكثر على أهل البيت وهذه مسؤولية على عاتق كل عالم واعٍ من السنة أو الشيعة لأن التعريف بأهل البيت جزء من محبتهم و مودتهم المفروضة على كل مسلم بحكم القرآن الكريم والأحاديث الواردة عن رسول الله .

وتختص الشيعة بمسؤولية أكبر وشاملة للتعريف بأهل البيت لأنهم أتباعهم، فعليهم أن يُصلوا صوت أهل البيت على مستوى العالم الإسلامي بل على مستوى العالم الإنساني.

والسؤال: كيف يُمكن لنا أن نقوم بواجبنا في التعريف بأهل البيت؟

في الروايات الواردة عن أهل البيت أن هناك ثلاث توجيهات أساسية في تحمل المسؤولية لنشر معارف أهل البيت والتعريف بهم:

أولاً- مسؤولية إيصال معارفهم كلامهم وحديثهم للناس.

ففي الرواية عن عبدالسلام بن صالح الهروي قال سمعت علي بن موسى الرضا أنه يقول: «رحم الله عبدا أحيى أمرنا. فقلت له: وكيف يحيى أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس فان الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا الحديث»[33] ، وفي هذه الرواية أمر من الإمام أن نحيي أمرهم بإيصال معارفهم للناس، وعلينا أن نعترف بالتقصير على هذا الصعيد حيث إننا لم نولي هذا الجانب الاهتمام المطلوب، فعلى صعيد الطباعة والنشر، كم من النسخ نُشر من الصحيفة السجادية ونهج البلاغة، وإلى كم لغة تُرجما، وهذا أمرٌ في غاية السهولة، ناهيك عن الجوانب الأخرى التي ما زال العالم الشيعي متجاهلاً لها.

ثانياً- التحذير من تعريض أهل البيت للإساءة.

فنجد في روايات أهل البيت تحذيراً لشيعتهم من أن يرووا عنهم ما يسيء لهم. فقد ورد في عيون أخبار الرضا عن الإمام علي بن موسى الرضا أنه قال: «يا ابن أبي محمود أن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام أحدها الغلو وثانيها التقصير في أمرنا وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا وإذا سمعوا مثالب أعداءنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا وقد قال الله عز وجل :﴿وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ - الأنعام، 108»[34] 

ثالثاً- الدعوة لأهل البيت بالسلوك الإيجابي.

أهل البيت كانوا يريدون من شيعتهم أن يكونوا بسلوكهم نموذجا في التعريف بأهل البيت، وقد ورد عن الإمام الصادق أن قال: «كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم»[35] .

وقال : «إن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل: هذا جعفري فيسرني ذلك ويدخل علي منه السرور، وقيل: هذا أدب جعفر وإذا كان على غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره وقيل: هذا أدب جعفر»[36] .

وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال للمفضل: أي مفضل، قل لشيعتنا: «كونوا دعاة إلينا بالكف عن محارم الله واجتناب معاصيه ، وإتباع رضوان الله، فإنهم إذا كانوا كذلك، كان الناس إلينا مسارعين»[37] .

وعن سليمان بن مهران، قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) وعنده نفر من الشيعة وهو يقول: معاشر الشيعة، كونوا لنا زينا، ولا تكونوا لنا شينا، قولوا للناس حسنا، واحفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول، وقبيح القول[38] .

ورواية أخرى عن الأمام الصادق : «رحم الله عبدا استجر مودة الناس إلى نفسه وإلينا»[39] ، وجاء في حديث آخر: «حببونا إلى الناس ولا تبغّضونا إليهم»[40] .

موقعية الإمام الحسين في الأمة

واضحٌ من خلال البحث كيف أن الأمة كانت تنظر إلى أهل البيت نظرة إجلال وتعظيم، والأمام الحسين بن علي كانت له موقعيته المميزة بين الأصحاب، حيث كانوا يجلونه ويحترمونه ويقدرونه، تقول كتب السير كما ورد في الإصابة عن الإمام الحسين أنه دخل مسجد جده رسول الله وهو صغير يقول : «أتيت عمر وهو يخطب على المنبر فصعدت إليه فقلت انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك. فقال عمر: لم يكن لأبي منبر، وأخذني فأجلسني معه أقلب حصى بيدي فلما نزل انطلق بي إلى منزله، فقال لي: من علمك؟ قلت: والله ما علمني أحد»[41] .

وأيضا في الإصابة[42]  أن عمر قال للإمام الحسين : إنما أنبت ما ترى في رؤوسنا الله ثم أنتم.

وفي التاريخ فاضل الخليفة عمر بين الناس في العطاء، لكنه أعطى الحسن والحسين مثل عطاء أهل بدر مع أنهم لم يشهدوا بدراً فسئل عن ذلك، فأجاب لمكانتهما من رسول الله .

وهذا ابن عباس يزجر مدرك بن زياد أو ابن عمارة بسبب لومه إياه على مسكه الركاب وتسويته الثياب للحسن والحسين،قائلاً له: يا لكع أو تدري مَن هذان؟ هذان ابنا رسول الله ، أو ليس مما أنعم الله به علي أن أمسك لهما الركاب وأسوي عليهما الثياب[43] .

وها هو عبد الله بن عمرو بن العاص يُخبر أصحابه لما اجتاز عليهم الحسين في مسجد جده قائلاً: ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟

بلى.

هذا الماشي – وأشار إلى الحسين –[44] .

وهذا أبو هريرة يحتفي بالإمام الحسين، كما جاء عن أبي المهزم، قال: كنا مع جنازة امرأة ومعنا أبو هريرة فجئ بجنازة رجل فجعله بينه وبين المرأة فصلى عليهما فلما أقبلنا أعيا الحسين فقعد في الطريق، فجعل أبو هريرة ينفض التراب عن قدميه بطرف ثوبه فقال الحسين: يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا ؟ قال أبو هريرة: دعني فوالله لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم [45] .

نعم.. لقد رأت الصحابة أن الإمام الحسين هو بقية الله في أرضه والمثل الأعلى لجده، فأولته المزيد من حبها وتقديرها، وراحت تتسابق للتشرف بخدمته وزيارته، فسلام الله على الحسين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.

[1]  الشورى، آية 23.
[2]  الشعراء، 109 ، 127، 145، 164، 180.
[3]  سورة ص آية86
[4]  سبأ، آية 47.
[5]  الزمخشري: ابو القاسم ، تفسير الكشاف ج4 ص 213، درا الكتب العلمية ط1- 1415هـ ، بيروت .
[6]  ابن حجر الهيثمي: ابو العباس ، الصواعق المحرقة ج2 ص 487، مؤسسة الرسالة ط1- 1407هـ ، بيروت .
[7]  النيسابوري: ابوعبدالله الحاكم، المستدرك على الصحيحين، ج3 ص189، ح4801، دار الكتب العلمية ط1 1411هـ ، بيروت .
[8]  المصدر السابق ج 3 ص 162، ح 4716.
[9]  الألباني: محمد ناصر الدين، سلسلة الأحاديث الصحيحة ج5 ص 643 ح2488، مكتبة العارف ، ط1 1412هـ الرياض.
[10]  البخاري: محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، ج2 ص470 ح3714 دار الكتب العلمية 1420هـ، بيروت.
[11]  الألباني: محمد ناصر الدين: صحيح سنن ابن ماجه ج1 ص 56 ح92 ، مكتبة المعارف ط1 1417هـ ، الرياض.
[12]  المصدر السابق ج1 ص 64 ح117.
[13]  راجع سيرته في: تهذيب الكمال ج5 ص 572، والكامل في ضعفاء الرجال ج2 ص451، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1 ص197، وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج8 ص265.
[14]  التنكابني: الميرزا محمد بن سليمان، قصص العلماء، ص119، دار المحجة البيضاء ط1 1413هـ ، بيروت.
[15]  الخوئي: السيد ابو القاسم الموسوي، التنقيح في شرح العروة الوثقى ، كتاب الطهارة ج2 ص86، ط4- 1417هـ ، مؤسسة انصاريان، قم – إيران.
[16]  المجلسي: الشيخ محمد باقر، بحار الأنوار، ج69 ص159 ح5، دار إحياء التراث العربي ط2 1403هـ ، بيروت.
[17]  الصدوق: الشيخ ابن بابويه، عيون أخبار الرضا ج1 ص84، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط1 1404هـ ، بيروت.
[18]  حيدر: أسد، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، المجلد الرابع ج8 ص371، دار التعارف للمطبوعات ط1 1421هـ ، بيروت.
[19]  المصدر السابق: المجلد الرابع ج8 ص 371-372.
[20]  الإمام جعفر الصادق – عبدالحلم الجندي ص252.
[21] المصدر السابق: المجلد الأول ج1 ص56.
[22] المصدر السابق: المجلد الرابع ج8 ص416.
[23]  ابو زهرة: محمد، الشافعي حياته وعصره، ص 127، دار الفكر العربي ط2 1367هـ ، القاهرة.
[24]  شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج 15 - ص 699.
[25]  الموسوعة الفقهية (وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت) ص97 ، ط1 1412هـ ، دار الصفوة – مصر.
[26]  ابن قدامة: عبدالله بن أحمد المقدسي: المغني، ج2 ص228، هجر للطباعة ط2 1412هـ ، القاهرة – مصر. قال ابن قدامة ص229 (وظاهر مذهب أحمد رحمه الله وجوبه، فإن أبا زرعة الدمشقي نقل عن أحمد أنه قال: كنت أتهيب ذلك، ثم تبينت، فإذا الصلاة واجبة. فظاهر هذا أنه رجع عن قوله الأول إلى هذا).
[27]  النيسابوري: مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم ص216 ح66 باب الصلاة على النبي بعد التشهد، ط1 1419هـ ، دار المغني - الرياض.
[28]  نابيع المودة لذوي القربى - القندوزي - ج 1 - ص 37.
[29]  الطبعة الأولى 1425هـ ، مكتبة الفقيه – أبو ظبي .
[30]  الألباني: محمد ناصر الدين: صحيح سنن ابن ماجه ج1 ص 68 ح127.
[31]  الدرويش: الشيخ صالح بن عبدالله، الإمام جعفر الصادق، ص15، دار ابن الجوزي ط1 1426هـ، الدمام.
[32]  العمير: عبدالعزيز بن أحمد، نجي كربلاء عليه السلام، ص7، ط1 1427هـ.
[33]  جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج 1 - ص 238.
[34] عيون أخبار الرضا - الشيخ الصدوق - ج 2 - ص 272.
[35]  حاشية مجمع الفائدة والبرهان – الوحيد البهبهاني ص24
[36]  الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 636
[37]  دعائم الإسلام - القاضي النعمان المغربي - ج 1 - ص 58
[38]  الأمالي - الشيخ الطوسي - ص 440
[39]  مستدرك الوسائل ج12ص 275 ح14086
[40]  المصدر السابق ج8 ص311 ح9521
[41]  الإصابة - ابن حجر - ج 2 - ص 69.
[42]  الإصابة - ابن حجر - ج 2 - ص 69.
[43]  حياة الإمام الحسين – باقر شريف القرشي ج1ص106
[44]  المصدر السابق ج1 ص107.
[45]  ترجمة الإمام الحسين - ابن عساكر - ص 214.