الشيخ الصفار: الفتنة بين السنة والشيعة هدف اسرائيلي في هذه المرحلة
أرجع الشيخ حسن الصفار حالة الشحن المذهبي القائمة في البلاد العربية إلى النكسة التي منيت بها إسرائيل في عدوانها الأخير على لبنان وإلى وجود خلل في العلاقات بين فئات الأمة.
مضيفا أن الاستهداف المذهبي لطوائف بأكملها عبر التكفير وبيانات التحريض والتهييج والإثارة خطر يهدد مجتمعاتنا الإسلامية.
وأشار الصفار في محاضرة ألقاها مساء الاثنين في القطيف في ذكرى عاشوراء إلى أن أعداء الأمة وجدوا أن إثارة النعرات الطائفية بين السنة والشيعة من جديد هي السبيل الأمثل لتمزيق حالة الوحدة التي برزت أبان العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وأضاف بأن الأصوات المتطرفة أخذت تعكر صفو العلاقة بين المسلمين حتى صارت تهدد بإعادة الأمة إلى نقطة الصفر والمربع الأول بعد أن خطت خطوات متقدمة في ردم هوة الخلاف عبر سلسلة الحوارات والمؤتمرات واللقاءات بين قيادات الأمة الدينية والسياسية.
وقال ان الملفت في هذه الموجة أنها تأتي بعد النكسة التي منيت بها إسرائيل على يد المقاومة الاسلامية في حرب تموز والتي ضربت صميم المشروع الصهيوني وزلزلت أركان الكيان بإعتراف العدو نفسه.
وكشف بأن الهدف الرئيس لأعداء الأمة اليوم هو في أن يقنعوا الشيعة بأن عدوهم الأول هم السنة وأن يقنعوا السنة بأن عدوهم الأول هم الشيعة.
إلا ان المؤسف هو وجود الأرضية النفسية المهيأة والمستعدة لتقبل هذه الاثارات في مختلف أوساطنا أضاف الصفار.
وقطع الشيخ الصفار بأن الصراع القائم في العراق هو سياسي بالدرجة الأولى على الأدوار والحصص والمواقع السياسية وانما تستعمل الطائفة والمذهب كعناوين لذلك الصراع في وقت يتم تغذية الصراعات في أماكن أخرى بعناوين مختلفة.
مضيفا بأن «المشكلة الرئيسية تكمن في وجود الخلل في العلاقات وانعدام القدرة على التوافق.»
وضرب الصفار عدة أمثلة لصراعات أبيدت فيها قرى وراح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى والمشردين وهتك الأعراض لدواع سياسية محضة في دارفور والصومال وأفغانستان.. وفلسطين مؤخرا «علما بأن الفئات المتصارعة في هذه الشعوب تنتمي لذات القومية واللغة والدين والمذهب».
وتساءل مستغربا «هل يعود سبب الصراع في أي من هذه الأماكن أيضا إلى التبشير المذهبي الشيعي أو وجود نفوذ لـ "دولة مجاورة".»
وأضاف الصفار بأن التعبئة الطائفية والتطرف مدانان من أي طرف صدرت من السنة أو الشيعة. موضحا بأن ذلك لا يعني بأي حال تجريد بعضنا البعض من اتخاذ المواقف التي يراها مناسبة تجاه مختلف القضايا، فذلك ما يدخل في باب التعددية في الرأي.
واستهجن حالات التعبئة المذهبية التي تستهدف مذاهب وطوائف بأكملها معتبرا ذلك خطرا يهدد أمن واستقرار مجتمعاتنا الإسلامية.
وطالب الشيخ الصفار «بالعودة للرشد والعقل والصواب». حاضا القيادات السياسية والدينية في الأمة على المبادرة إلى «إنقاذ الموقف.. فإن التعبئة ليست في مصلحة أحد.»