الشيخ الصفّار: يدين تطاول وسائل الإعلام على المقامات الدينية
«العلاج من الداخل» هي إستراتيجية ناجحة ليحاسب الإنسان نفسه ويصلح ما فيها من خلل، وهذا ما يركّز عليه مشروع سماحة الشيخ حسن الصفّار في معالجة كثير من الأمراض والمظاهر السلبية التي يعاني منها المجتمع المحلّي ومجتمعات العالم الإسلامي، متوسّلاً في ذلك بالتأصيل ـ في المعالجة ـ بالنصوص الإسلامية ـ القرآنية منها خاصة ـ
وهذا ما ركّزت عليه خطبتاه لصلاة الجمعة الماضية*، حيث ركّز في الخطبة الأولى على قاعدة إسلامية عامّة يستفيدها الفقهاء المسلمون من القرآن الكريم، وهو حرمة إلقاء النفس إلى التهلكة، مطبقًا هذه القاعدة على آفة استفحلت في جسم هذا الوطن الغالي، وهي آفة الاستهتار بقيمة الحياة والروح الإنسانية، وذلك فيما يتجلّى من ارتفاع وتيرة نسبة الحوادث المرورية، وما تسببه هذه الحوادث من أضرار وخسائر بشرية ومادية جسيمة، معدّدًا في هذه النقطة لأبرز الأسباب المؤدية إلى ارتفاع هذه النسبة في المملكة.
وفي الخطبة الثانية يتعرّض سماحته للتعريض بخُلُق البهتان باعتباره من أشدّ الأمراض الأخلاقية الاجتماعية، خصوصًا ما تبشّرنا به وسائل الإعلام المتقدّمة والمؤسسات الداعمة لها من تطوير لهذه الصفة الأخلاقية البغيضة، مدينًا ما قامت به قناة الجزيرة الفضائية من إساءة لمقام مرجعية الإمام السيد علي السيستاني، ومنتقدًا أي تعريض من أي وسيلة إعلامية لأي مقام ديني، لأن ذلك يعدّ مساسًا بالمشاعر الدينية لدى أتباع هذه القيادات الدينية مع الإقرار بحرية الرأي وحق النقد للقيادات الدينية، لكن في الإطار الموضوعي.
ومعتبرًا في الوقت نفسه أن هذه الإساءات قد تكون بسبب قصور الشيعة ـ عمومًا ـ في أن يكون لهم مؤسسات معروفة تتبنى توضيح وجهة نظر المرجعيات الدينية من القضايا الشائكة، وكذلك من قصور المؤسسة الدينية في التعاطي الإيجابي مع وسائل الإعلام، داعيًا إلى تطوير وتعميق هذا التعاطي خدمةً لقضايا الأمة وحفظًا لوحدتها ونبذ الفرقة بين أفرادها.
وهذا نص الخطبتين: