تصريح لسماحة الشيخ حسن الصفار في أعقاب العدوان على موقعه الإلكتروني
﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾
إن اختراق موقعنا على الإنترنت مع عشرات من المواقع الأخرى، والذي حصل بتاريخ 23/4/1428هـ ـ 11/5/2007م، واستمر لمدة أربعة أيام ليمثل شاهداً واضحاً على خطر الاتجاهات التعصبية الطائفية، التي تدفع أصحابها للعدوان على ممتلكات الآخرين والتجاوز على حقوقهم، دون رادع ديني، أو مراعاة للأنظمة والقوانين.
إن الإسلام لا يجيز البغي والعدوان، واختلاف المذهب والرأي لا يبرر الاعتداء على أشياء الآخرين وحقوقهم. إن الرأي يواجه بالرأي، والفكر يقارع بالفكر، عبر وسائل الاستدلال والإقناع.
واللجوء إلى تخريب المواقع الإلكترونية دليل إفلاس وخواء فكري، وشاهد على انعدام الأخلاق وسوء التوجهات.
والكلام القبيح الذي بثه المعتدون خلال اختراقهم لموقعنا بما فيه من إساءة لكبار الصحابة وأمهات المؤمنين يشكل الوجه الآخر لعملة التعصب الطائفي المقيت، ويعرف الجميع رفضنا المبدئي الواضح لوجهي هذه العملة البائسة.
فنحن نرفض بشدة مثل هذا الكلام المسيء لمقام رسول الله ولعرضه المقدس الشريف، ونبرء إلى الله تعالى منه، كما أعلنا ذلك سابقاً مراراً وتكراراً، ونحمّل أشخاص المتفوهين به أعباء إثمه، ومضاعفات نتائجه على وحدة الأمة في هذا الظرف الخطير.
ومن قاموا بالعدوان على موقعنا الإلكتروني يعرفون موقفنا هذا، لكن تطرفهم يدفعهم إلى التعميم، وإلى السعي لإثارة الفتنة، فيشمتون بالأمة أعداءها الذين يسرهم بالتأكيد انشغال المسلمين ببعضهم، وتخريبهم لمواقع بعضهم بعضا، في ردود أفعال متبادلة، لأن القدرة على تخريب المواقع الإلكترونية ليست صعبة المنال على أي جهة.
نسأله تعالى أن يعصمنا بالورع والتقوى، وأن يمنحنا معالي الأخلاق، إنه ولي التوفيق.
حسن موسى الصفار
28/4/1428هـ
15/5/2007م