الشيخ الصفّار: يدعو إلى الاهتمام بيوم الجمعة ويدين التقاتل بين الفلسطينيين
صلاة الجماعة تعدّ من أبرز العبادات في التشريع الإسلامي التي يتمظهر فيها الجنبان العبادي والاجتماعي، والتي تعدّ ـ بحقّ ـ النموذج للاجتماع الإيماني وذلك فيما يظهر في تعاليمها وأحكامها وضوابطها الفقهية.
وربما يتجلّى هذا الأمر أكثر في يوم الجمعة، الذي يظهر فيه هذان الجانبان، وذلك فيما أولته النصوص الشرعية بخصوص هذا اليوم، حيث تتضح فيه الجنبة العبادية وتلك الاجتماعية، باعتباره يومًا مقدّسًا لدى المسلمين، وذلك في فرض صلاة الجمعة فيه وما يستتبع ذلك من اجتماع للمسلمين لتداول شؤونهم وأمورهم العامّة، بالإضافة إلى الأحكام والأدعية الواردة في خصوص يوم الجمعة، ومن أبرزها استحباب التجمّل والغسل في هذا اليوم.
حول أهمية هذا اليوم وعظمته في الإسلام كان محور الحديث في خطبة صلاة الجمعة الأولى لسماحة الشيخ حسن الصفّار لهذا اليوم، حيث بدأ حديثه حول تقسيم الإنسان للزمن إلى: يوم وأسبوع وشهر وسنة، لاعتبارات كونية تارة ـ كما هو الحال مع اليوم والشهر والسنة ـ ولاعتبارات عرفية كما هو الحال مع الأسبوع.
مُثَنِّيًا ذلك بالإشارة إلى وجود يوم مقدّس ومحترم لدى جميع الديانات الإلهية في الأسبوع، حيث يحترم اليهود يوم السبت، بينما المسيحيون يقدّسون يوم الأحد ويعدونهما يوم عطلة رسمية.
بينما ركّزت النصوص الإسلامية على احترام يوم الجمعة وتعظيمه، وخصته بذكر الأعمال العبادية فيه، والتي تعدّ صلاة الجمعة من أَوْلاَهَا.
وقد دعى سماحته المصلين إلى إظهار هذا الاحترام لهذا اليوم وعدم التغافل عن الروايات الكثيرة التي تحثنا على إظهار هذا الاحترام والتقدير ليوم الجمعة.
وفي الخطبة الثانية تحدّث سماحته عن ثقافة السلم والسلام في الإسلام، خصوصًا فيما بين المسلمين أنفسهم، حيث حرّم سفك الدم في الإسلام وعدّ ذلك جريمة تفوق انتهاك حرمة المقدّسات الإسلامية الأخرى، وخصوصًا الدم المسلم منه.
وفي هذا السياق انتقد الشيخ الصفّار ما يحدث من تقاتل في فلسطين بين فصيلي حركتي فتح وحماس، داعيًا إلى ضرورة العمل على وقف هذه الحالة من الاحتراب الداخلي، خصوصًا فيما بين أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم.
مُرْجِعًا هذه الحالة التي يعيشها العالمان العربي والإسلامي إلى العامل السياسي الداخلي والخارجي، حيث تفتقر أكثر المجتمعات العربية والإسلامية إلى النظام السياسي الديمقراطي الذي يقوم على التداول السلمي للسلطة، والذي يرتكز على مؤسسات دستورية قانونية، كما هو الحال في المجتمعات المتقدمة، من جانب آخر فإن من مصلحة الأعداء الخارجيين تشجيع الاختلاف والاحتراب الداخلي.
مشدّدًا على ضرورة تطوير النظام السياسي العربي بما يسمح بوجود حياة سياسية فاعلة تمثّل توجّهات ورغبات شعوب هذه البلدان.
وذكّر الشيخ الصفّار في ختام خطبته بالتأكيد على تجاوب أهالي محافظة القطيف مع الحملة التي يقوم بها المجلس البلدي بالمحافظة لتكون القطيف المدينة الأجمل بالمملكة.
ولقراءة نص الخطبتين: