رسالة التقريب: رؤية حول التعايش المذهبي
حذر سماحة الشيخ حسن الصفار من: عاصفة فتنة طائفية هوجاء تهب على الأمة الإسلامية، هذه العاصفة تهدد بتمزيق مجتمعات الأمة، وتقويض أمنها واستقرارها، وإشغالها عن مواجهة تحديات الهيمنة الأجنبية، والتخلف الحضاري.
جاء ذلك في مقال لسماحته بعنوان (رؤية حول التعايش المذهبي) نشرته مجلة رسالة التقريب في عددها رقم (59 ) الصادر في محرم/ صفر 1428هـ ، ص109.
وأوضح سماحته أن: هذه الفتنة تنطلق من حال الاقتتال والمجازر اليومية الفظيعة في العراق، هذا الحال الذي يعرف الجميع دور الاحتلال الأمريكي البغيض في صنعه، كما يعرف الجميع الدافع السياسي للأطراف المشاركة فيه، حيث يسعي كل طرف لأخذ موقعه وحصته في الواقع العراقي الجديد، بعد عقود من الاستبداد وهيمنة الحزب الواحد والقائد الفرد، الذي همّش وقمع الجميع، وصادر إرادة كل الشعب العراقي.
مع وضوح هذه الخلفية للأحداث المؤلمة في الساحة العراقية، إلا أن هناك إرادة وإصراراً على إثارة الفتنة الطائفية من خلالها، وتصويرها وكأنها احتراب مذهبي، والترويج لخطر داهم من قبل الشيعة على السنة ومن قبل السنة على الشيعة.
وأضاف سماحته: لا يمكن إنكار وجود مشكلة هنا وخطأ هناك، بحدوث إساءة من طرف شيعي، أو تصرف سيء من طرف سني، كما أن تاريخنا وتراثنا الإسلامي مليء بالأوراق الصفراء، والجراح الدامية، لكن هل هذا هو الوقت المناسب لفتح الملفات، وطرح الأوراق؟ ألا يعتبر ذلك صباً للزيت على نار الفتنة المتقدة؟ وتوسيعاً لرقعة اشتعالها؟ أليس ذلك نوعاً من تقديم الخدمة الممتازة لإنجاح مخططات الهيمنة الأمريكية بإحداث الفوضى الخلاقة- حسب وصفهم- في أرجاء المنطقة؟
وبمقدار ما يأسف الإنسان ويألم لمواقف بعض العلماء الذين انطلت عليهم الخديعة، وخذلهم الوعي، أو دفعتهم المصالح الشخصية والفئوية للوقوع في شرك الفتنة الخطير، فإن الإنصاف يقتضي الإشادة والتقدير للموقف الرسالي المسئول الذي جسده العلماء المصلحون الربانيون، وفي طليعتهم المرجع السيد السيستاني، هذا الرجل الذي ضرب أروع الأمثلة المعاصرة في التزام المبدئية، والحرص على وحدة الأمة، والتسامي على الجراح.
وختم سماحة الشيخ مقاله بإلفات النظر الى "دور كبار العلماء عند السنة والمرجعيات العليا عند الشيعة"، التي يتوجب عليها: "ترشيد توجهات الجمهور، وتشجيع جهود التقريب والوحدة، والانتصار لخط الاعتدال، وكبح جماح جهات التطرف والتشدد".
جدير بالذكر أن مجلة رسالة التقريب فصلية متخصصة بقضايا التقريب بين المذاهب ووحدة الأمة الإسلاميّة تصدر عن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة، ويشرف عليها آية الله الشيخ محمد علي التسخيري .
تجدر الإشارة إلى أن المقال سبق أن تناقلته مواقع الانترنت كما أشار إلى ذلك الأستاذ/ جعفر الصفار في مقال بعنوان: «السيد السيستاني والتعايش المذهبي بقلم الشيخ الصفار».
وسبق أن قامت جريدة (كيهان العربي) الصادرة في طهران في عددها رقم 6738 بتاريخ 18 ربيع الأول 1428هـ الموافق 7 نيسان 2007م، بنشر المقال كاملا، وجريدة (الحياة العربية) أيضا نشرته في عددها رقم (270) من السنة الثامنة، الصادر في يوم الخميس 8 ربيع الثاني 1428هـ الموافق 26 ابريل 2007م .
مجلة الحياة العربية أسبوعية تصدر في كندا، وقد حصلت على جائزة أفضل جريدة عربية عام 2006م.