الشيخ الصفّار ضيفًا على مأدبة الوجيه عبد الجبار بو مرة: أدعو للاهتمام بالداخل الاجتماعي
شارك الشيخ حسن الصفّار مساء يوم الاثنين ليلة الثلاثاء 10/ 06/ 1428 هـ ـ مع مجموعة من العلماء والفضلاء ومثقفي ووجهاء القطيف والأحساء ـ بالحضور على مأدبة عشاء أقامها الوجيه الأستاذ عبد الجبار بو مرة وأخوه الأستاذ فؤاد بو مرة، في مجلسهم العامر بسيهات.
وكان في مقدّم الحضور قاضي محكمة الأوقاف والمواريث بالقطيف الشيخ محمد العبيدان، وقاضي هيئة التدقيق الشيخ علي آل محسن، والشيخ حسن بو خمسين القاضي في محكمة المواريث والأوقاف بالاحساء، والشيخ عبدالله الياسين، والشيخ فوزي السيف، والشيخ يوسف المهدي، والشيخ حسن الخويلدي، والشيخ عبد الله اليوسف، والشيخ محمّد الصفّار، وجمع من العلماء والوجهاء والمثقفين.
وقد ألقى الأستاذ بومرة كلمة رحّب فيها بالحضور، وشدّد على أهمية اللقاء والتلاقي بين نخب ومثقفي المنطقة، حيث تأتي هذه الدعوة في هذا السياق، شاكرًا لهم تلبيتهم لها وتجشمهم عناء القدوم.
بعده ألقى سماحة الشيخ حسن الصفّار نيابة عن الفضلاء والعلماء الحضور، شكر فيها الأستاذ بو مرة على دعوته الكريمة، ليتحدّث بعد ذلك عمّا يواجهه كل إنسان وكل مجتمع من تحديات خارجية، وداخلية.
فشدّد على أن الإسلام يولي الأهمية الأكبر لمواجهة التحدي الداخلي، حيث تكون المعركة أصعب وأطول، كما أن الإنسان قد يغفل عنه، ويعلق كل مشاكله على مشجب التحديات الخارجية.
وفيما يخص مجتمعاتنا تحدّث سماحته عمّا تعيشه مجتمعاتنا من خلل وأمراض داخلية قد تؤدّي بأبنائنا الذين يعيشون في أجواء هذه المجتمعات إلى منزلقات خطيرة.
فأشار إلى أننا بحاجة إلى تصحيح أوضاعنا، منبهًا إلى أن ذلك يتأتي من خلال ثلاثة أمور:
(1) استنفار الجهود والطاقات لرفع المستوى الديني والاجتماعي والثقافي في المنطقة، وذلك من خلال تكثيف البرامج والأنشطة المختلفة والموجّهة لكافّة المستويات والطبقات الاجتماعية، والمشاركة في دعم هذه الأنشطة مادّيًا ومعنويًّا، مثمنًا الدور الإيجابي الذي يقوم به الأستاذ عبد الجبار في هذا الاتجاه، وذلك من خلال ما يقوم من دعم متواصل للأنشطة الدينية والثقافية في المنطقة.
(2) تنسيق الجهود والعلاقات بين كافّة التيارات والتوجّهات والأنشطة في المنطقة، وذلك سعيًا لتلافي الخلافات الشخصية والفئوية، وصولاً إلى التعاون المشترك بيننا جميعًا. وأدان سماحته حالات القطيعة أوالتشنج بين المختلفين في آرائهم وتوجهاتهم، مؤكداً على ضرورة الالتزام بأخلاق الإسلام في قبول التعددية، واحترام الرأي الآخر، والتعاون في خدمة المصالح المشتركة.
(3) الانفتاح على الآخرين، وبخاصّة مع من نختلف معه ضمن الإطار الوطني، وهو النهج الذي توارثناه من قادتنا من أئمة أهل البيت الذين كانت سيرتهم الانفتاح على كافّة المذاهب والتيارات الموجودة في وقتهم.
داعيًا في الوقت نفسه إلى تذليل جميع الصعوبات والمعوّقات التي قد تقف حاجزًا أمام انفتاحنا على بعضنا بعضًا.
وقال: إن البعض قد يتساءل، ماذا استفدنا من الحوار الوطني، والانفتاح على الآخر، بينما لا تزال هناك إساءات ومواقف طائفية متشنجة؟
وأجاب سماحته: إن هناك آثاراً إيجابية بينة لا يمكن إنكارها، ولا ينبغي أن نتوقع زوال تراكمات قرون وعقود من الزمن بين عشية وضحاها، ووجود بعض الأصوات المتشنجة في أوساط الطرفين قد لا ينتهي بشكل كامل، كما أن وجود هذه المشاكل يجب أن تكون دافعاً للاستمرار في الحوار والانفتاح لا مبرراً لتركه، وإلا فإنها ستزيد.
ونهج الإسلام وأخلاق الرسول الكريم محمد وأهل بيته الطاهرين تؤكد على موضوعية وإستراتيجية الاهتمام بالوحدة والحوار والانفتاح، فهي ليست طريقية وتكتيكاً.