الشيخ الصفّار: يدعو للارتقاء باهتمامات المرأة
يمثل لنا نبينا محمد وآل بيته أبرز العظماء الذين نتمثّلهم في مواقفنا الحياتية وسلوكياتنا اليومية، وهذا ما نستقيه من سيرتهم ، وما يجب أن نبرزه في إحياء مناسباتهم وذكراهم.
وانطلاقًا من ذلك يركّز سماحة الشيخ حسن الصفّار على استثمار مناسبات أهل البيت في التذكير بمآثرهم ومواطن القدوة في سلوكهم ، لذلك شدّد في خطبة الجمعة الأولى(*) على أخذ جانب القدوة في سيرة السيدة فاطمة الزهراء ، لمناسبة ميلادها المبارك.
مستنكرًا اهتمامات المرأة اليوم، حيث تتركّز غالباً على إبراز جانب الأنوثة والجمال فيها، والتفنّن في الطبخ وإعداد الطعام.
وكأن دورها ينحصر ويُختصر في هذين الجانبين.
معتبرًا أن هذا استنقاص لإنسانية المرأة وحصر لطاقاتها وإمكاناتها فيما يكون خدمة لمصالح وشهوات الرجل فقط.
وهذا بدوره يُحَجِّم من اهتمامات وتفكير المرأة.
بعد ذلك انتقل سماحته للحديث عن أربعة جوانب يفترض بالمرأة المسلمة أن تتوجّه إليها، مستلهمًا ذلك من مواقف وسيرة السيدة الزهراء ، فعدَّد الجوانب التالية:
1) الجانب الروحي:
يشير الشيخ الصفار إلى أن الإسلام غني بتغذية الجانب الروحي والمعنوي لدى الإنسان، والسيدة الزهراء كانت مثالاً وأنموذجًا للمرأة المسلمة المتعبّدة، فقد ورد في وصفها أنها أعبد الناس.
2) الجانب الفكري
وهو من أبرز الجوانب التي شدّد سماحته على تغذيتها والتوجّه إليها، فالمسلمة عليها أن تتدين بالإسلام، وفي الوقت نفسه أن تتعقّله وتمارسه عن وعي ودراية.
مذكّرًا بدور السيدة الزهراء في هذا الجانب، وذلك فيما كانت تقوم به من بعث لابنيها الحسنين لمجلس رسول الله ، لينقلا لها ما كان يدور فيه، وتثبته بعد ذلك فيما عرف بِـ (مصحف فاطمة)، الذي كان يحوي مجموعة كبيرة من أحاديث رسول الله وتفسير لبعض آيات القرآن وغير ذلك من المعارف الدينية.
3) الجانب التربوي
وفي هذا الجانب شدَّد الشيخ الصفّار على أهمية رعاية وتربية الأولاد ودراسة الطرق التربوية الصحيحة في معاملة وتنمية مواهب الأبناء والطرق السليمة في معالجة مشاكلهم.
وأبرز سماحته ما قامت به من تربيتها لسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين ، واختيهما زينب وأم كلثوم .
4) الجانب الاجتماعي
في الجانب الاجتماعي أشار سماحة الشيخ إلى ضرورة أن تتحسّس المرأة هموم مجتمعها، وأن تقوم بدورها، وهو جانب كانت تتمتّع به السيدة الزهراء ، حيث يروي الإمام الحسن عنها أنها كانت تدعو طوال الليل لجيرانها وللمؤمنين ولا تدعو لنفسها.
كما أن الآية الكريمة: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾[1] التي تظهر جانبًا مهمًّا في شخصية وسلوك هذه الأسرة النبويّة الكريمة وردت في حق السيدة الزهراء والإمام علي والإمامين الحسن والحسين .
وتحدث عن دور السيدة الرهراء في نصرة الرسالة، والوقوف إلى جانب أبيها في مواجهة المشركين، ثم وقوفها إلى جانب حق أمير المؤمنين علي بعد رسول الله وخطبتها العظيمة. مما يؤكد دورها الرسالي وتحملها للمسؤولية تجاه الدين والأمة.
وفي الخطبة الثانية تحدّث سماحة الشيخ الصفّار عن مسألة تعقّل الإسلام والوعي لأحكامه ومبادئه وتشريعاته وضرورة الفهم الصحيح لروحه، وذلك في مقابل ما نراه اليوم من بعض المجموعات التي تسيء للإسلام باسمه، مطلقًا على هذه الظاهرة مسمّى (الحماقة الدينية)؛ لأنها ظاهرة تسيء للدين بحجّة الدفاع عنه.
مندِّدًا بما تقوم به هذه المجموعات من تفجيرات واعتداءات واختطافات وتهديد للآمنين، في دول وبقاع متعدّدة، في بريطانيا وباكستان وأفغانستان وما يحدث يوميًّا في العراق.
ودعا في الوقت نفسه عقلاء المسلمين إلى نبذ هذه الممارسات الطائشة والحمقاء التي تشوّه سمعة وصورة الإسلام، وتسيء إلى مجتمعات المسلمين وبلدانهم، لدرجةٍ باتت فيه بعض البلدان رمزًا لتفريخ هؤلاء المتطرفين، وأصبح من ينتمي لهذه البلدان يعامل بازدراء وريبة في أكثر من بلد، فأصبح ينظر للزائر السعودي في بعض البلدان بريبة وشكّ، ويعامل بازدراء ودونية.