الشيخ الصفّار مؤبِّنًا السيد علي الشِّخص: كان حرّ التفكير قوي الشخصية
شارك سماحة الشيخ حسن الصفّار في ذكرى أربعين الخطيب الحسيني السيد علي الشخص (1344 – 1428هـ) الذي أقيم بمجلس سماحة السيد علي السيد ناصر السلمان بالدمام مساء يوم الجمعة ليلة السبت الموافق 21/6/1428هـ.
فأشاد بمآثره وبدوره في إحياء مناسبات أهل البيت كخطيب حسيني، مبينًا ما لهذا الجانب من دور في تعزيز القيم والمبادئ التي من أجلها حورب أهل البيت ومورست أنواع التضييق والتعتيم من أجل إخفاء ذكرهم، وتمجيد آخرين للتغطية على فضلهم وإعلاء اسمهم .
مشيرًا في الوقت نفسه لصفات شخصية للفقيد الشخص كانت يمتاز بها، مركّزًا على اثنتين، وهما: قدرته على تحليل الأحداث والشخصيات وإعطاء رأي حولها دون أن يكون «إمعة» ومتأثرًا بما يثار ويشاع حوله، ففي الوقت الذي تكثر فيه الشائعات حول بعض الشخصيات تراه يستفيد من قراءته للتاريخ في هذه النقطة، فيعدد تلك الأحداث التاريخية التي نتجت عن مثل هذه الشائعات، فلا ينجرف معها، بل يبحث ويتحقق إلى أن يصل إلى ما يقنعه. وكذلك من صفاته ثقته بشخصيته وبنفسه، وهي الصفة التي نفتقدها في مجتمعاتنا، فلا نمتلك الجرأة والثقة الجيدة بالنفس وتقديم الذات.
وفيما يلي تلخيص لما ورد في الكلمة:
قال الله العظيم في كتابه الحكيم: ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآَخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾[1] .
هذا دعاء ينقله القرآن الكريم عن لسان أبي الأنبياء إبراهيم ، يطلب فيه من الله تعالى طلبات مهمّة، لعل من أبرزها قوله : ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآَخِرِينَ﴾.
الدعاء في واقعه يمثّل تطلعات الإنسان، فهو حينما يدعو الله إنما يحدّد بما يطلبه في دعائه تطلعاته في هذه الحياة، وماذا يريد أن يحقّق فيها.
ونبي الله إبراهيم يدعو ربّه، فيطلب منه أن يجعل له لسان صدق في الآخرين (في المستقبل)، والمقصود بِـ (لسان صدق) هو تعبير عن الذكر الحسن الجميل للإنسان في الأجيال المقبلة، أي بعد وفاته، لأن هناك من الناس مَنْ إذا مات نُسِيَ ذكره، وهناك من يذكر الذكر السيئ، كذكر الطغاة والظلمة والأشقياء، بينما هناك من يوفقه الله تعالى لنيل الذكر الحسن، الجميل في الأجيال اللاحقة.
يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في إحدى خطبه: «أَلا وإِنَّ اللِّسَانَ الصَّالِحَ يَجْعَلُهُ اللهُ تَعَالَى لِلْمَرْءِ فِي النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الْمَالِ يُورِثُهُ مَنْ لا يَحْمَدُهُ»[2] ، لأن المال قد يرثه الوارثون، فلا يحمدونه لاعتبارات معينة، ولكن العمل والقول الصالح يبقى حمده مستمرًّا لصاحبه طوال التاريخ.
وفي مناسبة أخرى يتحدث إمامنا علي بن أبي طالب عن فضل العلم فيقول: «بِهِ يَكْسِبُ الإنْسَانُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ، وجَمِيلَ الأحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ»[3] .
من هنا ينبغي أن يحرص الإنسان المؤمن على أن تكون له سمعة حسنة في حياته، وذكر جميل بعد وفاته.
ويجب أن نفرّق هنا بين الشهرة المذمومة وصفة الرياء وبين التحلّي بالصفات الحسنة في التعامل مع الآخرين، فحينما يتطلّع الإنسان إلى السمعة الطيبة الحسنة والذكر الجميل فهذا يعني أن يأخذ بالعوامل والأسباب التي تحقّق ذلك، ومن أبرزها العمل الصالح والتعامل الحسن مع الناس، لا أن يتصنّع ذلك فيسعى إلى مجرّد المدح والإطراء حتى بما لم يفعل وبما لا يتّصف، إن ذلك من صقات المنحرفين الذي يقول اله تعالى عنهم ﴿الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[4] .
حينما يتطلّع حملةُ الرسالات للذكر الحسن بعد رحيلهم عن الدنيا إنما يوظفون هذا الذكر لخدمة رسالتهم والمبادئ التي يبشّرون بها ويدعون إليها، لأن السمعة الحسنة لأي إنسان تنعكس على الفكر الذي ينتمي إليه، وعلى المبدأ الذي يعتنقه، فصاحب الرسالة والمبدأ إذا كان له ذكر وسمعة حسنة فإن مبدأه يستفيد من تلك السمعة.
ومن هذا المنطلق تفتخر الأمم بعظمائها، لأن هؤلاء العظماء هم الذين يصنعون السمعة الحسنة والصيت الذائع الجميل لتلك الأمة.
ونحن في هذه الليلة نحتفي بأربعين فقيدنا الغالي الخطيب الحسيني السيد علي الشخص، ونتذكّر هذا السيد الجليل الذي نذر عمره وحياته في خدمة العقيدة وذكر أهل بيت النبوة.
وهنا أحب أن أركّز على ثلاث نقاط وجدته يتوفّر عليها، فهي من ذكره الجميل الذي يجب أن يذكر ويعرف به:
من خلال خطابته الحسينية طغت على شخصيته حبه لخدمة أهل البيت وتغنيه بسيرتهم وإحياؤه لذكراهم ومصائبهم وفضائلهم ، وذلك في عمر مبكر جدًّا، وظل على هذه المسيرة إلى السنوات والشهور الأخيرة في حياته، فإنه بعد أن أدركه الضعف والوهن الجسمي، ظل حريصًا على أن يرتقي المنبر ويواصل ذكر أهل البيت .
ومن المناسب أن أشير إلى الدور الذي قام به المنبر الحسيني، الذي أدى وظائف كبيرة ومهمّة في تاريخ الإسلام وحياة الأمة، وذلك في مقابل ما كانت تعمل عليه الحكومات التي تسلطت على رقاب المسلمين من السعي لحجب ذكر أهل البيت وإلى التعتيم على سيرتهم وإلى العمل على فصل الأمة عن تعاليمهم .
حيث كان يعلم أولئك الحكامُ أن انشداد الأمة إلى أهل البيت يعني يقظةَ الضمائر ووجودَ الكرامة وإحياءَها في نفوس الناس، وهذا ما يجعل الناس يأبون الخضوع للظلم والتضليل والفساد، ومن أجل أن يخلقوا عند الناس القابلية للاستحمار وللضلال والخنوع لا بدَّ ـ حينها ـ أن يبعدوا الناس عن المدرسة التي تحيي نفوسهم وتوقظ الكرامة والعزّة في شخصياتهم، ولذلك كانت هناك معركة طويلة بين إحياء ذكر أهل البيت وبين هذه السياسات الظالمة.
وفي هذه النقطة كانت سيدتنا الحوراء زينب تستشرف المستقبل، لما تمتلكه من ذهن ثاقب، فقالت للطاغية يزيد بعد واقعة كربلاء: «فكِدْ كَيْدَك، واسْعَ سَعْيَكَ، وَنَاصِبْ جُهْدَكَ، فَواللهِ لاَ تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا»[5] .
وكان هؤلاء الظلمة لهم أساليبهم المختلفة للتغطية على فضائل ومكانة أهل البيت ، وكان من جملتها إحياء ذكر الآخرين وتضخيم شخصياتهم في مقابل شخصيات أهل البيت ، من اختلاق ووضع لأحاديث كثيرة تمجّد الصحابة، وذلك للتغطية على مقام أهل البيت .
ومن الجيد هنا أن أزيل بعض الضباب حول النظرة التي يحملها بعض إخواننا السنة عن الشيعة في مسألة النظر إلى الصحابة، فنحن لسنا ضدّ ذكر صحابة رسول الله وتمجيدهم والإشادة بفضلهم، فإمامنا زين العابدين له دعاء خاص في الصحيفة السجّادية في الصلاة على أصحاب الأنبياء والإشادة بهم، وللإمام علي في نهج البلاغة كلام كثير في الإشادة بأصحاب رسول الله ، كما أن أئمتنا يشيدون بالصحابة المخلصين ويتحدّثون عن مآثرهم، ونحن لا نعيش عقدة أو مشكلة مع مثل هذا الطرح، ومن يتحدّث عن أن الشيعة يرفضون الاعتراف بفضل الصحابة وتمجيدهم هؤلاء إما أنهم يهرّجون أو واهمون فيما يدّعونه.
إننا ـ فيما يخص الصحابة ـ ننظر إلى سيرتهم بعقول واعية وعيون مبصرة، ونقرأ سيرتهم بموضوعية، نأخذ بموضوع الإقتداء ونتجنب موارد الأخطاء.
وهذا بخلاف المدرسة التي تتبنّى غضّ الطرف عن تاريخ السلف ولا تريد الخوض فيه، بدعوى «عفا الله عمّا سلف».
ونحن لا نضع موقف سلاطين بني أمية والعباسيين وكأنه موقف إخواننا أهل السنة، لأن هؤلاء الحكام كان موقفهم ينطلق من موقف سياسي ضد أهل البيت ، فكانوا يستثمرون تضخيم صورة الصحابة للتغطية على إبراز دور ومكانة أهل البيت ، وليس حبًّا أو دفاعًا عن الصحابة ومواقفهم وصحبتهم لرسول الله .
وفي مقابل هذه الأساليب التي كان يمارسها هؤلاء الحطكام للحدّ من تعظيم وإحياء مناسبات أهل البيت ، حافظت المجتمعات الشيعية على إحياء هذه المناسبات، وكان المنبر الحسيني الدعامة الأساس للاحتفاء بذكراهم ، يخلّدون من خلاله ذكرى أئمتهم ويكرّسون بذلك قيمهم ومبادئهم السامية الصحيحة التي حملوها وجسّدوها.
وقد كرس فقيدنا الغالي حياته ضمن هذا السياق، فهو ينتمي إلى المدرسة التاريخية في الخطابة، التي يركّز فيها الخطباء مواضيعهم على ذكر أحداث التاريخ وسيرة أهل البيت ، فيتناولون حياتهم بالتحليل والتفصيل.
تعرفتُ على الفقيد الراحل في قبل حوالي عشرين عامًا، في جوار السيدة زينب ، حيث كان مقيمًا في دمشق، وحصل بيننا تواصل، فبدأتُ أكتشف فيه نقاط القوّة في شخصيته الطيبة، فهذا الرجل رأيت فيه ثقته الجيدة بنفسه ورأيه، فكان يسعى لتكوين رأيه الخاص حول الأحداث والشخصيات، على العكس من الآخرين الذين لا يثقون كثيرًا بقدرتهم على تكوين آرائهم الخاصة، ويقنعون من أنفسهم أن يكونوا تابعين ومقلِّدين لمن يرونهم أصحاب رأي، أو لما يجدونه رأيًا سائدًا في مجتمعهم وبيئتهم.
وهو خلاف ما توصينا به الأحاديث والنصوص الشريفة، حيث يروى في ذلك عن رسول الله قوله: لا تكونوا إمعة[6] تقولون : إن أحسن الناس أحسنا ، وإن أساؤا أسأنا ، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسنوا أن تحسنوا وإن أساؤا أن لا تظلموا[7] .
وقال الإمام موسى بن جعفر الكاظم لتلميذه الفضل بن يونس: «أبلغ خيرا وقل خيرا ولا تكن إمعة. قلت: وما الإمعة؟ قال: لا تقل: أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس»[8] .
وما يجعل الناس أتباعًا لبعضهم البعض ويجعل رأيًا واحدًا سائدًا بينهم أن ترى شريحةٌ من الناس نفسها غير معنية أو ليس لها القدرة على إبداء الرأي وتقييم المواقف، مع أننا نؤمن في ثقافتنا الإسلامية أن الله يحاسبنا على آرائنا ومواقفنا، وبخاصّة موقفنا من الآخرين، فليس من الجائز أن نتهم إنسانًا في شخصيته وسلوكه بمجرّد شائعة تردّد حوله هنا أو هناك، بل من الواجب الفحص والتحرّي عن مثل هذه الأحكام والاتهامات.
لا يصحّ لأي إنسان أن يسترسل مع البيئة والأجواء التي يتربّى ويعيش ضمنها، و أن يعفي نفسه من المسؤولية، فيجمّد عقله من التفكير والتحليل.
وهذا ما رأيت الفقيد الراحل يمتاز به، فمع أنه كان يعيش في أوساط الحوزة العلمية، ويرتبط مع العلماء والخطباء، ولكنك حينما تتحدث معه حول بعض الشخصيات الذين قد يثار حولهم بعض الإشاعات، فتجده صاحب رأي حول كل شخصية من هذه الشخصيات.
كنت أستغرب من آرائه المخالفة، فكان يحدثني بأن الرأي السائد قد يكون سببه بعض المصالح والصراعات والإشكاليات، ويعقب ـ بعد ذلك ـ بأنه عادةً ما يسأل ويبحث للوقوف على حقائق وخلفيات هذه الصراعات، ليقيّم بعدها ذلك الموقف أو تلك الشخصية، دون تأثّر بكثرة ما يقال أو يثار.
قليل من الناس يمتلك هذه النفسية، بحيث يتحقّق من الأمور، فيكوّن ـ بعد البحث ـ رأيًا حول القضايا المثارة أو حول بعض الشخصيات المعروفة.
وكان كثيرًا ما يستشهد بالوقائع التاريخية التي كانت بعض شخصياتها ضحية افتراءات وصراعات شخصية وفئوية، فتسقّط شخصيات ويرفع من شأن أخرى، وهي استفادة واعية من التاريخ وأحداثه.
كان الفقيد الراحل يقدّم نفسه ورأيه للآخرين بشكل جريء وواثق، وهي صفة يفتقدها الكثيرون في مجتمعنا، فتجد الحالة العامّة هي صفة الحياء والخجل والتواضع المفرط والشعور بالدونية والتأثّر بالحصار وبما يثار حولنا من إشكاليات، لذلك تجد البعض يتعامل بشخصية ضعيفة مهزومة.
إن مجتمعنا يحتوي على كفاءات وطاقات وقدرات عالية ومتميّزة، ولكننا بسببٍ من هذا الخجل والتواضع السلبي لا نقدّم أنفسنا للآخرين بالمستوى الذي نمتلكه من هذه الكفاءات والطاقات.
الكثيرون منّا لا يملكون هذه الروحية والإقدام الذي كان يملكه فقيدنا، فيدخل البعض إلى الأوساط الأخرى بنفسية مهزومة خائفة متردّدة، يقدّم رجلاً ويؤخّر أخرى، نحن بحاجة إلى أن ننزع هذا الخوف غير المبرّر من أنفسنا، لأننا بحاجة إلى هذه الجرأة والشجاعة في المواقف، يقول أمير المؤمنين : « تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ »[9] .
ويروى عن الإمام الصادق قوله لتلميذه أبان بن تغلب: «اجلسْ في مسجد المدينة وأفتِ الناس، فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك»[10] .
إننا حينما نظهر ونبرز ما في مجتمعنا من كفاءات وشخصيات فاعلة تزول كثير من المشاكل التي نعانيها اليوم، فهذه الحالة من الانطوائية والانهزامية والخجل لدى الشريحة الأكبر في المجتمع هي المسؤولة عن قسم من هذه المشاكل.
إننا اليوم نعيش فرصًا كبيرة في وسائل الإعلام وفي وسائل النشر، ولكننا لا نستثمر هذه الفرص.
بل نجد أنفسنا نعيش حالة من المرض النفسي، فإذا برز أحد كفاءات المجتمع وطرح نفسه يُتهم بحب الظهور، ويفسر بروزه بتفسيرات سلبية، بينما ينبغي منّا تشجيع مثل هذه الظاهرة، وبخاصة في هذه المرحلة.
وقد كنت أرى في فقيدنا السيد الشخص هذه الصفة، فتراه في مجالس العلماء والأدباء والشخصيات المرموقة يبادر للحديث وللطرح والنقاش، فيعترض ويطرح رأيه ويدافع عن وجهة نظره، ويلفت الأنظار إليه.
وهذه صفة كانت متوفرة في أخيه الراحل الخطيب المشهور السيد محمد حسن الشخص، فكان هو الآخر جريئًا مقدامًا، فكان في أي منطقة يذهب إليها يرمي ببصره أقصى القوم، ويذهب لزعاماتها ورؤسائها، ولمجالسها الكبيرة ويتصدّر المجالس ويثبت وجوده، ونحن بحاجة إلى هذا النوع من الشخصيات.
هذه الجرأة هي التي مكنت الفقيد أن يقدّم خدمات كبيرة وجليلة لمبدئه ومجتمعه.
ومما يذكر في جرأته أنه من أوائل من تحدّثوا في الإذاعة العراقية، ففي عامي 1960 ـ 1961م أثيرت فكرة أن تلقى في الإذاعة العراقية محاضرات دينية، وتحرّك العراقيون لأجل ذلك، وعندما أصبح بالإمكان تطبيق هذه الفكرة، واجهوا مشكلة مع الخطباء الذين تعوّدوا على لغة خاصّة في المجالس الداخلية، في الوقت الذي تحتاج المحاضرة التي تلقى في الإذاعة إلى لغة أكثر عمومية، بالإضافة إلى بعضٍ من تحسين الأداء والمستوى المناسب، فكان السيد علي الشخص من أوائل من بادر في ذلك.
فألقى سلسلة أحاديث في شهر رمضان وفي المناسبات الدينية، وهذا فرعٌ عن الثقة بالنفس والجرأة والوعي، وينبثق من القدرة على تقديم الذات.
ومن أمثلة ذلك أنه كان يسعى لحل مشاكل الآخرين لدى بعض أجهزة الدولة، فكان يعيش في العراق في الكاظمية، وتحصل بعض المشاكل للزائرين السعوديين أو لبعض الجهات الدينية، فيتصدّى لحلها، ويتحرّك من أجل ذلك من دائرة لأخرى ومن مؤسسة إلى مؤسسة ثانية، ومن مسؤول لآخر، ومن جهة إلى جهة.
جدير بالذكر أن الحفل الذي قدم له الأستاذ/ مفيد العلي ، ضم بالإضافة إلى كلمة سماحة الشيخ الصفار عددا من الفقرات منها كلمة لعائلة الفقيد ألقاها نيابة عنهم السيد ضياء الشخص وقصيدتين للشاعرين محمد حسين الرمضان والسيد موسى الشخص.
كما أن الحفل الحاشد ضم عددا من العلماء والمثقفين منهم سماحة السيد علي السلمان والسيد هاشم السلمان والشيخ يوسف المهدي وآخرون.