الشيخ الصفار يشارك في المؤتمر الدولي الثاني بدمشق
شارك سماحة الشيخ حسن الصفار في أعمال الملتقى الدولي الثاني بدمشق، تحت عنوان (الرسول الأعظم رمز التضامن الإسلامي)، الذي انعقد بتاريخ 10-11/7/1428هـ الموافق 24-25/7/2007م، بدعوة من وزارة الأوقاف في الجمهورية العربية السورية، والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقد تحدث سماحة الشيخ الصفار في الجلسة العلمية الأولى للملتقى، التي انعقدت في مجمع الشيخ احمد كفتارو بدمشق، حيث لخّص أهم أفكار ورقته حول إحياء التضامن الإسلامي، مضيفاً إليها الحديث حول أهم أسباب النزاعات والتمزق في الساحة الإسلامية، وقد بثت وقائع الجلسة وحديث سماحة الشيخ الصفار فيها عدد من القنوات الفضائية: الجزيرة مباشر، المنار، الكوثر، العالم وغيرها.
وكانت الجلسة الافتتاحية للملتقى في مكتبة الأسد بدمشق، برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء السوري المهندس محمد ناجي عطري، وقد تضمن البرنامج كلمته، وكلمة وزير الأوقاف الدكتور زياد الدين الأيوبي، وكلمة المفتي العام لسوريا الشيخ احمد بدر الدين حسون، وكلمة مفتي الديار المصرية الدكتور الشيخ علي جمعة، وكلمة رئيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية آية الله الشيخ محمد علي التسخيري، وكلمة السفير الإيراني في سوريا الشيخ محمد حسن أختري، وكلمة الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله في لبنان.
وحضر جلسة الافتتاح عدد من وزراء الجمهورية العربية السورية، وبعض سفراء الدول العربية والإسلامية، وحشد كبير من العلماء والمثقفين وطلاب المعاهد الدينية.
وكانت الجلسة الختامية للملتقى مساء الأربعاء 11/7/1428هـ في المدرسة المحسنية بدمشق حيث تلي البيان الختامي والذي نص على النقاط التالية:
1. إن سيدنا محمداً صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هو قدوة جميع المسلمين وأسوتهم لذا ينبغي أن تكون سيرته وسنته منهجاً لحياتهم في جميع المجالات.
2. إن الهدف من هذا الملتقى إحياء الأمل في النفوس ورفض اليأس من تحقق التضامن الإسلامي، وبيان أن الهزائم النفسية أخطر بكثير من الهزائم العسكرية.
3. إن التآخي بين المسلمين ينبغي أن يكون مستمداً من حبهم لله، حيث إن إثارة الفتنة والتفرقة هي اخطر سلاح يستخدمه أعداء الأمة الآن.
4. إن المقاومة تستدعي منا التضامن والتلاحم القائم على الحب، والصف والواحد، والكلمة الواحدة، كما بين القرآن الكريم بقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ فالوقت لا يسمح أن نتحدث إلا بالوحدة.
5. لإحياء التضامن الإسلامي لابد من الأمور التالية:
- أن تهدف وتخطط القيادات السياسية في البلاد العربية والإسلامية للوحدة الإسلامية والجامعة لكل الأمة بكل أطيافها ومذاهبها، وأن يكون هناك إرادة حقيقية لذلك.
- حماية الوحدة الوطنية في البلاد العربية والإسلامية.
- تفعيل منظمة المؤتمر الإسلامي، وأن تنتقل اجتماعاتها من المجاملات إلى العمل والتطبيق.
- الترويج لثقافة الوحدة الإسلامية ونبذ ثقافة التعبئة المذهبية، والبعد عن إثارة نقاط الخلاف وألا يكون هناك تعميم بالحكم على المجموع بأفعال بعض الأفراد.
- دعم التيار الوحدوي التضامني في كل المذاهب الإسلامية واعتبار المنهج التقريبي منهجاً نتعبد الله به ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾.
- إيجاد المشروع الحضاري للأمة، لأن غيابه سبب في البحث عن أمور خلافية لا فائدة منها.
6. الوحدة ركن أساس في الإسلام بل هي عبادة لا تقل أهمية عن باقي العبادات، وليس المقصود من الوحدة أن يصبح السني شيعياً، والشيعي سنياً، بل أن يكون الجميع إخوة في الله ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾.
7. عدم الإساءة إلى مرتكزات الآخر في عقائده ومشاعره وعواطفه، واحترام رأيه.
8. التركيز على القضايا العلمية في التضامن، لأن العلم هو أساس الحضارة، ويتمثل التضامن العلمي بأن تتضمن أبحاث الباحثين لدى كلا المذهبين على مراجع المذهب الآخر، وهذا سيؤسس في نفوس القراء والناشئة التضامن والمحبة والاعتراف بالآخر. ولكن يشترط أن يتسم هذا الرجوع بالأمانة والموضوعية ليكتسب ثقة عند القارئ.
إن ربنا واحد، وديننا واحد، ونبينا واحد، وشريعتنا واحدة، وقبلتنا واحدة، وامتنا واحدة، وعدونا واحد، فعبادتنا وتقوانا تقول لنا: توحدوا وتآلفوا وتآزروا، ولنعلم أن يد الله مع الجماعة، وأن الذئب يأكل من الغنم القاصية.
وقد التقى سماحة الشيخ الصفار على هامش المؤتمر فضيلة الدكتور الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية، حيث زاره في مقر إقامته، ودار الحديث حول دور الأزهر وعلماء مصر في الدعوة إلى الوحدة والتقريب، ونشر ثقافة التسامح والاعتدال، حيث أثنى الشيخ الصفار على الخطاب الواعي المنفتح لمفتي الديار المصرية، وعلى إصراره على الطرح الوحدوي رغم التشنجات الطائفية التي تعصف بالأمة.
من جهته أشار مفتي الديار المصرية إلى خطورة الآراء التكفيرية، والاتجاهات التعصبية، حيث شوهت سمعة الإسلام والمسلمين في العالم، وأثارت الفتن والاضطرابات في بلاد المسلمين، وأنها لم تقتصر على إثارة النزاع بين السنة والشيعة، وإنما أوجدت النزاع حتى داخل صفوف أهل السنة أنفسهم.
كما التقى الشيخ الصفار بسماحة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري رئيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، حيث ثمّن الشيخ الصفار الدور الكبير الذي يقوم به الشيخ التسخيري في التواصل مع مختلف الجهات الإسلامية، والحضور المثمر في المؤتمرات والملتقيات الإسلامية، إذ شارك الشيخ التسخيري في أكثر من 500 مؤتمر، مع ما يعاني منه في السنوات الأخيرة من الضعف والمرض.
كما أشاد الشيخ الصفار بسعة أفق الشيخ التسخيري، والذي يساعده على تجاوز الإثارات والتشنجات وطرح الإشكاليات، التي يراد منها عرقلة مسار الوحدة والتقريب.
بدوره تحدث الشيخ التسخيري عن ضرورة الصمود على خط الوحدة والتقريب تعبداً لله تعالى بذلك، لأنه يعبر عن مبدأ أساس ثابت في الدين، ولأنه السبيل لإنقاذ الأمة من الفتن والنزاعات التي تهدد مصالحها، وتشمت بها أعداءها.
مؤكداً على ضرورة التصدي للتطرف والتشدد والتعصب خارج الطائفة وداخلها، لافتاً إلى حساسية المشاكل الداخلية حيث يوجد داخل السنة والشيعة متعصبون متشددون، يعرقلون مسار الوحدة والتقريب، إما لغفلة وضعف إدراك، أو لتحقيق مآرب ومصالح، من خلال المزايدات والمغالاة، ويقدمون بذلك أفضل خدمة لأعداء الأمة.
كما التقى سماحة الشيخ الصفار بعدد من علماء السنة والشيعة العراقيين المشاركين في الملتقى، وتحدث لهم عن الآثار الخطيرة لما يجري في العراق من نزاع واحتراب على سائر دول ومجتمعات المنطقة، داعياً لهم إلى مضاعفة الجهد والسعي لتجاوز هذا الواقع الأليم في العراق.
ولقراءة كلمة سماحة الشيخ: