أكد استفادة الأعداء من تأجيج الفتنة المذهبية
الشيخ الصفار: وجود أخطاء لا يبرر التراجع عن حوار الوحدة والعمل من أجل التعايش
دعا الشيخ حسن الصفار «من علماء المذهب الشيعي» الواعين من علماء الأمة وأبنائها أن يجعلوا ما حدث في العراق دافعاً للإصرار على نهج الحوار والتقارب، وأن يأخذ الجميع العبرة والدرس، من أجل تحصين ساحاتهم ووقايتها من الانزلاق في طريق الفتنة، والوقوع في فخاخها. وأشار الصفار إلى أن “ وجود أخطاء من هذا الطرف، وممارسات سيئة من ذلك الطرف، السني أو الشيعي، في أي منطقة كان، لا يبرر التراجع عن السعي للوحدة والتقارب، والعمل من أجل التعايش السلمي، فذلك مبدأ ديني، وضرورة حياتية لحفظ الأمن والاستقرار، وإنما يجب معالجة الخطأ ومحاصرته ومنع تكراره وانتشاره “ . واعتبر الشيخ حسن الصفار في بيان له الدعوة التي أطلقها المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله، للحوار الإسلامي – الإسلامي، وخاصة بين السلفيين والشيعة، تشكل مبادرة هامة يجب أن يتفاعل معها ويستجيب لها كل من يحمل همّ وحدة الأمة، ويعي أخطار الفتنة الطائفية التي تحيط بها. وحول توقيت المبادرة يلفت الصفار الى أنها جاءت “ في وقت يدرك فيه الجميع خطورة الفتنة الطائفية، فتصريحات المسؤولين والحكام في المنطقة، والقيادات السياسية، وعلماء الدين، والمثقفين والكُتاب، كلها تحذر من الفتنة، وتدين الأحداث الطائفية التي تقع هنا وهناك “ مستدركا “ لكن مجرد التحذير والإدانة هو موقف سلبي لا يعالج المشكلة، ولا يقف أمام تصاعدها وتفاقمها، خاصة مع وجود مصلحة للقوى المعادية للأمة، في تأجيج الفتن لتمزيق الأمة، وإضعاف مقاومتها ، وإرباك ساحتها، واستنزاف طاقاتها وجهودها في الاحتراب الداخلي، ومع وجود قوى متطرفة داخل مختلف المذاهب، تتحرك بقصد أو دون قصد ضمن مخطط الفتنة الطائفية “.
وأهاب الصفار بقيادات الأمة الواعية، وبالعلماء والدعاة الحريصين على مصلحة الإسلام، أن يتجاوبوا مع هذه الدعوة، وأن يسعى الجميع لترجمتها وتحويلها إلى مشروع فعلي، حيث يستهدف الأعداء النيل من استقرار هذه المنطقة، وتمزيق الوحدة الوطنية لمجتمعاتها.
وأبان الصفار عن كونه قد تلقى ردوداً ايجابية على دعوة مماثلة قبل ثلاث سنوات من عدد من العلماء والدعاة السلفيين.
وختم بيانه بقوله : على العلماء المخلصين والدعاة الواعين أن لا يتركوا جمهور الأمة فريسة لدعاة التطرف، وأن يصدعوا ويجهروا بدعوة الحق لإنقاذ الأمة من هذا المأزق الخطير.