الشيخ الصفار: الأمن الاجتماعي مسئولية الدولة والمجتمع
في الخطبة الأولى من صلاة الجمعة 14/10/1428هـ تحدث سماحة الشيخ حسن الصفار عن (الأمن الاجتماعي) وأنه مسئولية من؟ الدولة أم المجتمع؟ أم هما شريكان فيه؟
مقدما كلامه بأن مجتمعاتنا الخليجية كانت إلى وقت قريب تنعم بدرجة عالية من الأمن الاجتماعي، بسبب وحدة نسيجها، ولبساطة الحياة، وسيطرة الأعراف والتقاليد، ودور الدين في ضبط تصرفات الأفراد وممارساتهم.
كانت حوادث الإجرام والعدوان نادرة محدودة، وكان الناس ضمن مجتمعهم يشعرون بالأمن على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم.
لكن تطورات الحياة أفرزت واقعاً جديداً يسلب الاطمئنان ويثير القلق في نفوس الناس على أمنهم الاجتماعي، فقد أصبحت حوادث الإجرام من استخدام العنف، والسرقة والسطو على الممتلكات، وانتهاك الأعراض، وتهريب وترويج المخدرات حوادث يومية في مختلف دول الخليج
ولا تكاد تخلو الصحافة الخليجية يومياً من ذكر عدد من الحوادث على هذا الصعيد.
ومما يبعث على الفزع أن التقارير الصادرة عن الأجهزة الأمنية الرسمية في دول الخليج تشير إلى تصاعد خطير في معدلات الجريمة.
ثم تحدث عن المسئول عن حفظ الأمن قائلا: ينحو الناس باللائمة على أجهزة أمن الدولة في اختلال الأمن الاجتماعي، ويحمّلون سياسات الحكومة التعليمية والاقتصادية مسؤولية هذه الظواهر المرعبة، ويريدون من الدولة أن تتصدى لمواجهة العابثين بأمن المجتمع، وأن تصحّح سياساتها لاستيعاب أبناء الوطن وخاصة شريحة الشباب، بإتاحة فرص التعليم، وتوفير مجالات العمل، وتهيئة الظروف أمامهم لبناء مستقبلهم في الحياة.
ولا شك أن الدولة تتحمل المسؤولية الأكبر في إدارة شؤون البلاد والعباد، لكن ما يجب إدراكه هو أن أي دولة مهما كانت قدراتها وقوتها لا تستطيع أن تقوم بكل شيء، وان تفعل كل شيء، فلقدراتها وتأثيرها حدود.
إذا لا بد للمجتمع الأهلي أن يشمر عن ساعديه، ويستنفر قدراته، لتتضامن جهوده مع جهود الدولة، من أجل تجفيف منابع الإجرام، ووقاية أبناء المجتمع من السقوط في مهاوي الفساد والانحراف، ولحماية الأمن والاستقرار الاجتماعي.
وفي الخطبة الثاني تحدث سماحة الشيخ حول شكر النعم منطلقا من رواية عن الإمام الرضا والذي يقول: من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز وجل. وفي القرآن الكريم يبين الله سبحانه ان شكر الوالدين يأتي من بعد شكره مباشرة يقول تعالى: ﴿َانِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾.
ثم تحدث سماحته عن هذه الخصلة التي جاءت كتربية إلهية في القرآن الكريم وعلى لسان النبي وأهل بيته بأن الإنسان ينبغي أن يظهر حالة الشكر والامتنان والتشجيع لدعاة الخير، ولمن يقوموا بعمل الخير في المجتمع.
أي إنسان في المجتمع يقوم بعمل صالح وخير سواء كان لنفسه أو لمجتمعه يجب أن يشكر ويقدر، لما لذلك من آثار عظيمة، فشكر المحسنين يشكل دافعا للعمل والفاعلية عند الإنسان نفسه على الإحسان، فشكري للآخر المحسن يجعلني أتحمس ان اعمل عمله، ويعبر عن الإعجاب بهذا العمل.
إن شكر المحسنين يربي الناس على الإحسان، ويعطي المجتمع دافعا، فعندما يقدر المجتمع المحسنين فإن ذلك يحفز الآخرين على عمل الخير.
ثم ختم سماحة الشيخ حديثه عن بالإشارة إلى مهرجان تكريم الرواد الذي أقيم يوم الأربعاء ليلة الخميس 21/10/1428هـ في نادي الصفا بصفوى والذي كرم فيه ثلة من رجال المجتمع وهم رواد العمل الاجتماعي في المحافظة، شاكرا اللجنة القائمة على هذا التكريم وداعيا للجميع بالتوفيق.