الشيخ الصفار: يميز الإنسان عن غيره قابليته لكسب العلم والمعرفة
انطلاقا من قول الله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ (العلق:1- 5) تحدث سماحة الشيخ حسن الصفار في محاضرة ألقاها في حسينية البحارنة في الدوحة – قطر، ليلة 18/9/1428هـ عن (المعرفة والتثقيف الذاتي).
وقد جاء الحديث على محاور ثلاثة تطرق سماحة الشيخ من خلال المحور الأول عن: المعرفة ميزة الإنسان، فالإنسان كما هو معلوم ليس أكبر ولا أقوى المخلوقات، ولكنه بفضل قابلية كسب العلم والمعرفة تمايز عنها جميعها، فقد استطاع بعلمه ومعرفته تطوير احتياجاته، فقاوم الحر بتكييف الهواء، والبرد بالتدفئة، والمسافات الطويل باختراع السيارة القطار والطائرة، وهكذا عكس باقي الحيوانات التي ظلت على ما هي عليه منذ أن خلقها الله تعالى.
وحتى هذه القابلية الناس فيها ليسوا سواء فالبعض يستخدمها بطريقة أمثل من البعض، لهذا يقول الله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ - المجادلة: من الآية11﴾ فدرجات هنا يعني تفاوت أهل العلم، حسب تفاوت مستوياتهم العلمية وحسب توجههم لكسب العلم والمعرفة.
فعن رسول الله : أكثر الناس قيمة أكثرهم علما، وأقل الناس قيمة أقلهم علما.
وقال أمير المؤمنين : قيمة كل امرؤ ما يحسنه.
وفي المحور الثاني تحدث سماحته عن: كسب المعرفة، وكيف أنها فريضة، فالحديث الشريف يقول: طلب العلم فريضة، و الله سبحانه أول ما خاطب نبيه ، قال له: ﴿ اقْرَأْ﴾، وقال أصل ديني العقل، فالإنسان مطلوب منه أن يتعلم وأن يعطي عقله مساحة للتفكير، فالعقيدة التي تنطلق من معرفة وتفكر تكون أقوى أمام الشبهات والتحديات، وبالتالي فالتسائلات التي تطرح حول بعض القضايا العقدية أو الفقهية يجب ألا تزعج أحدا، بل يجب أن تشجع، لأنها طريق المعرفة القوي والسليم، وبدل الانزعاج يجب تقديم إجابات يقبلها العقل السليم والفطرة الصافية.
وتطرق سماحة الشيخ في المحور الثالث لبرامج التثقيف الذاتي، وأنها ليست حكرا على أحدا ولا على جهة معينة، بل الجميع مدعوون، فلا يجوز أن نلقي الثقل في مسئولية التعليم والتعلم على الدولة أو على المؤسسة الدينية من علماء ومراجع وحوزات، فكسب العلم والمعرفة يجب أن يكون هما يشغل الجميع، والإندفاع له يجب أن يكون ذاتيا، ولا بد من جهود أهلية يبذلها الناس من اجل ذلك، فكل إنسان مسئول عن تعليم وتثقيف نفسه وعن نشر العلم والثقافة بين أفراد المجتمع.
ورد في الحديث: ما تصدق أحد بصدقة خير من نشر العلم.