قاسم: متفائل بمستقبل التقارب المذهبي.. ومكاشفات الصفار أحدثت صدمة بين السلفيين
• البعض طالبني بكتابة وصيتي قبل توجهي للقطيف
• مسألة التقارب المذهبي سياسية بالدرجة الأولى
• الرعاية الرسمية ستشجع الكثير من دعاة التقريب السلفيين الخائفين من نظرائهم المتطرفين
عبر الكاتب والصحفي البارز عبد العزيز قاسم عن تفاؤله بمستقبل التقارب المذهبي في السعودية برغم الصعوبات مطالبا بإيجاد "قبة" رسمية ترعى هذا التقارب.
وفي محاضرة تناولت مسيرة التقارب المذهبي بمنتدى الثلاثاء بالقطيف مساء الثلاثاء شدد قاسم على اهمية الشروع بالتوقيع على ميثاق الشرف بين السنة الشيعة الذي اقترحه الشيخ حسن الصفار.
وقال أمام الجمهور الذين اكتظت بهم قاعة المنتدى بمنزل الاستاذ جعفر الشايب بأن توقيع تلك الوثيقة سيشكل خطوة تاريخية ستنعكس آثارها على الأمة الإسلامية على حد وصفه.
وفي معرض تحليله لما وصفه بحتمية التقارب المذهبي أرجع قاسم تفاؤله لوجود طليعة من رجال الدين الواعين سياسيا وبروز المشتركات المذهبية مقابل الأساطير والأوهام التي غذتها الكراهية طويلا.
وتابع بأن نجاح تجربة التقارب بين المذاهب السنية نفسها بعد عداوات عقدية وتاريخية طويلة أثبت امكانية التقارب السني الشيعي في المستقبل.
مضيفا بأن ما يدفع بهذا الاتجاه هو وجود العدو المشترك للأمة وبروز العديد من الرموز الشيعية المعتدلة التي بددت الكثير من الأوهام في الذهنية المجتمعية السنية.
وأشار قاسم بهذا الصدد إلى أن نشر "مكاشفات" الشيخ الصفار ضمن ملحق الرسالة بصحيفة المدينة السعودية قبل سنوات قليلة مثّل "اختراقا وأحدث دويا وصدمة دفعت إلى حد الصمت المطبق" في الوسط السلفي.
غير أنه اشتكي في المقابل من غياب الرموز الشيعية العلمائية الداعية للتقارب المذهبي في السعودية باستثناء الشيخ الصفار.
كما اشار إلى فتوى شيخ الأزهر محمود شلتوت بجواز التعبد بالمذهب الجعفري وبروز دعوات التقارب المذهبي في الأوساط الحوزية منذ خمسينات القرن الماضي باعتبارها خطوات ايجابية.
معددا الرموز السنية والشيعية التي ساهمت في التقريب بين المذاهب ومنها إلى جانب شلتوت الشيخ يوسف القرضاوي والشيح محمد مهدي شمس الدين والمرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله وآية الله محمد علي التسخيري والرئيس محمد خاتمي.
واعتبر قاسم بأن قضية التقارب المذهبي "سياسية بالدرجة الأولى".
مستدلا على ذلك بالتقارب السني الشيعي الذي أعقب مجيئ الرئيس الإيراني الإصلاحي السيد محمد خاتمي وتوجهه لبناء علاقة أفضل مع السعودية.
وتابع بأن أبرز معوقات التقارب هي انزواء رجال الدين السلفيين وبروز التصفيات الطائفية في العراق وظهور ما عرف بالتبشير الشيعي في المجتمعات السنية.
مطالبا بضرورة ايجاد "قبة" رسمية ترعى التقارب المذهبي في السعودية على غرار مركز الحوار الوطني "مما سيوفر الحماية لكثير من دعاة التقريب السلفيين الذين يخشون المجاهرة بآرائهم خوفا من نظرائهم المتطرفين".
وحول مؤتمرات التقريب بين المذاهب استعار قاسم كلمة للسيد فضل الله بأن العلماء المشاركين "إنما يمارسون الكذب على بعضهم في هذه المؤتمرات". مطالبا العلماء بضرورة النزول للشارع ومخاطبة الناس.
ووصف قاسم بعض التعليقات التي ظهرت في شبكة راصد الاخبارية على خلفية الاعلان عن مكاشفاته مع السيد فضل الله بأنها دفعت أحد زملاءه للطلب منه كتابة وصيته قبل توجهه للقطيف، قالها بطرافة.
وكشف عن آراء بعض كبار رجال الدين السلفيين في السعودية الذي يقرون بأن للمواطنين الشيعة حقوقهم الوطنية ونصيبهم من العدالة الاجتماعية في السعودية.
مضيفا بأنه يحتفظ بتلك الآراء ضمن "مكاشفات" غير منشورة مع الشيخ الفوزان والشيخ سفر الحوالي الذين لخصا خلافهما مع المسلمين الشيعة في الجانب العقدي فحسب.
وحضر الندوة التي قدمها الاستاذ ذاكر آل حبيل جمهور واسع من الشخصيات الاجتماعية والدينية والثقافية من السنة والشيعة ومن أبرزها الشيخ حسن الصفار والدكتور توفيق السيف والشيخ محمد الصفار والشيخ حسن بوخمسين والاستاذ محمد باقر النمر وعضو المجلس البلدي المهندس نبيه الابراهيم والدكتور ابراهيم الجمعان مسئول مستشفى الحرس الوطني وسلطان العامر من القصيم وياسر هلال من مكة المكرمة.
كما اتسمت الندوة بمداخلات جريئة وساخنة من قبل العديد من ضيوف المنتدى الذين تنوعت مشاربهم من مختلف مناطق المملكة.