الشيخ الصفار يزور المعرض الحسيني الثالث بالجارودية
بدعوة من الفنانة التشكيلية ليلى مرزوق نصر الله قام سماحة الشيخ حسن الصفار بزيارة المعرض الحسيني الثالث في قرية الجارودية بمحافظة القطيف، وذلك عصر يوم الجمعة 28/2/1429هـ، وقد كان في استقبال سماحة الشيخ الصفار الأستاذ عبدالله شهاب، الذي قام بمرافقة سماحته وتعريفه بمحتويات المعرض المكون من لوحات لرسامات محترفات، ولرسامين (أولاد وبنات) من المراحل الدراسية الابتدائية والمتوسطة، ثم القى سماحة الشيخ الصفار حديثا موجها للفنانات المنضمات للمعرض جاء فيه ما يلي:
نحن اليوم نعيش في ذكرى وفاة رسول الله ، ونحن نعلم أنه نقل المرأة من واقع سيئ كانت تعيشه حيث كانت مهمشة، وكان يُتنكر لإنسانيتها، ولا يكاد يعترف بمكانتها في المجتمع البشري، فنقلها إلى تاريخ ووضع جديد حيث أخذت فيه مكانتها ودورها من خلال تعاليم وسيرة رسول الله .
إننا اليوم نتذكر كيف كانت فاطمة الزهراء صلوات الله و سلامه عليها تحظى من أبيها بشيء كبير من الاحترام والتقدير والمحبة، ولأول مرة يشهد الناس ويشاهد العرب أبا يتعامل مع ابنته بذلك التقدير والاحترام، فقد ورد أنه إذا أقبلت فاطمة يقوم رسول الله إجلالا لها، وفي بعض الروايات قبل يدها، وفي بعضها قبل رأسها، وفي روايات أخرى قال : فداك أبوك، أو فداها أبوها، كما أنه أعلن أمام جمهور الصحابة: (فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني)، صحيح أن هذه السيرة والأحاديث تكشف عن مكانة فاطمة الزهراء ولكنها أيضا رسالة موجهة للناس جميعا بأن يهتموا بالمرأة كإنسانة تختزن الكفاءات والقدرات والمواهب، وبإمكانها أن تصنع المعاجز في حياة البشر، وذلك بإيمانها وارادتها، ومواقفها، ونحن عندما نعتز بسيرة السيدة الزهراء وكذلك السيدة زينب إنما نريد أن نقول للعالم أن حضارتنا لم تقم على أكتاف الرجال فقط، حضارتنا ورسالتنا قامت على أكتاف النساء إلى جانب الرجال، وكانت المرأة هي أول من آمن بالرسالة والرسول وهي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ، فالتاريخ ينقل أنها أول من لقي رسول الله بعد نزوله من غار حراء وبادرت دون أي توقف أو تردد إلى الإيمان به، ووقفت إلى جانبه، ولولا وقفتها لما قام للدين كيان، وكذلك دور ابنتها فاطمة الزهراء وحفيدتها زينب ، لذلك ليس غريبا أن نرى أن بناتنا وأخواتنا في هذا الوقت وهذا العصر ينتزعن أدوارهن، صحيح أن التقاليد والأعراف وكذلك القوانين السائدة في مجتمعنا لا تتيح للمرأة أن تمارس دورها الاجتماعي بمقدار كفاءتها وطاقتها، لكننا نراهن على وجود نساء وأخوات يدركن ما يختزن من طاقات وقدرات، ويعملن على انتزاع دورهن، هذا كفيل بأن يشق الطريق أمام المرأة لكي تقوم بواجبها ومسئوليتها في هذا المجتمع.
أنا أشكر الأخت القائمة على هذا المرسم والأخوات المشاركات معها، وأشكر لهن هذا الجهد، بأن يقمن بهذا الدور ويفتحن هذا المرسم، وبالتالي ينمّين الطاقات، ويعطين الفرصة لفتياتنا أن يعشن في أجواء صالحة تنموا فيها طاقاتهن وكفاءاتهن، ويعبرن عن مشاعرهن الولائية والإيمانية.
أخواتي: أشكر لكن هذا الجهد، وأتمنى لكن دوام التوفيق، وأعلن أنني بقدر استطاعتي أقف معكن وأدعم هذا النشاط فهذا واجبنا ومسئوليتنا وأنتن تقفن في نفس الخندق الذي نقف فيه جميعا من حماية القيم ونشر الفضيلة، ومواجهة الانحراف والفساد.والسلام عليكن ورحمة الله وبركاته.
هذا وقد حضر الزيارة كل من فضيلة الشيخ صالح الشهاب والخطيب الملا حسن شهاب الذي أثنى في كلمة أعقبة كلمة الشيخ الصفار على مبادرة سماحة الشيخ الصفار وشكره على جهوده وأدواره الفعّالة في خدمة المجتمع وحضوره لتشجيع الفتيات، كما قُدمتْ لوحة تذكارية لسماحة الشيخ الصفار من أعمال الفنانة ليلى نصر الله.