الصفار يطلق مبادرة غير مسبوقة لاحتواء الشباب المهمشين
• البطالة والتعبئة الطائفية واحتقار رجال الدين وتجاهل رجال الأعمال كانت محاور أثارها الشباب
• أكثر من 70 بالمئة من المجموعة الشبابية المعنية عاطلون عن العمل
أطلق الشيخ حسن الصفار بادرة غير مسبوقة لاحتواء الشباب المهمشين الذين تحملهم بعض الأوساط مسئولية العديد من الظواهر السلبية على صعيد الأمن الاجتماعي في محافظة القطيف.
وفي لقاء عقد بإحدى مزارع القطيف مساء الإثنين وحضره حوالي 100 شاباً ممثلين عن مجموعات شبابية تضم مئآت من الشباب من راكبي الدراجات النارية فتح الشيخ الصفار حوارا شفافا حول أبرز همومهم وسبل معالجة مشاكلهم.
الصفار خاطب الشباب في كلمته بأنهم عصب هذا المجتمع وأن مكانهم الطبيعي أن يكونوا جزءً من الحل لمشاكل المنطقة لا مصدرا لتلك المشاكل.
وتحمل العديد من الأوساط هذه الفئة المهمشة مسئولية الازعاج والمضايقات من خلال اقامة حلقات "التفحيط" ومضايقة الأهالي بتسيير مجموعات الدراجات النارية في الأحياء.
إلى جانب تحميل العديد منهم مسئولية السرقات واطلاق الأعيرة النارية في المناسبات العامة.
من جهتهم حمل بعض الشباب مسئولية الوضع القائم على عدة جهات منها الحكومة ورجال الدين وأصحاب رؤوس الأموال وبعض الدعاة المتشددين الذين يلقنون الشباب السُنة في القطيف مزيدا من التطرف.
فعلى صعيد الحكومة اشتكى الشباب من تجاهل الدولة لهم تماما وتركهم طعمة للبطالة والفقر والفراغ ما يدفع لارتكاب الأعمال التخريبية والانحرافات بنظرهم.
فيما اشتكوا بالمقابل من احتقار بعض رجال الدين لهم حتى عند دخولهم للصلاة في المساجد نتيجة ظهروهم بقصة شعر جديدة أو لباس مغاير للسائد.
كما القوا قسطا وافرا من المسئولية على رجال الأعمال في المنطقة "لأنهم لم يفعلوا ما يكفي" لاستيعاب واستغلال الطاقات الشبابية.
أما على صعيد التشنج الطائفي في محافظة القطيف فقد حمل الشباب مسئولية ذلك لبعض الدعاة المتشددين في المناطق السُنية "الذين يلقنون الشباب مزيدا من التطرف".
مستدلين على ذلك بالاستهداف الطائفي المستمر لسيارات المارة في تلك المناطق مما يؤدي لردود فعل معاكسة.
وضمن اطار الحلول اقترح الشباب على الشيخ الصفار أن يصار إلى التواصل مع أئمة الجماعة السنة للتركيز على مبدأ التعايش المشترك ونبذ الفرقة والتأجيج الطائفي.
إلى جانب تفعيل اللقاءات الشبابية بين شباب السنة والشيعة في القطيف.
وللقضاء على ظاهرة اطلاق النار في المناسبات العامة اقترحوا بأن يجري تأسيس شرطة اجتماعية من أبناء المنطقة مدعومة من الدولة لمنع هذه الظاهرةعن طريق التوعية والإرشاد بالتعاون مع الجهات المختصة.
هذا إلى جانب المطلب الأهم والمتعلق بالتوظيف خصوصا وأن أكثر من 70 بالمئة من هذه المجموعة عاطلون عن العمل.
وتعد مبادرة الصفار هذه الأولى من نوعها التي تقف فيها شخصية دينية بارزة إلى جانب مجموعة شبابية تعاني حسب وصفها من التهميش والاقصاء الاجتماعي.
وتهدف المبادرة إلى تجسير الهوة بين هذه الفئة الشبابية ومحيطها الاجتماعي من خلال استيعابها في مجالات العمل الوظيفي والمشاركة الاجتماعية الايجابية.