متناغماً مع متطلبات المرحلة الراهنة
الوطن: الصفار يصدر كتاباً عن الحوار والانفتاح على الآخر
صدر عن (مركز دراسات فلسفة الدين وعلم الكلام الجديد) كتاب "الحوار والانفتاح على الآخر" للمفكر الإسلامي الشيخ حسن الصفار.
قدَّم للكتاب المفكر العراقي الشيخ عبد الجبار الرفاعي، الذي أشار إلى أن الكتاب يضم مجموعة مساهمات للشيخ حسن الصفار، تمثل خلاصة تجارب علمية متنوعة في التفاهم، والحلقات النقاشية، وغرف الحوار، والمنتديات الثقافية، والمؤسسات الاجتماعية، مع أطياف عديدة. وتكمن أهمية هذه التجارب في أنها حاولت أن تقتحم الممنوع، وتتجاوز النزعات التكفيرية لدى بعض الجماعات المنغلقة والمنكفئة على نفسها.
في مقدمته للكتاب أشار الشيخ الصفار إلى أن العزوف عن الانفتاح على الآخر، وغياب الحوار بين القوى والأطراف المختلفة في مجتمعاتنا يعتبر مكمنا أساساً من مكامن الداء في هذه المجتمعات، ومظهراً صارخاً من مظاهر التخلف.
ويحاول الشيخ الصفار أن يسهم في جهود التوعية والتبشير بثقافة الحوار والانفتاح على الآخر. فيقول في هذا الشأن: "إذا انغلق الإنسان على رأيه، وأعرض عن الانفتاح على الآراء الأخرى، فإنه سيعزل نفسه عن تطورات الفكر والمعرفة، ويحرم نفسه من إدراك حقائق ومعارف مفيدة، وقد يكون رأيه الذي انطوى عليه خاطئاً، فلا يكتشف بطلانه في ظل حالة الانكفاء والانغلاق".
ويقول في مكان آخر: "لذلك يدعوا القرآن الكريم الإنسان إلى التفكير فيما يتبنى من آراء ومعتقدات، فلا يجعل نفسه أمام اتجاه واحد إجباري، ولا ينغلق على موروثاته من آبائه وأسلافه، دون دراسة وتمحيص، ولا يرفض الانفتاح على أي فكرة ومحاكمتها على ضوء العقل، لقبولها إن كانت أصح وأفضل".
وعن التعقل واتباع الزعامات الدينية يشير الشيخ الصفار إلى أن بعض الزعامات الدينية تلعب دوراً رئيسياً في تغييب حالة التعقل في الساحة الإسلامية، وتكريس حالة السطحية والتخلف على المستوى الديني، وذلك أما لمحدودية وعيها وفكرها، أو لأنها تستفيد من الوضع المتخلف، فتحافظ عليه وتنميه بدافع مصلحي.