الشيخ الصفار يؤكد أن الحوار والتلاقي خيار الأمة الوحيد لإزالة ترسّبات الماضي
أكد سماحة الشيخ حسن موسى الصفار أن الحوار والتلاقي خيار الأمة الوحيد لإزالة ترسّبات الماضي، مثنياً على مبادرة خادم الحرمين الشريفين لعقد مؤتمر مكة للحوار الإسلامي العالمي، والذي كشف عن وجود صورة مشوّشة لدى كل طرف من الأطراف الإسلامية عن الآخر، مما يؤكد أهمية وضرورة التلاقي والحوار. وأوضح أننا نُعاني من مشكلتين: الأولى: إننا نُحمّل الآخرين مسؤولية التعرف علينا، متغافلين عن مسؤوليتنا تجاه ذلك. والثانية: اعتقاد الكثيرين أن الآخرين يُصرّون على الظلم واتباع غير طريق الهدى، مؤكداً أن هذا الكلام قد يصدق على الجاحدين والمتعصّبين ضد الإسلام والمذاهب المخالفة، أما تعميم الكلام فهو في غير محلّه.
وفي سياقٍ آخر نعى الشيخ الصفّار رحيل العالم الربّاني الفقيه آية الله السيد محمد رضا الشيرازي، مؤكداً أنه مثالٌ للعالم التقي الورع والعابد الزاهد، صاحب الأخلاق الرفيعة والخصال الحميدة، وفوق ذلك فإنه يتميز بغزارة علمه ونباهته. مضيفاً: إن فقده يُمثل خسارةً جسيمة على الأمة بشكلٍ عام وعلى المرجعية بشكلٍ خاص، فقد كان معقوداً عليه آمالٌ كبيرة.
الحمد لله خالق العباد، وساطح المهاد، ومسيل الوهاد، ومخصب النّجاد، ليس لأوليته ابتداء، ولا لأزليته انقضاء، هو الأول ولم يزل، والباقي بلا أجل، خرت له الجباه، ووحدته الشفاه، نحمده تعالى على ما أسدى إلينا من سوانح رحمته وعنياته، وأفاض علينا من رواشح ألطافه وهدايته، وكفّ عنا أكفّ السوء بكفايته وحمايته.
ونشهد أن لا إليه إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً نقولها بإخلاص، ونرجو بها في الدنيا والآخرة الخلاص.
ونشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي انتجبه الله من خلقه، وفضله على جميع أنبيائه ورسله. صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين الأصفياء الميامين.
أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله فإنّا بالتقوى لا نخسر شيئاً من نعيم هذه الدنيا، وإنما نتوقى مزالقها ةخبائثها ومفاسدها، ونربح بالتقوى نعيم الآخرة وجنانها، جعلنا الله وإياكم من عباده الصالحين المتقين.
استعرض الشيخ الصفّار في بداية خطبة الجمعة 2 جمادى الثاني 1429هـ (6 يوليو 2008م) آراء المفسّرين حول قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (الممتحنة، 5)، مبيناً أن لفظة ﴿فِتْنَةً﴾ تتضمن أحد معنين:
الأول: الامتحان والاختبار.
الثاني: اضطراب الحال وفساده، بمعنى لا تجعل الاضطراب والفساد في أحوالنا بسبب الذين كفروا.
ورجّح القول الذي ذهب إليه ابن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير)، حيث قال في تفسير هذه الآية: (ويجوز عندي أن تكون (فتنة) مصدراً بمعنى اسم فاعل، أي لا تجعلنا فاتنين، أي سبب فتنة للذين كفروا، فيكون كناية عن معنى لا تُغلّب الذين كفروا علينا، واصرف عنا ما يكون به اختلال أمرنا وسوء الأحوال كي لا يكون شيءٌ من ذلك فاتناً للذين كفروا، أي مقوّياً فتنتهم، فيفتتنوا في دينهم، أي يزدادوا كفراً وهو فتنة في الدين، أي فيظنّوا أنّا على الباطل وأنهم على الحق).
واعتبر الشيخ الصفار أن هذا المعنى راجح وأنه دقيق، حيث أن المسلم قد يكون سبباً لابتعاد غير المسلم عن الإسلام، وذلك من خلال واقعه الذي يكشف للعالم مدى صوابية دينه من عدمه، فالناس عقولهم في أعينهم.
وكذلك الحال بالنسبة لأتباع أي مذهب من المذاهب، فواقع الحال يكشف للآخرين طبيعة هذا المذهب، وبالتالي ينعكس على تقبلهم له من عدمه.
وأكد أن كل واحد يتحمل مسؤولية رسم صورة دينه ومبادئه للآخرين، فكلما استطاع أن يرسم صورةً ناصعةً فإن تقبل الآخرين لذلك الدين وتلك المبادئ سيكون في مستوى متقدمٍ.
وأضاف: إننا نُعاني في واقعنا من مشلكتين:
الأولى: إننا نُحمّل الآخرين مسؤولية التعرف علينا وعلى ديننا ومبادئنا، متغافلين عن مسؤوليتنا تجاه ذلك، معتبرين أن الواجب الفعلي يقع على الآخرين للوصول إلى الحق، بينما ديننا يُربينا على تحمل المسؤولية، فقد جاء عن الإمام علي قوله: ((إن الله ما أخذ على الجهّال أن يتعلّموا حتى أخذ على العلماء أن يُعلّموا)).
الثانية: هناك اعتقاد عند الكثيرين أن الآخرين يُصرّون على الظلم واتباع غير طريق الهدى، وهذا الكلام قد يصدق على الجاحدين والمتعصّبين ضد الإسلام والمذاهب المخالفة، أما تعميم الكلام فهو في غير محلّه. ونحن نقرأ في سيرة الرسول الأعظم كيف أنه كان يتلمّس لقومه الأعذار مع أنهم مشركون، إلا أنه كان يُكرر مقولته المشهورة: ((اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون)).
وأكد الشيخ الصفار على ضرورة أن يتحمل كلٌّ مسؤوليته تجاه التعريف بواقعه الديني، ولا يُلقي بالمسؤولية على الآخرين، فإن الواقع الإعلامي قد يقلب الحقائق في زمنٍ أصبح فيه الإعلام من أهم الوسائل للوصول إلى أفكار وأذهان الناس. مضيفاً: إن أدنى مستويات تحمل المسؤولية هو أن لا يكون الواقع والصورة التي يراها الآخر منفّرة عن الدين أو المبدئ والمعقتد.
وأكد أن مؤتمر مكة للحوار الإسلامي العالمي كشف عن الحاجة الماسة لمزيد من اللقاءات والحوارات التي تهدف للحوار والتعارف وتقديم الصورة السليمة للإتجاهات الأخرى. مضيفاً: إن هذا المؤتمر الذي يضم أكثر من (500) عالم وباحث من مختلف التوجهات والبلاد الإسلامية أوضح في أكثر من موقف وجود حالة من الضبابية التي تكشف صورة غير دقيقة عن الطرف الآخر المخالف، مبيناً أن ذلك على المستوى الشيعي تجاه السني، أو السني تجاه الشيعي، وأورد مثالين عايشهما خلال هذا المؤتمر، أحدهما حينما ترأس الجلسة فضيلة الشيخ محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، يقول الشيخ الصفّار: فبان الامتعاض بدا على وجه بعض الحضور، إلا أنهم بعد أن أصغو لحديثه أبدو إعجابهم بمنطقه وأدبه وأسلوبه، وعبّروا عن إعجابهم ورغبتهم في مزيد من التعارف والتواصل. ويُضيف: وفي المقابل فإن أحد المشاركين من العلماء الشيعة حينما استمع لحديث بعض العلماء السلفيين ووجد فيهم الاعتدال أبدى استغرابه من وجود مثل هذه الحالة في الجانب السلفي، مما يؤكد أن صورة كل طرف لدى الآخر مشوّشة وتحتاج إلى صياغة جديدة، مؤكداً أن المسؤولية تقع على كل طرف للتعريف بنفسه ورسم الصورة التي تليق بشأنه لدى الآخر.
وخلص الشيخ الصفار إلى أن الحوار يُمثل حلاً أساسياً تجاه الواقع الذي تعيشه المذاهب الإسلامية من حالة القطيعة وعدم وضوح صورة الطرف المخالف، مبيناً استنكاره لحالة الصراع والصدام مؤكداً أنها خيارٌ يضر الجميع، وقد كانت التجارب السابقة خير دليل على سوء هذا الخيار.
وبالنسبة لمن يستعجل النتائج يؤكد الشيخ الصفّار لهم بأن القطيعة والتعبئة المضادة المتبادلة لأكثر من (14) قرن من الزمن ليس من السهل إزالتها بين عشيةٍ وضحاها، إنها بحاجة لبذل الجهد المكثّف حتى تتقلّص شيئاً فشيئاً، مؤكداً أن الأحداث والوقائع التي تجري تؤكد أن آثار الحقب الماضية لازالت شديدة، وستترك مضاعفات سلبية كبيرة إذا لم تتجه الأمة باتجاه الحوار والتلاقي لتوضيح الصورة للأطراف الأخرى.
وأكد في ختام خطبته أن هذا التوجه بطبيعته سيُواجه باستنكارٍ وستوضع أمامه العراقيل، مؤكداً أن البيان الذي أصدره (22) من المشايخ في المملكة هو نموذج من نماذج المواجهة السلبية تجاه هذا التوجه الإيجابي، مؤكداً أن الأمل معقودٌ على إرادة المجتمعين والمتحاورين، بأن يصمدوا أمام مختلف الضغوطات، وأن يُثبتوا للأمة إلتزامهم بهذا المنهج، وانه السبيل الوحيد لإنقاذ الأمة وإعطائها الصورة المشرقة للعالم.
استفتح الشيخ الصفار الخطبة الثانية بخطبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب يصف فيها المتقين، حيث رُوِيَ أَنَّ صَاحِباً لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يُقَالُ لَهُ هَمَّامٌ، وكان من شيعة أمير المؤمنين وأوليائه وكان ناسكاً عابداً، قال له يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صِفْ لِيَ الْمُتَّقِينَ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فَتَثَاقَلَ عَنْ جَوَابِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا هَمَّامُ اتَّقِ اللَّهَ وَ أَحْسِنْ فَـ ﴿إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾، فَلَمْ يَقْننَعْ هَمَّامٌ بِهَذَا الْقَوْلِ، حَتَّى عَزَمَ عَلَيْهِ.
فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ ، ثُمَّ قَالَ : ((أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ حَيْثُ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ لِأَنَّهُ لَا تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ وَلَا تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَهُ فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ مَعَايِشَهُمْ وَوَضَعَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا مَوَاضِعَهُمْ .فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ الْفَضَائِلِ مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ وَمَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ وَمَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَوَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ نُزِّلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي الْبَلَاءِ كَالَّذِي نُزِّلَتْ فِي الرَّخَاءِ لَوْ لَا الْأَجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ لَهُمْ لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْن شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ وَخَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ ,عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ فَهُمْ وَالْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ وَهُمْ وَالنَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ وَشُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ وَأَجْسَادُهُمْ نَحِيفَةٌ وَحَاجَاتُهُمْ خَفِيفَةٌ وَأَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ صَبَرُوا أَيَّاماً قَصِيرَةً أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً طَوِيلَةً تِجَارَةٌ مُرْبِحَةٌ يَسَّرَهَا لَهُمْ رَبُّهُمْ أَرَادَتْهُمُ الدُّنْيَا فَلَمْ يُرِيدُوهَا وَ أَسَرَتْهُمْ فَفَدَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْهَا... إلى أخر الخطبة)). قال: فصعق همام صعقة كانت نفسه فيها، فقال أمير المؤمنين : أما والله لقد كنت أخافها عليه، ثم قال: هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها.
من هذه الخطبة العظيمة لسيد البلغاء والموحدين أمير المؤمين انطلق الشيخ الصفّار في الحديث عن علمٍ من أعلام أهل البيت رزئت الأمة بألم فقده المفاجئ خلال الأسبوع المنصرم وهو سماحة الفقيه آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره).
وأشار الشيخ الصفار أن هذه الخطبة وهذه العبارات التي احتوتها حول صفات المتقين قد يتبادر للأدهان أنها صعبة التحقق في الواقع الخارجي إلا لمن عصمهم الله تعالى، إلا أنه من نعم الله تعالى على الأمة أن لا يخلو عصر من العصور، ولا مجتمع من المجتمعات من نماذج تُجسّد هذه الصفات بأعلى مستوياتها الممكنة، مؤكداً أن سماحة الفقيه السيد محمد رضا الشيرازي كان مثلاً جليّا لهذه الصفات والخصال الرفيعة، فقد كان عفيفاً نزيهاً زاهداً ورعاً، وكل من عاشره يشهد له بذلك.
وتحدث عن جانب من حياته ونشأته، مشيراً أن السيد الفقيه وُلد ونشأ في أسرةٍ علميةٍ عُرفت بمحاسن الأخلاق وعظيم الصفات. مضيفاً: إن الفقيد كان قمّةً في الأخلاق والتواضع، فقد عرفته وهو في العقد الثاني من عمره، وإن أقل ما يُمكن أن يُوصف به هذا الرجل أنه نموذجٌ للعالم الربّاني، فهو على الرغم من كونه الابن الأكبر للمرجع، ومن الطبيعي أن يحظى بالنفوذ والمكانة إلا أن تواضعه وأخلاقه السامية كانت أعلى من أن يسعى لممارسة النفوذ بحكم مكانته.
وأضاف: إن السيد الفقيه كان يذوب خجلاً وتواضعاً مع الآخرين حتى لتلامذته والناس العاديين وصغار القوم. وفوق ذلك: فإن الفقيد كان يبتعد نهائياً عن المشاركة في أي حديث سلبي، وكان يتلمس الأعذار للآخرين، فلا تستطيع أن تستخرج منه كلمة سيئة أبداً.
وعن موقفه من تشنج الأوضاع أيام مرجعية والده (رضوان الله تعالى عليه) يقول الشيخ الصفار: إن السيد الفقيه لم يُشارك بأي إساءة لأي طرف، رغم أن الإمكانات كانت بيده إلا أنه كان يعيش العفاف، والترفع عن هذه المشاحنات.
وتابع الشيخ الصفار: إن الفقيد كان مثالاً للعالم المتميّز في علمه ونباهته، فقد توفقّت للتتلمذ على يديه فكان في دروس الأصول عند أي بحث عميق بخلاف كثيرٍ من الأساتذة الذين يبدأون الدرس بعبارات التهويل، إلا أنه كان يبدأ درسه بانتزاع الهيبة من الطلاب، فيبدأون الدرس وهم متهيئون نفسياً وذهنياً. مؤكداً أن السيد كان لا يتناول موضوعاً إلا إذا كان ملماً بجميع أبعاده المختلفة.
واختتم خطبته بالتأكيد على أن فقد هذا العالم يُمثل خسارةً جسيمة للأمة بشكل عام وللمرجعية بشكل خاص، فقد كان معقوداً عليه آمالٌ كبيرة، مبياً استياءه لواقع مجتمعاتنا بأنها لا تطرح هذه الشخصيات ولا تُعرّف بها وعن مكانتها إلا بعد فقدها.
منهياً حديثه بأننا أمام قضاء الله وقدره نقف خاشعين معلنين أن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ورفع سماحته تعازيه لعائلته وذويه سائلاً العلي القدير أن يُلهمهم الصبر والسلوان، وأن يخلف على الأمة بالخلف الصالح، إنه سميعٌ مجيب.
والحمد لله رب العالمين