فيما أكد على أن مد جسور التواصل هو خيار الأمة الوحيد
الشيخ الصفار يثني على مبادرة خادم الحرمين الشريفين لعقد مؤتمر مكة
في حديث تناول بعض ما دار في مؤتمر مكة للحوار الإسلامي العالمي أكد الشيخ حسن موسى الصفار أن مد جسور التواصل خيار الأمة الوحيد لإزالة ترسّبات الماضي، مثنياً على مبادرة خادم الحرمين الشريفين لعقد مؤتمر مكة، والذي كشف عن وجود صورة مشوّشة لدى كل طرف من الأطراف الإسلامية عن الآخر، مما يؤكد أهمية وضرورة التلاقي والحوار.
وعلى صعيد التعريف بالذات الجمعية قال الصفار: إننا غالبا ما نُحمّل الآخرين مسؤولية التعرف علينا، في حين أن مسؤولية تعريف الآخر بالهوية الذاتية هي مسؤولية ذاتية قبل أن تكون مسؤولية ملقاة على الطرف الآخر.
وأشار إلى أن الحوار يُمثل حلاً أساسياً تجاه الواقع الذي تعيشه المذاهب الإسلامية من حالة القطيعة وعدم وضوح صورة الطرف المخالف، مبيناً استنكاره لحالة الصراع والصدام مؤكداً أنها خيارٌ يضر الجميع، وقد كانت التجارب السابقة خير دليل على سوء هذا الخيار.
وبالنسبة لمن يستعجل النتائج يؤكد الشيخ الصفّار لهم بأن القطيعة والتعبئة المضادة المتبادلة لأكثر من (14) قرن من الزمن ليس من السهل إزالتها بين عشية وضحاها، إنها بحاجة لبذل الجهد المكثّف حتى تتقلّص شيئاً فشيئاً، مؤكداً أن الأحداث والوقائع التي تجري تؤكد أن آثار الحقب الماضية لازالت شديدة، وستترك مضاعفات سلبية كبيرة إذا لم تتجه الأمة باتجاه الحوار والتلاقي لتوضيح الصورة للأطراف الأخرى.
ونوه إلى أن هذا التوجه بطبيعته سيُواجه باستنكارٍ وستوضع أمامه العراقيل، مؤكداً أن البيان الذي أصدره (22) من المشايخ في المملكة هو نموذج من نماذج المواجهة السلبية تجاه هذا التوجه الإيجابي، مؤكداً أن الأمل معقودٌ على إرادة المجتمعين والمتحاورين، بأن يصمدوا أمام مختلف الضغوطات، وأن يُثبتوا للأمة التزامهم بهذا المنهج، وانه السبيل الوحيد لإنقاذ الأمة وإعطائها الصورة المشرقة للعالم.