الشيخ الصفار يتحدث لقناة LBC حول المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار

مكتب الشيخ حسن الصفار

اجرت قناة LBC اللبنانية لقاءً مع سماحة الشيخ حسن الصفار خلال نشرتها الإخبارية التي بثت الساعة 12 بعد منتصف ليلة الأربعاء 30/5/1429هـ، وقد كان الحوار حول المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، وما يحيط بعملية الحوار، ومستقبله.

هذا نصه:

LBC: ولمناقشة الموضوع ينضم إلينا من مكة المكرمة المفكر الإسلامي، وأحد المشاركين في المؤتمر الشيخ حسن الصفار، مساء الخير سماحة الشيخ، سؤالي الأول: عمليا ماذا يمكن أن يقدم هذا المؤتمر انطلاقا من دعوة خادم الحرمين الشريفين لتوحيد كلمة المسلمين؟

سماحة الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مساء الخير لكم ولجميع المشاهدين، يجب أن نكون واقعيين، فلا ننتظر أن مؤتمرا قد ينتج حلا سحريا، ويغير الأوضاع المعاشة في الساحة الإسلامية، ولكننا نعتقد أن هذا المؤتمر بما يمثله من شريحة واسعة من العلماء والفضلاء من مختلف المذاهب، والبلدان الإسلامية، سيشكل خطوة متقدمة على طريق الحوار، وعلى طريق الانسجام داخل هذه الأمة، إننا بعد قرون من القطيعة بين بعض أطراف هذه الأمة، ومن التباعد والجفاء نحتاج إلى بذل جهد مكثف، من أجل تلافي آثار تلك الحقبة السابقة، وهذا المؤتمر سيكون إن شاء الله رافعة لنهضة جديدة في الأمة الإسلامية، تتجاوز بها ساحتنا ما كنا نعانيه في الماضي، هذا المؤتمر كان فيه إصرار واضح على أن الأمة تستطيع أن تتجاوز سلبيات المرحلة الماضية، كانت هناك مراهنة على أن تكون الأحداث التي حصلت في العراق، والتي حصلت في لبنان، أن توجد تمزيقا وهوة أوسع في واقع الأمة، ولكن هذا المؤتمر والحمد لله جاء برعاية خادم الحرمين الشريفين لكي يثبت أن هناك إرادة واعية في الأمة، تصر على تجاوز آثار هذه الأحداث، والانطلاق إلى آفاق الحوار والتسامح ووحدة الصف الإسلامي.

LBC: سماحة الشيخ كان هناك كلمة لافتة للرئيس رفسنجاني، سؤالي: كيف كان وقع هذه الكلمة السياسية بامتياز إذا صح التعبير، الذي هدفه ديني؟

سماحة الشيخ: كلنا نعلم أن جهودا قد بذلت من بعض الجهات في الإدراة الأمريكية من أجل أن تعبئ المنطقة العربية ضد ما تعتبره طموحات إيرانية، وخاصة على صعيد برنامجها النووي، وكانت الإدارة الأمريكية تريد أن توسع رقعة الخلاف بين الجانب الإيراني والجانب العربي، ولكن الحمد لله قياداتنا السياسية على الضفتين الجانب العربي والجانب الإيراني، تمتلك من الوعي والحكمة ما وضع حدا لتلك المحاولات، مشاركة الشيخ الرفسنجاني تعطي هذه الرسالة، تعطي رسالة واضحة، أن المملكة العربية السعودية بما تمثل من ثقل أساسي في الساحة الإسلامية، وكذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية بما تمثل هي الأخرى من ثقل، مدركتان لأهمية التعاون والتلاقي تجاه التحديات التي تعيشها الأمة، كلمة الشيخ الرفسنجاني كانت تؤكد على أن التحديات التي تواجه الأمة تستلزم وتستوجب أن يكون هناك تلاقٍ، وأن يكون هناك رصٌّ للصفوف، وهذا ما أكدت عليه أيضا كلمة المفتي العام للمملكة العربية السعودية، وقبل ذلك كلمة خادم الحرمين الشريفين.

LBC: نعم، ربما يكون هنالك سماحة الشيخ تفاهم ديني وروحي بين المسلمين ولكن هذا التباين السياسي، يعني هل يمكن اعتبار المؤتمر في ضل هذا التباين قادر على تهيئة الأرضية الإسلامية لاستقبال مؤتمر الأديان السماوية المقبل في مكة المكرمة؟

سماحة الشيخ: وجود اختلاف في الآراء والمواقف السياسية هذا أمر طبيعي، ولكن الشيء المقلق أن يعطى هذا الخلاف السياسي طابعا دينيا أو مذهبيا، فتصبح هناك حالة من التناحر والتنازع المذهبي، هذا يعتبر أمرا خطيرا، أما الاختلاف في الآراء السياسية والمواقف فهو أمر طبيعي، تستطيع القيادات أن تصل فيه إلى موقف مشترك، وتستطيع أن تتكامل من خلال اطروحاتها المتنوعة سياسيا، الخطر الكبير كان على الأمة، وعلى الساحة الإسلامية، هو أعطاء الصبغة المذهبية للخلافات السياسية، كما رأينا في لبنان حيث كان هناك انقسام سياسي، ولكن بعض الأطراف أرادت أن تعطي هذا الانقسام السياسي في الساحة اللبنانية بعدا مذهبيا طائفيا، وهذا مكمن الخطورة، المؤتمر والحمد لله أراد أن يرفع هذا الإشكال وهذا الإيهام، وأن يُعيد الأمور إلى نصابها.

LBC: سماحة الشيخ سؤالي الأخير لك هل من توجه لصيغة بيان وسطي وموحدة في ضل التباين الذي ظهر في مواقف المؤتمرين، يعني برأيك أن هذا التباين يخدم المصالح ولا يقلق المؤتمرين، فهل نتوقع أن يخدم هذا التباين البيان الختامي لهذا المؤتمر؟

سماحة الشيخ: لا أعتقد لأن القضايا الأساسية متفق عليها، هناك اتفاق بين المؤتمرين وبين المشاركين على أن هناك قضايا أساسية ليست موردا للخلاف، ومن أهم تلك القضايا الوقوف أمام توجهات التكفير والتخوين الديني، الكل متفق على أن اتجاهات التكفير أضرت بساحة الأمة داخليا وخارجيا، الذين بدؤا يكفرون أتباع المذهب الأخرى وصلوا إلى تكفير المختلفين معهم في الرأي داخل مذهبهم الواحد، ونحن رأينا ما يحصل في أفغانستان وما يحصل في العراق، وفي مناطق أخرى، كيف أن توجهات التكفير لا تقف عند حدٍ معين، ولذلك الجميع يدين هذا التوجه التكفيري، والجميع يدعوا إلى نشر ثقافة التسامح فيما بين المسلمين، وكذلك فيما يرتبط بالحوار مع الآخر، كل علماء الإسلام متفقون على هذا المورد، ليس هناك اختلاف في أننا يجب أن نمد للآخر غير المسلم يد التعاون كما أمرنا الله سبحانه وتعالى بقوله: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ (8) سورة الممتحنة، القرآن الكريم يأمرنا ويوجهنا إلى أن ندعو الآخرين من الديانات الأخرى ﴿إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء، وهذا ليس مورد اختلاف بين علماء الإسلام، قد يكون هناك نقاش في بعض الضوابط، وفي بعض التفاصيل ولكن في الأصل هناك اتفاق بين كل علماء الأمة والحمد لله.

وعلى هامش المؤتمر أيضا كان لسماحة الشيخ حسن الصفار مشاركة إعلامية ضمن ندوة حوارية على قناة الإخبارية ضمن برنامج (الحوار وتعزيز الوسطية) أذيعت يوم الخميس 1/جمادى الآخرة 1429هـ، الساعة 9.30 ليلة الجمعة.