الشيخ الصفار: أمام الخطاب الإسلامي تحديات خارجية مازالت قائمة
نشرت جريدة الوسط البحرينية في العدد 2112 يوم الاربعاء 18 يونيو 2008 الموافق 14 جمادى الثاني 1429 هـ خبرا عن مشاركة سماحة الشيخ حسن الصفار في المؤتمر السنوي للأئمة والخطباء والدعاة الذي تنظمه وزارة العدل والشؤون الإسلامية تحت شعار «معالم التنمية الوطنية في الخطاب الإسلامي»، برعاية رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة.
جاء في الخبر:
تحدث عالم الدين السعودي الشيخ حسن الصفار في الجلسة الأولى من جلسات المؤتمر التي كانت بعنوان «قواعد التنمية الوطنية وعلاقتها بمقاصد الشريعة»، إذ ذكر الصفار في ورقته بعنوان «الخطاب الديني والتحديات الداخلية» أن «التحدي الأكبر أمام الخطاب الإسلامي في حقب ماضية هو مواجهة التيارات المناوئة للإسلام، ففي بدايات القرن التاسع الميلادي أدرك دعاة الإسلام خطر حملات التبشير التنصيري التي واكبت الاحتلال الأوروبي للبلاد الإسلامية، وكان إلى جانبها نشاط استشراقي مكثف يهدف إلى تشكيك المسلمين في دينهم».
وأضاف «فانبرى المخلصون الواعون من علماء الأمة بألسنتهم وأقلامهم وأرواحهم لرد هذه الهجمات العاتية، وبذلوا قصارى جهدهم للوقوف أمام تلك الموجات العارمة، على رغم محدودية إمكاناتهم قياساً بقدرات الغزاة الذين يستندون إلى موازنات ضخمة، وهيمنة عسكرية سياسية، ومراكز أبحاث وتخطيط»، وتابع «وفي العقود الأولى من القرن العشرين للميلاد كانت هناك معركة أخرى تنتظر دعاة الإسلام، هي أشد شراسة من حملات التنصير وشبهات الاستشراق، وهي مواجهة المد الشيوعي والتيارات العلمانية المناوئة للدين، ذلك أن معظم التيارات العلمانية التي تظهر في البلاد الإسلامية أخذت منحى المحاربة والمناوأة للدين، بخلاف معظم تيارات العلمانية في الغرب التي التزمت الحياد تجاه الدين».
وأكد الصفار أن «هذه التيارات استثمرت أرضية السخط والرفض للواقع السيئ المتخلف لدى جماهير الأمة، وتبنت شعارات الثورة والنهوض، داعية إلى التنكر للدين والتخلص منه، لأنه يتحمل مسئولية تخلف الأمة وانحطاطها, وتمكنت هذه التيارات من استقطاب شرائح من أبناء الأمة، ووصلت إلى مواقع السلطة والحكم في عدد من البلدان العربية والإسلامية، عبر الانقلابات العسكرية، والتنظيمات الحزبية»، كما نوه إلى أن «المعركة كانت عنيفة قاسية في بعديها الفكري والسياسي، إذ عانى دعاة الإسلام من قمع الأنظمة التي انبثقت من هذه التيارات المناوئة، وما كاد ينتهي القرن العشرين حتى انحسر مد تلك التيارات».
وبيّن أن «ما لبثت طلائع الصحوة الإسلامية أن ظهرت وارتفعت رايات الإسلام في كل مكان، إذ استعادت جماهير الأمة ثقتها بدينها، وهكذا بدأ عصر الإسلام من جديد»، وأشار إلى أن «هناك تحديات خارجية لاتزال قائمة أمام الخطاب الإسلامي، وفي طليعتها الحرب الإعلامية الثقافية الطاحنة على الإسلام، بوصفه دين الإرهاب وعنف، التي تجاوزت كل أعراف وتقاليد العلاقات بين الأديان والحضارات والأمم».
واعتبر أن «ذلك تمثل في الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد التي نشرتها صحيفة دنماركية ثم أعاد نشرها هذا العام عدد من الصحف في الدول الأوروبية في تحد سافر لمشاعر المسلمين، وإساءة صارخة لدينهم وهويتهم»، وأردف «ولكن مثل هذه التحديات الخارجية ليست على درجة كبيرة من الخطورة التي تستلزم وضعها على رأس التحديات وأولويات المهام أمام الخطاب الإسلامي، إذ أعتقد أن الخطاب الإسلامي يواجه الآن تحديات داخلية هي الأهم والأخطر على مستقبل الإسلام والأمة».