مؤكداً أنه سيلبي دعوات أخرى وجهت إليه من بعض الرموز الثقافية
النجيمي يكشف لـ "الوطن" تفاصيل زيارته للقطيف ولقائه المفتوح مع علماء الشيعة
جاءت زيارة رئيس قسم الدراسات المدنية بكلية الملك فهد الأمنية، عضو المجمع الفقهي الإسلامي، الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء الدكتور محمد بن يحيى النجيمي إلى القطيف ومشاركته في لقاء مفتوح في لقاء مع الشيخ حسن الصفار، لتثير الكثير من التساؤلات حول الزيارة ومغزاها في هذا الوقت، ودوافعها، ولماذا وقف منها البعض موقف المتحفظ، وماذا يريد الشيخ النجيمي من زيارة القطيف؟.
الدكتور النجيمي قال: إن الزيارة عادية، وكانت لقاء مفتوحاً لم يجد أي حساسية، وكان هناك حوار صريح بينه وبين الشيخ حسن الصفار حول الكثير من المسائل التي تثير التساؤلات، وإن هذه اللقاءات يجب أن تستمر. جاء ذلك في حوار لـ"الوطن" مع الشيخ النجيمي وفيما يلي نصه:
زيارتك إلى القطيف ومحاضرتك التي حضرها أكثر من ألف شخص، هل كانت موجهة أم مرتبة؟ وما الهدف منها؟.
الزيارة كانت بدعوة شخصية من الشيخ حسن الصفار، وكان يطالبني بها منذ سنتين، ولظروفي الشخصية والعملية، لم أستطع تلبية هذه الدعوة، والحمد لله جاء الوقت لتلبيتها، وقد جاءت الزيارة أيضا تلبية لدعوة إخوة كرام من رموز القطيف في مقدمتهم الدكتور محمد الخنيزي، والمهندس جعفر الشايب وغيرهم, وأؤكد أن الزيارة لم تكن موجهة من أحد ولا يقف وراءها أحد، بل هي دعوة شخصية للقاء والتحاور ولنتحدث سويا وبصوت مسموع حول قضايا وطننا وأمتنا، وهذا في ظل مناخ إصلاحي يستوعب الجميع، ويجيّر جميع الجهود لخدمة بلدنا.
ألم تكن هناك أهداف أخرى لهذه الزيارة؟.
أؤكد أن الهدف هو الوصل والتواصل، وإجراء حوار صريح مع شريحة مهمة من أبناء وطننا، وإزالة الجفاء الظاهري الذي كان موجودا.
ألم تكن هناك حوارات داخل ملتقى الحوار الوطني؟.
هذه خطوات مباركة يشارك فيها الجميع تحت مظلة الحوار الوطني، وأثمرت مناخاً صحياً، يشعر به الجميع، وهذا لا يعني أن تكون لنا حواراتنا الشخصية التي نقوم بها كدعاة وأهل فكر ودعوة, وللأسف لم يكن لهذه الحوارات الشخصية مكان، كان كل منا في مكانه، وكل في موقعه، ولذلك لابد من إعادة النظر وأن نقترب من بعضنا البعض ونتحاور، في عرض منهجنا السلفي على الإخوة الشيعة، حتى يسمعوا منا مباشرة، ومن خلال كتبنا المعتمدة، لا من خلال أقوال تنقل عن المنهج السلفي ويكون النقل غير واضح، وقد تتسبب هذه الأقوال في حساسيات، أما الحوار المصحوب بالنقاش فهو المثمر والذي يؤدي إلى نتيجة.
لقد أثارت زيارتك الكثير من الاعتراضات لدى بعض المشايخ وطلاب العلم، فلماذا؟ وكيف تواجه هذه الاعتراضات؟.
كانت هناك بعض التحفظات من البعض ولكن أؤكد أنها لم تكن كثيرة، لأن هناك من يعارض مبدأ الذهاب أصلاً، وهذا لا يتفق مع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم، في الحوار مع الفرق الإسلامية، بل مع غير المسلمين.
ولكن هل الوقت كان مناسباً لزيارتكم؟ هناك من يرى أنه لم يكن مناسباً؟.
الوقت مناسب، والحوار جرى حول الوحدة الإسلامية، في وقت نحن في أمس الحاجة إلى هذه الوحدة، وأعتقد أن جسوراً من التفاهم المشترك مدت ولابد من مواصلة الزيارات.
لماذا لم يذهب معك بعض طلبة العلم والمشايخ إلى القطيف؟.
دعوت بعض الإخوة من طلبة العلم، وهناك من جاء معي وهناك من منعته ظروفه واعتذر، كذلك الشيخ حسن الصفار دعا لفيفاً من الشيعة والسنة للقاء وجاؤوا.
في اعتقادك ما أبرز القضايا التي هي جديرة بالمناقشة مع الشيخ حسن الصفار وغيره في القطيف؟.
قضايا كثيرة، وقد تطرقنا لبعضها، وأهمها توضيح منهجنا في توحيد العبادة، وهو أن الله هو المستحق للعبادة، ولا يشاركه فيها أحد، وأنه لا يدعى إلاّ الله، ولا يذبح إلاّ لله، ولا ينذر إلاّ لله، ولا تطلب الحوائج إلاّ منه سبحانه، وهذا موضوع يعد حجر الزاوية في القضايا المشتركة، ولا بد من وضع حسم لها، ونحن كلما اقتربنا من منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم، ابتعدنا عن الخلاف.
الأمر الثاني: هو القرآن الكريم، كتاب الله عز وجل، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويزعجنا وجود أصوات، وإن كانت قليلة تقول إن القرآن الكريم غير كامل، وقد ألف شخص يدعى ميرزا حسين محمد النوري كتاباً، أسماه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) وقد توفى صاحبه 1320، ومن هنا لابد لإخواننا الشيعة من حسم المسألة بشأن مثل هذه الكتب، بإصدار بيان شامل ووافٍ ينشر للتبرؤ من هذا الكتاب وغيره، تلك التي تثير شكوكاً حول كتاب الله.
الأمر الثالث: الموقف من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته الكرام، وأن من الأصول عند أهل السنة والجماعة، عدالة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز القدح في أحدهم على الإطلاق، لأن القدح فيهم أو الشك فيهم يعد قدحاً في الدين، لأنهم هم الذين نقلوا إلينا كتاب الله ورويت عنهم سيرة وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم.
وقد أكد لي الشيخ حسن الصفار أنه لا يوجد قرآن لدى الشيعة غير الذي بين دفتي المصحف الموجود لدى كل مسلم، والذي يقول غير ذلك إما جاهل أو مغرض، وكذلك ما يتعلق بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن يسبهم أو يمسهم إما جاهل أو مغرض، وقد أعجبني قول الشيخ الصفار لأنه قد يندس بين المسلمين من له ثأر تاريخي يريد أن يلبسه لباساً دينياً، وكان الشيخ الصفار دقيقاً في كتابه (نحو علاقة أفضل بين السنة والشيعة).
ولكن هناك في الجانب السني من لديه موقف يضاد الشيعة وقد يكفرهم.
لا أعرف سنياً واحداً يكفر أشخاصاً بعينهم، ولكن عندنا مبدأ أننا قد نقول إن هذا فعل كفر، وإن هذا القول كفر، وقد لا يؤدي إلى كفر القائل أو الفاعل، فهناك شروط ثلاثة للتكفير هي: العلم والتعمد والاختيار، فإن كان جاهلاً أو متأولاً أو مكرهاً لا يمكن تكفيره، لهذا فما نسمعه من بعض علماء أهل السنة من تكفير من قال كذا أو فعل كذا هو لا يقصد أشخاصاً بأعينهم ولكن يقصد الأقوال والأفعال.
ألم تشعر بأية حساسية وأنت تتحدث في لقاء القطيف؟.
الحقيقة أنني رأيت كل خير، ترحيباً ومودة وفرحاً باللقاء، لدرجة أنني فوجئت بالعدد الكبير من الحضور، وبعد اللقاء كان الحرص على السلام من الحضور.
هل حدث كلام خاص بعد أو قبل اللقاء بينك وبين الشيخ حسن الصفار؟.
قبل اللقاء المفتوح كان هناك لقاء مصارحة مع الشيخ حسن الصفار، وكان كعادته صريحاً في قوله.
المرجعية السياسية والمرجعية الدينية وكيفية الاتفاق على الثانية خاصة إذا كانت لدى البعض خارج الحدود؟.
المرجعية السياسية لنا جميعاً متفقون عليها، ولا يمكن أن تكون خارج الحدود، وهي خط أحمر لا يمكن لأحد تجاوزه، فنحن نعيش في كيان سياسي واحد، وهو الدولة السعودية، التي تراضى عليها الجميع قبل 260 سنة, أما المرجعية الدينية، فهناك مرجعية لدى الإخوة الشيعة خارج البلاد، فيما يتعلق بأمور مذهبهم، ولا نجد أي حساسية لذلك، ما دامت لا علاقة لها بالسياسة.
هل تؤيد انضمام الشيعة للمرجعية الدينية في البلاد؟ أعني هيئة كبار العلماء؟.
الذي يريد أن ينضم إلى هيئة كبار العلماء لابد أن يلتزم برأي المرجعية الدينية، ويتفق على الأصول التي تنطلق منها، والالتزام بما بعدها، فهل يقبل الإخوة الشيعة ذلك؟.
هل ستكرر هذه الزيارة في لقاءات مفتوحة من نفس النوع؟.
نعم سأكررها، وقد تلقيت دعوة من الشيخ عادل بو خمسين المدير العام لمركز البصائر والتنمية الاجتماعية بالأحساء، وسوف ألبيها بإذن الله، وعلمت أن الشيخ هاشم السلمان من مراجع الشيعة في الأحساء يريدني أن أزوره وسوف أقوم بهذه الزيارة، وطلب مني الإعلامي وعضو مجلس الشورى محمد رضا نصر الله زيارة القطيف في شهر شعبان المقبل بإذن الله وسوف ألبي الزيارة، ووجهت لي دعوة من الشيعة الذين يسكنون في الدمام وأصلهم من الأحساء وسوف ألبي الزيارة قريبا.