الشيخ الصفار يشارك في المؤتمر العالمي للحوار بمدريد
بدعوة من الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي شارك سماحة الشيخ حسن الصفار في المؤتمر العالمي للحوار الذي انعقد في مدريد- اسبانيا برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بتاريخ 13-15 رجب 1429هـ الموافق 16-18يوليو 2008م.
وقد افتتح المؤتمر الملك عبدالله والملك خوان كارلوس الأول ملك اسبانيا في قصر (الباردو) في مدريد ظهر الأربعاء 13 رجب/ 16 يوليو.
وتابع المؤتمر جلساته لثلاثة أيام في الفندق الذي أقام به المشاركون. حيث كانت جلسة الختام صباح الجمعة 15 رجب 18 يوليو.
ودارت جلسات المؤتمر الخمس حول المحاور التالية:
- الحوار وأصوله الدينية والحضارية
- الحوار وأهميته في المجتمع الإنساني
- المشترك الإنساني في مجالات الحوار
- تقويم الحوار وتطويره
- إشاعة ثقافة الحوار و التعايش.
كما صدر عن المؤتمر إعلان مدريد الذي أكد على المبادئ التالية:
1. وحدة البشرية، وأن أصلها واحد، والمساواة بين الناس على اختلاف ألوانهم وأعراقهم وثقافاتهم.
2. سلامة الفطرة الإنسانية في أصلها، فالإنسان خلق محباً للخير، مبغضاً للشر، يركن إلى العدل، وينفر من الظلم، تقوده الفطرة النقية إلى الرحمة، وتدفع به إلى البحث عن اليقين والإيمان.
3. التنوع الثقافي والحضاري بين الناس آية من آيات الله، وسبب لتقدم الإنسانية وازدهارها.
4. الديانات الإلهية تهدف إلى تحقيق طاعة الناس لخالقهم، وتحقيق السعادة والعدل والأمن والسلام للبشر جميعاً، وتسعى إلى تقوية سبل التفاهم والتعايش بين الشعوب، على الرغم من اختلاف أصولها وألوانها ولغاتها، وتدعو إلى نشر الفضيلة بالحكمة والرفق، وتنبذ التطرف والغلو والإرهاب.
5. احترام الديانات الإلهية، وحفظ مكانتها، وشجب الإساءة لرموزها، ومكافحة استخدام الدين لإثارة التمييز العنصري.
6. السلام والوفاء والمصداقية بالعهود، واحترام خصوصيات الشعوب، وحقها في الأمن والحرية وتقرير المصير، هي الأصل في العلاقة بين الناس، وتحقيقها غاية كبرى في الديانات، وفي أي ثقافة إنسانية معتبرة.
7. أهمية الدين والقيم الفاضلة، ورجوع البشر إلى خالقهم في مكافحة الجرائم والفساد والمخدرات والإرهاب، وتماسك الأسرة وحماية المجتمعات من الانحرافات.
8. الأسرة هي أساس المجتمع، وهي لبنته الأولى، والحفاظ عليها وصيانتها من التفكك أساس لأي مجتمع آمن مستقر.
9. الحوار من ضروريات الحياة، ومن أهم وسائل التعارف والتعاون، وتبادل المصالح، والوصول إلى الحق الذي يسهم في سعادة الإنسان.
10.الحفاظ على البيئة وعلى طبيعة الأرض وحمايتها من التلوث والأخطار البيئية التي تحيط بها، هدف أساس تشترك فيه الأديان والثقافات.
وتضمن التوصيات التالية:
1. رفض نظريات حتمية الصراع بين الحضارات والثقافات والتحذير من خطورة الحملات التي تسعى إلى تعميق الخلاف وتقويض السلم والتعايش.
2. تعزيز القيم الإنسانية المشتركة، والتعاون على إشاعتها في المجتمعات، ومعالجة المشكلات التي تحول دون ذلك.
3. نشر ثقافة التسامح والتفاهم عبر الحوار لتكون إطاراً للعلاقات الدولية من خلال عقد المؤتمرات والندوات وتطوير البرامج الثقافية والتربوية والإعلامية المؤدية إلى ذلك.
4. الاتفاق على قواعد للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، تكرس من خلاله القيم العليا والمبادئ الأخلاقية التي تمثل قاسماً مشتركاً بين أتباع الأديان والثقافات الإنسانية لتعزيز الاستقرار وتحقيق الازدهار لبني الإنسان.
5. العمل على إصدار وثيقة من قبل المنظمات الدولية الرسمية والشعبية تتضمن احترام الأديان واحترام رموزها وعدم المساس بها؛ وتجريم المسيئين لها.
ولتحقيق المقاصد التي ينشدها المؤتمر من الحوار، اتفق المشاركون على الأخذ بالوسائل الآتية:
1. تكوين فريق عمل لدراسة الإشكالات التي تعيق الحوار، وتحول دون بلوغه النتائج المرجوة منه، وإعداد دراسة تتضمن رؤى لحل هذه الإشكالات والتنسيق بين مؤسسات الحوار العالمية.
2. التعاون بين المؤسسات الدينية والثقافية والتربوية والإعلامية على ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة وتشجيع الممارسات الاجتماعية السامية، والتصدي للإباحية والانحلال وتفكك الأسرة وغير ذلك من الرذائل المختلفة.
3. تنظيم اللقاءات والندوات المشتركة وإجراء الأبحاث وإعداد البرامج الإعلامية، واستخدام الإنترنت ومختلف وسائل الإعلام، لإشاعة ثقافة الحوار والتفاهم والتعايش السلمي.
4. إدراج قضايا الحوار بين أتباع الديانات والحضارات والثقافات في المناشط الشبابية والثقافية والإعلامية والتربوية.
5. دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تأييد النتائج التي توصل إليها هذا المؤتمر والاستفادة منها في دفع الحوار بين أتباع الديانات والحضارات والثقافات من خلال عقد دورة خاصة للحوار.
ويأمل المشاركون في المؤتمر من خادم الحرمين الشريفين أن يبذل مساعيه في عقدها في أقرب فرصة ممكنة، ويسر المؤتمرين المشاركةُ في الدورة من خلال وفد يمثلهم تختاره رابطة العالم الإسلامي.
والتزاماً بما اتفق عليه المشاركون في المؤتمر من مبادئ ومفاهيم، فإنهم يؤكدون على ضرورة أن يظل الحوار مفتوحاً وبصورة دورية.
وقد شارك في المؤتمر 300 شخصية من مختلف أنحاء العالم يمثلون مختلف الديانات والمذاهب والتوجهات، من المسلمين والمسيحيين واليهود والايزيديين والسيخ والبوذيين والهندوس.
وشارك من علماء الشيعة سماحة الشيخ الصفار وسماحة الشيخ محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في طهران، وسماحة السيد أبوالقاسم الديباجي الأمين العام للهيئة العالمية للفقه الإسلامي، إمام جماعة في الكويت.
وعلى هامش المؤتمر كانت لسماحة الشيخ الصفار بعض المشاركات الإعلامية منها ما يلي:
- تصريح لقناة العربية الفضائية ضمن نشراتها الإخبارية الأربعاء 13 رجب 1429هـ - 16 يوليو2008م.
- تصريح لقناة الإخبارية الفضائية ضمن تقريرها عن المؤتمر الخميس 14 رجب1429 هـ - 17 يوليو 2008م.
- لقاء مع قناة (LBC) الفضائية ضمن برنامج (أنت والحدث) الأحد 17 رجب 1429هـ - 20 يوليو 2008م وبالمشاركة مع:
الشيخ الدكتور عبدالله بن بيّة نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين.
الشيخ حسن الصفار من القطيف في المملكة العربية السعودية.
الانباء بي سنتي أسقف حلوان والمعصرة للأقباط الأرثوذكس في مصر.
الحاخام مارك شناير رئيس المؤتمر اليهودي العالمي في أمريكا الشمالية.
- لقاء مع قناة (اقرأ) الفضائية بالمشاركة مع الدكتور اسعد محمود السحمراني أستاذ العقائد والأديان المقارنة في جامعة الإمام الأوزاعي.
- لقاء مع جريدة (عرب نيوز) نشر بتاريخ الجمعة 15 رجب 1429هـ الموافق 18 يوليو 2008م.
والتقى سماحة الشيخ الصفار خلال المؤتمر بعدد من الشخصيات المشاركة لتجسيد التعارف، وتعزيز التواصل وتداول الرأي حول القضايا المطروحة للحوار في المؤتمر.
وقد رافق الشيخ الصفار الأستاذ يحي محمد قريش رجل الأعمال والناشط الاجتماعي من مدينة صفوى بمحافظة القطيف.
وأتيحت لسماحة الشيخ الصفار الفرصة لزيارة آثار الحضارة الإسلامية في الأندلس، حيث قام بزيارة لمدينة طليطلة، ومدينة قرطبة، ومدينة غرناطة.