الأديان بين عنف الخلاف وتنظيم الاختلاف
استضافت قناة LBC الفضائية سماحة الشيخ حسن الصفار ضمن برنامج أنت والحدث في حوار بعنوان (الأديان بين عنف الخلاف وتنظيم الاختلاف) وذلك مساء الأحد 17 رجب 1429هـ الموافق 20 يوليو 2008م نقتطف منها إجابات سماحة الشيخ عن الأسئلة التي وجهت له.
شذى عمر: مساء الخير أنت والحدث يواكب من مدريد المؤتمر العالمي لحوار الأديان بمبادرة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز التقى في العاصمة الاسبانية قادة روحيين مسلمون ومسيحيون ويهود فهل تمَّ الاتفاق على قواسم مشتركة في المسائل المفصلية؟ وهل من فرصة لتحويل الأديان والمذاهب من سبب للخلاف إلى وسيلة للتكامل؟ ما هو دور رجال الدين وقدراتهم في زمن التوترات؟ وأين المتطرفين من كل الفئات من الحوار وتداعياته؟
(الأديان بين عنف الخلاف وتنظيم الاختلاف) موضوع أنت والحدث في ندوة خاصة من مدريد وضيوف مميزون يمثلون الإسلام والمسيحية واليهودية.
• الشيخ الدكتور عبدالله بن بيّة نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين.
• الشيخ حسن الصفار من القطيف في المملكة العربية السعودية.
• الانباء بي سنتي أسقف حلوان والمعصرة للأقباط الأرثوذكس في مصر.
• الحاخام مارك شناير رئيس المؤتمر اليهودي العالمي في أمريكا الشمالية.
شذى عمر: دعني أسال الشيخ حسن عن القواسم المشتركة، هل توصلتم إلى قواسم مشتركة؟ وهل توافق أن هذا العالم مريض كما يقول الشيخ عبدالله؟
الشيخ حسن الصفار: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين اعتقد أن أهم ما يجب أن نتفق عليه في هذا المؤتمر أمران:
الأمر الأول: نزع الغطاء الديني عن ممارسات الظلم والعدوان، هناك ممارسات ظالمة تحصل من أبناء مختلف الأمم والشعوب، ولكنها تتردى في بعض الأحيان وتتغطى بغطاءات دينية، وكل الأديان لا تقبل بالظلم، ولا تقبل بالعدوان، وإنما هو سوء فهم أو وجود غرض مصلحي، وهذا الغطاء الذي حصل لحالات العدوان أو الظلم، كما رأينا مثلاً في الأعمال الإرهابية التي ينسبها من يقومون بها إلى الإسلام، ويأخذون عنواناً إسلامياً، أو ما يحصل من تطرف يميني مسيحي في أمريكا وأوربا، أو بعض الممارسات التي تحصل من الصهاينة ويتغطون بغطاء الدين اليهودي، هذه الممارسات من الظلم والعدوان يجب أن نتفق من خلال هذا المؤتمر على رفع ونزع الغطاء الديني عن ممارسات الظلم والعدوان، فالذين يمارسون العنف والإرهاب، والذين يمارسون الظلم تجاه الشعوب الأخرى وتجاه الآخرين، هؤلاء ينبغي أن تدينهم كل الأديان وكل المذاهب، وهم حينما يقومون بهذه الأعمال فهم لا يعبرون عن دين، إنما يعبرون عن نوازع شيطانية، وعن ممارسات إجرامية منحرفة، هذا الشيء الأول الذي نسعى للاتفاق عليه في هذا المؤتمر.
الأمر الثاني: أن تتجه الأديان لمهمتها الرئيسة في المجتمع البشري، وهي إشعار الإنسان بمسؤوليته كإنسان، فكل الأديان تجمع على هذه الفكرة، وعلى هذه الرؤية، فالإنسان مسؤول في هذه الحياة، له خالق وسيعود إلى هذا الخالق فيسأله ويحاسبه، وهو مسؤول عما يجري في الحياة، مسؤول تجاه البيئة وتجاه الكون، تجاه الآخرين من أبناء أسرته البشرية، لكن المشكلة أن بعض الأديان وبعض التوجهات دخلت في نفق الاشتغال بالجدل الديني، فاشتغلت الأديان ببعضها البعض، واشتغلت المذاهب ببعضها البعض، لا شك أن من حق صاحب كل دين وصاحب كل مذهب أن يطرح دينه، وأن يبين دعوته، لأنه يراها هي الحق وهي الصواب، ولكن لا ينبغي أن نستمر في الانشغال بالجدل الديني، نحن نجد في آيات القرآن الكريم تأكيداً وتوجيهاً على أن أبناء البشر يجب أن يتعاونوا مهما اختلفت أديانهم، وأن يتركوا الحسم في خلافاتهم الدينية إلى الآخرة، إلى يوم القيامة، الله سبحانه وتعالى يقول ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾.
هم الآن موجودون، وهذه الآية وأمثالها اعتراف بوجود كل الأديان، كوجود هم موجودون، يجب أن يعترفوا ببعضهم البعض، يختلفون في الآراء، ويختلفون في التوجهات، لكن الحسم في هذه الآراء والتوجهات متروك إلى يوم القيامة، من حق كل إنسان أن يبين ما هو عليه، وأن يدعو إلى الرأي الذي يراه حقاً، وإلى الدين الذي يراه حقاً، أنا كمسلم أرى أن ديني هو الدين الحق، وهو الصواب، ولذلك أمارسه وادعوا إليه، ولكن دعوتي إليه يجب أن تكون بالأسلوب المناسب ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ ويجب أن أتعايش مع إخواني وزملائي من أبناء الأسرة البشرية الواحدة، هذا ما نتطلع إليه في هذا المؤتمر إنشاء الله.
شذى عمر: شيخ حسن استمعت إلى ما قاله رابي مارك هل لديك أي تعليق؟
الشيخ حسن الصفار: أنا اتفق معه في ما فهمته من كلامه أن علينا أن ندافع عن بعضنا البعض، وهذا هو بالضبط ما قلته في النقطة الأولى، أن ننزع الغطاء الديني عن الظلم والعدوان على أي أحد، حينما يأتي شخص باسم الإسلام ويعتدي على قوم من اليهود أو من المسيحيين أو من البوذيين فواجبي أنا كمسلم أن ارفض هذا العدوان، لأن الدين لا يقبل بالظلم، ولا يقبل بالعدوان، إن الله يأمر بالعدل والإحسان لجميع الناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، ملتزمين بدين أو غير ملتزمين، ولكن هناك مسألة وهي المسألة التي أشار إليها وهي الدفاع عن النفس، يعني في بعض الأحيان تكون هناك التباسات، فتكون هناك ممارسات عدوانية ولكن تعنون بعنوان الدفاع عن النفس، نحن كمسلمين ضد العدوان الذي حصل على اليهود من قبل النازيين، نحن لا نقبل ما حصل لليهود من عنف ومن محرقة، نحن نرفضها وندين هذه الإجراءات، ولكن المشكلة لا يصح أن ينتقم من الجهة التي لم يكن لها دور في هذه المحرقة، نحن المسلمين لم نكن شركاء في المعاناة والمآسي التي حصلت لليهود، بالعكس تاريخنا ينقل أن المسلمين احتضنوا اليهود، وكانوا يعيشون في الأندلس وفي مختلف البلدان العربية والإسلامية محل تقدير واحترام، ونحن نتناقل في مصادر الحديث عندنا ما قاله نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): «من آذى ذميا فقد آذاني»، النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يعتبر أن من آذى مسيحياً أو من آذى يهودياً فكأنه آذى الرسول شخصياً، لذلك نحن نرفض ما يتعرض له اليهود أو المسيحيون في أي وقت وفي أي زمان وفي أي مكان، وفي نفس الوقت نرفض ما يتعرض له المسلمون، ما يتعرض له الفلسطينيون، ما يتعرض له أي إنسان من عدوان وظلم، ويجب أن يتفق زعماء الأديان، القيادات الدينية يجب أن تتفق على إدانة الظلم من أي جهة صدر، وأن ننزع هذا الغطاء الديني.
شذى عمر: من يحدد الظلم؟
الشيخ حسن الصفار: نعم البشرية لهم وجدان، الناس لهم وجدان ولهم عقول، وهناك أيضاً قوانين في المجتمع الدولي وفي الأمم المتحدة، هذه القوانين تشخص الاعتداءات التي تحصل، اعتقد بالنسبة مثلاً ما يجري للفلسطينيين هناك قرارات في الأمم المتحدة، هذه القرارات تتحدث عن احتلال وقع على أراضيهم، وتتحدث عن ظلم يقع في وسطهم، وبالتالي القضايا واضحة، ليس هناك غموض في هذه المسائل وهذه القضايا، وفي نفس الوقت نحن ندين الأعمال الإرهابية التي تتم باسم الإسلام، والإسلام برئ من مثل هذه الأعمال ومثل هذه الممارسات.
شذى عمر: شيخ حسن هل سبق أن جلست مع رجل دين يهودي؟
الشيخ حسن الصفار: ما سبق أن جلست مع رجل دين يهودي ليس لمانع يمنع من ذلك، ولكن لم تحصل مناسبة، أنا كانسان مسلم لا أجد أن هناك ما يمنعني من اللقاء مع أخي الإنسان من أي دين كان، والإسلام يربي أبناءه على هذا الأساس، الإسلام يربي أبناءه على أساس أن يحبوا كل أبناء البشر، ولدينا حديث جميل يقول: «إن الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله انفعهم لعياله» ونحن ننظر إلى كل أبناء البشر باعتبارهم عيال لله سبحانه وتعالى، ولذلك نحبهم انطلاقاً من محبتنا لله، وتقديراً للتكريم الإلهي، وكل إنسان يهودياً كان أو مسيحياً أو بوذياً هو موقع التكريم الإلهي، ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾، ولم يقل الله تعالى ولقد كرمنا المسلمين، أو لقد كرمنا المؤمنين بدين معين فقط، لذلك أنا أرحب باللقاء مع أخي الإنسان من أي دين أو من أي مذهب كان، بالنسبة لما تفضل به حول معاناة اليهود في التاريخ، نحن الآن نعيش واقعاً معاصراً، لا يصح لنا أن ننطلق من مجريات تاريخية سابقة، ما حصل يجب أن نجعله خلف ظهورنا، وأن نبدأ أن نتعايش وأن نتعاون في حياتنا ضمن الواقع المعاصر الذي نعيشه، ثم إن المسلمين كما قلت لم يكن لهم دور في ما حصل من معاناة لليهود، وإنما كانت علاقاتهم مع اليهود طول التاريخ علاقات طيبة وجميلة، وإذا كان المطلوب إدانة المعاناة التي حصلت لليهود في الماضي، فنحن كمسلمين ندينها، ولا اعتقد أن مسلماً يرضى بوقوع العدوان أو الظلم على أي إنسان يهودي أو غير يهودي، أنا شخصيا أتألم حينما يصاب يهودي بدون حق، كما أتألم حينما يصاب مسلم بدون حق، لا فرق في ذلك هذا هو شعوري كانسان وشعوري كمسلم.
شذى عمر: ما هو رأيكم في العمليات الفدائية التي تستهدف يهود؟
الشيخ حسن الصفار: طبعا الجهاد كما تفضل فضيلة الشيخ (بن بيّة) له ضوابطه وشروطه، ومن شروط وضوابط الجهاد أن يكون ضمن قيادة شرعية، لا يصح لفئات معينة تنطلق من أفكار متطرفة أو من أفكار عنفية، أن يقودوا هم جهاد الأمة، أو جهاد الشعب، لذلك نحن لسنا مع استهداف الأبرياء المدنيين والأبرياء، ورسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كان يوصي كل جيش يتحرك باتجاه القتال، يوصيه بأن يراعي هذه الجوانب، لا تجهزوا على أسير، لا تصيبوا النساء، لا تصيبوا الشيوخ، وحتى علماء الأديان في الكنائس والأديرة كانت لها حرمتها في الحروب الإسلامية، هذه الممارسات التي تحصل هي فعل وردّ فعل؛ وعدوان ومواجهة العدوان، يحصل فيه تجاوز للحدود، لكن الدين كدين لا يقبل بالعدوان على الأبرياء ولا بالعدوان على المدنيين.
شذى عمر: شيخ حسن انطلاقا من الحوار الذي يحصل الآن هناك حوار بين يهود ومسلمين ومسيحيين هل برأيك أساسي عند اليهود تحديداً أن يُعترف بإسرائيل حتى يكون هناك أواصر حوار أكبر وهل تستطيعون ذلك؟
الشيخ حسن الصفار: أنا اعتقد أن توجّه المؤتمر وأساساً مهمة العلماء والقيادات الدينية في الأديان والمذاهب مهمتها التأكيد على القيم الروحية والأخلاقية المشتركة، والتأكيد على التعاون بين أبناء البشر، أما بحث القضايا السياسية، أو حتى القضايا الدينية الجدلية التي هي مورد اختلاف، فهذه ليست من مهمة المؤتمر، وكما قلت في بداية حديثي لا ينبغي أن تشتغل بها القيادات الدينية عن الأمر الأهم الذي هو من وظيفتها، ومن صلب وظيفتها، الصراع الموجود في الشرق الأوسط يبحث الآن في الأمم المتحدة، وهناك مبادرة عربية، خادم الحرمين الشريفين الذي دعا إلى حوار الأديان هو قبل ذلك تبنى المبادرة العربية في قمة بيروت والمبادرة العربية مطروحة، ونحن نأمل أن تنتهي المشكلة في الشرق الأوسط، وأن يكون هناك اتفاق بين الفلسطينيين وبين الإسرائيليين، ويكون هناك حل لهذه المشكلة، هذا ما ننتظره وما تنتظره كل شعوب المنطقة، ولكن نحن كجهات دينية لسنا أصحاب الكلمة الفصل في هذا المجال، ولا ينبغي أن تقحم العلاقات الدينية بيننا كمسلمين ويهود ومسيحيين لا ينبغي أن تقحم فيها القضايا السياسية، بأن نعلق حسن علاقتنا على معالجة مشكلة سياسية معينة، ولو كان ذلك صحيحا لحق لي أنا الإنسان المسلم العربي وما استشعره من معاناة الفلسطينيين أن أقول إنني ارفض حسن العلاقة مع اليهود بسبب هذه المشكلة، لكن نحن ليس هذا منحانا، نحن نفرق بين الوضع السياسي والقضايا السياسية وبين الوضع الديني، نحن نحب أن تكون لنا علاقة مع اليهود كأتباع لديانة إلهية سماوية، وقرآننا يعتبرهم أهل كتاب، وقرآننا يوصينا بأن لا نتخاطب معهم إلا بأفضل أسلوب للخطاب ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (العنكبوت: من الآية46) أما الموضوع السياسي، الخلافات الموجودة، والصراع الموجود في الشرق الأوسط، فهذا له بحث آخر، ينبغي أن يبحث، وينبغي أن تحكم القرارات الدولية والمبادرة العربية الموضوعة للسلام في الشرق الأوسط، ونأمل أن نصل إلى نتيجة وأن تصل شعوب المنطقة إلى السلام.
شذى عمر: يقول أنه كما هو أنه يعترف بالمملكة العربية السعودية وبأهمية مكة والمدينة بالنسبة للإسلام والمملكة العربية السعودية وجود إسرائيل بحد ذاته هو موضوع ديني وليس موضوعاً سياسياً بالنسبة إليه بامتياز. ما هو ردك؟
الشيخ حسن الصفار: نختلف معه في هذه الفكرة المملكة العربية السعودية كدولة قائمة وموجودة، وليس هناك اختلاف أو نزاع حول شرعيتها وحول وجودها، كما هو الحال في كثير من الدول، أما في الموضوع المرتبط بإسرائيل فهناك مشكلة قائمة في الشرق الأوسط، وهذه المشكلة تبحث الآن، أنا اختلف مع الحاخام في رأيه، وأرى أن اليهود في مختلف أنحاء العالم ينبغي أن يفتحوا علاقاتهم مع المسلمين على أساس إنساني، وعلى أساس ديني، وأن يقبل اليهود بتحكيم القرارات الدولية وتحكيم القيم الأساسية المشتركة فيما يرتبط بهذا الصراع، وما تبت فيه القرارات الدولية، وما تبت فيه القيم المشتركة بيننا جميعا سنقبل به.
****
تعليقي أن الديانة اليهودية ديانة عريقة وقديمة، وحينما نتحدث عن الديانات الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية، فمن الناحية التاريخية الديانة اليهودية هي الأقدم، وموضوع الدولة العبرية هي حدث جديد في هذا القرن، بينما الديانة اليهودية ديانة سابقة منذ قرون طويلة، وبالتالي لا يصح أبداً أن تعتبر هذه القضية وكأنها قضية مفصلية لدين قد سبق وجودها لقرون طويلة، إضافة إلى ذلك هناك يهود لا يعترفون أيضاً بالدولة العبرية، هناك يهود وموجودون في أمريكا، وهناك مؤسسة تنطق باسمهم، هم محتجون غير موافقين على قيام دولة إسرائيل، فهل يخرجهم من اليهودية لا يعتبرهم يهوداً؟ كما أؤكد على أننا في هذا المؤتمر أفق الكلام حول القيم الإنسانية المشتركة، ومجيئه إلى هذا المؤتمر الذي أقامته المملكة العربية السعودية ودعا له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، المملكة العربية السعودية لا تعترف بدولة إسرائيل، فإذن وضعه كشرط هذا يتنافى حتى مع تفضله بالحضور هو إلى هذا المؤتمر، فلا يصح أبداً أن نخلط القضايا بهذا الشكل ليسمح لنا أن نختلف معه في الرأي.
*****
شذى عمر: شيخ حسن يعني ختام الحلقة تعليق أخير؟
الشيخ حسن الصفار: أنا فخور جدا بهذه المبادرة، واسمحوا لي أن أقول أن هذه المبادرة تنطلق من بلدي، من المملكة العربية السعودية، هذا البلد الذي حصلت ظروف وملابسات أوجدت نوعاً من التشويه لصورة هذا البلد، للدين الذي يتحمل هذا البلد المسؤولية الأساسية فيه وهو الإسلام، شوهت سمعة الإسلام، وشوهت سمعة المملكة على أساس أنها تدعم الإرهاب، وأنها ترعى الإرهاب، بسبب وجود بعض الناس من المنتمين إلى هذا البلد أو إلى هذا الدين مع الأسف الشديد مارسوا أعمالاً إرهابية تدينها المملكة، ويتبرأ منها شعب المملكة وحكومة المملكة وأبناء المملكة، أنا فخور بأن هذه المبادرة تبرز الصورة الحقيقية لديننا ولوطننا، وأنا اشعر بسعادة كبيرة حينما انظر حولي في قاعة المؤتمر فأرى ممثلين لمختلف الديانات ولمختلف المذاهب ولمختلف التوجهات، يجلسون مع بعض، ويأكلون مع بعض، ويتناقشون حول القيم المشتركة، أنا أرجو أن يكون هذا فاتحة عهد جديد للبشرية وللإنسانية، بحيث ينفتح الإنسان على أخيه الإنسان، ويكون هناك تجاوز للحواجز، ووضع حدٍ لتوظيف الدين في الصراعات والخلافات، فضيلة الشيخ بن بيّة وهو أستاذنا وشيخنا قال الاستنجاد بالدين هناك من يوظف الدين في صراعاته، وهذا ليس فقط بين الأديان، حتى بين المذاهب، نحن سمعنا عن الخلافات التي تحصل والصراعات التي حصلت في العراق وتحصل في لبنان هناك من حاول أن يوظف الحالة المذهبية فيها، بينما هي في حقيقتها صراعات سياسية، نحن نأمل لهذا المؤتمر النجاح والتوفيق إنشاء الله.