تقديم كتاب «الكساء في معارف الأمة الإسلامية»
الكتاب: الكساء في معارف الأمة الإسلامية
المؤلف: عبد القادر الشيخ علي أبو المكارم
ط1 الكويت 1397هـ، ط2 دار العلوم – بيروت – 1428هـ
الحمد للَّه وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين المعصومين.
وبعد:
يعجبني في مؤلف الكتاب أمران:
اهتمامه بالثقافة والمعرفة، فهو يجالس العلماء ويكثر زيارة الأدباء والخطباء، ويراسل الجمعيات الثقافية الإسلامية، ويقتني الكتب الثقافية بمختلف ألوانها وأشكالها حتى كون له مكتبة جيدة، يقضي بين زواياها فراغه، ويشبع من حدائقها نهمه للمعرفة والأدب.
وحبذا لو أن كل أبناء مجتمعنا يمتلكون مثل هذا الاهتمام إذاً لسادت الثقافة، وانتشر الوعي، وقضي على الفراغ الذي يسبب الانحراف والقيل والقال.
وفي المجتمعات المتقدمة تعتبر المكتبة ضرورة من ضرورات المنزل، وجزء مهم من أثاث البيت، فكما يوفر الرجل في بيته الثلاجة والغسالة والمكيف، يوفر أيضاً مكتبةً ومكاناً للمطالعة لأفراد العائلة.
ونحن المسلمين -واللَّه- أولى من جميع الأمم والمجتمعات بالاهتمام بالثقافة والمعرفة وبتوفير وسائلها، أليس قرآننا الحكيم يقول: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ (سورة ط، آية 114) ونبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (( اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد )).
وعن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (( تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة )).
والأمر الثاني: رغبته في أن يقدم خدمة ما في حقل الثقافة الدينية والمعرفة الإسلامية.
وكأنه لم يرض لنفسه أن يأخذ فقط، بل يريد أن ينتج ويعطي، بقدر استيعابه وكفاءته فيكون بذلك مساهماً في ترويج ثقافة الإسلام ومعارفه، بالإضافة إلى بقاء اسمه وخلود ذكره واستمرار الثواب له من اللَّه سبحانه وتعالى.
وهذا طموح جميل ومفيد لو توفر عند كل فرد من أفراد مجتمعنا، وطالب كل نفسه أن لا يعيش طوال حياته في حالة أخذ بل يجب أن ينتج ويعطي عطاءً مفيداً وخالداً في الحياة.
أقول: لو توفر هذا الشعور ثم تجسد عملاً ونشاطاً من كل فرد وحسب طاقاته ومستواه لقطعت حركتنا الثقافية شوطاً كبيراً، ولأصبح النشاط الاجتماعي في مستوى متقدم.
وهذا الكتاب الذي يتحرك على أناملك -أيها القارئ الكريم- هو ثمرة هاتين الميزتين اللتين توفرتا في المؤلف الفاضل، فاقتناؤه للكتب ودأبه على المطالعة وفرا له مصادر الموضوع وحلقاته، ورغبته في العطاء أنتجت هذا الكتاب الجميل.
وأتمنى أن يكون الأخ المؤلف قدوة للآخرين في هذا المجال.
فمزيداً من المطالعة والدراسة..
ومزيداً من الكتابة والتأليف -يا أبا عدنان- وفقك اللَّه وأكثر من أمثالك.
حسن موسى الصفار
القطيف 16/ 7/ 1397هـ