تقديم كتاب الليل والنهار
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين.
منح الله تعالى الإنسان عقلاً قادراً على التفكير والنظر ليتأمل به في أرجاء هذا الكون الرحيب، وليدرك أنظمته وسننه، ويكتشف أسراره العميقة، ويستثمر خيراته الوفيرة.
ومن إمكانات هذه الطاقة العقلية الهائلة القدرة على البيان، والتعبير عن الرأي والشعور، وهي نعمة عظيمة يمتن الله تعالى بها على الإنسان، حيث يقول تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ * خَلَقَ الإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾.
وهي ميزة فريدة لبني البشر يستطيع الإنسان بها أن يتبادل الأفكار والمعارف والمعلومات بين أفراده، وأن يتناقلها عبر أجياله مدى التاريخ.
وبها يفصح عن أحاسيسه ومشاعره وخلجات نفسه ليتفاعل مع الآخرين مؤثراً ومتأثراً.
لكن قدرة البيان والتعبير يتفاوت مستواها عند أبناء البشر بحسب ممارستهم لها، وتفعيلهم إياها، وإمدادها بعوامل النمو والتطوير.
إن أكثرية الناس لا يلتفتون إلى هذه القدرة الرهيبة في ذواتهم، ويتركونها معطلة، لا يستفيدون منها إلا بمقدار ضئيل.
وقسم آخر يستثير هذه الطاقة ويحركها فيأخذ ويعطي في عالم المعرفة والفن والأدب. وهم الذين يثرون عالم البشرية بإنتاجهم العلمي والأدبي على اختلاف المستويات والمراتب.
إن التفات الإنسان إلى هذه الموهبة، وتوجهه إلى تفعيلها واستخدامها هو الخطوة الأساس في الطريق إلى ميدان العطاء والإنتاج المعرفي.
من هذا المنطلق أقدر للأخ الكريم الأستاذ حسن علي آل طالب حرصه على المشاركة والإسهام الأدبي لنشر المعرفة في وسط الجمهور.
إنه يعتصر ذهنه، ويسرّح بريد خياله، ويركز مشاعره، ويرصف انطباعاته، ليقدم نتاجاً معرفياً بلغة جماهيرية شعبية واضحة.
لقد اطلعت على بعض كتاباته المطبوعة كما اطلعت على كتابين جديدين يعتزم تقديمهما للطبع والنشر هما: حوارية (الليل والنهار)، وحوارية (الحسناء والتاريخ)، فاستمتعت برقة التعبير، وحسن الأداء، وتبسيط الأفكار والمعارف ليتناولها الجميع.
فللأخ الكريم كل الشكر والتقدير على جهوده الطيبة، متمنياً له المزيد من التقدم والعطاء، والحمد لله رب العالمين.
حسن الصفار
7 شعبان 1425هـ