تقديم لديوان «الغروب»

الكتاب: ديوان (الغروب)
المؤلف: الشاعر الأديب عبد اللَّه جعفر آل إبراهيم

الحمد للَّه رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين.

لكل إنسان في هذه الحياة مشاعره وآراؤه. والغالبية العظمى من الناس تبقى مشاعرهم وآراؤهم سجينة محبوسة في صدورهم وعقولهم. والقليل النادر هو من يعرب عما يجيش في نفسه من مشاعر ويدور في فكره من آراء.

والجهر بالرأي وإعلان المشاعر والأحاسيس أمر مفيد ومهم للإنسان كفرد وكمجتمع، حيث أن التعبير عن الرأي والشعور يوفر للإنسان حيوية إنتاج الرأي ونمو المشاعر. وهذا أمر ملحوظ فيمن يبدى آراءه تتجدد لديه الأفكار بينما تكون الحركة الفكرية بطيئة ضعيفة عند من يعاني من الكبت والانغلاق.

وحينما يعبر الإنسان عن آرائه ومشاعره يتعمق عنده الإحساس بالكرامة وتزداد ثقته في نفسه لأنه يمارس شأنا من شؤون إنسانيته المتميزة. أما على صعيد المجتمع فإن طرح الآراء والأفكار ينتج تداول المعرفة وتدويرها، ويساعد على بلورة الأفكار وتنضيجها. وبهذا تمتاز المجتمعات المتقدمة.

والسؤال الآن هو لماذا يكون الإعراب عن الرأي والشعور حالة نادرة وقليلة في أبناء المجتمع؟ والجواب أن ذلك يرتبط بالأمور التالية:

أولاً: نمو المواهب والقدرات المساعدة على التعبير عن الرأي كموهبة الخطابة والكتابة والأدب.

ثانياً: الثقة بالنفس فكثيرون من الناس لا يجدون في أنفسهم شأنية طرح الرأي، بل قد تجد بعض ذوي المواهب والكفاءات يكتبون آراءهم ويجمدون كفاءاتهم لضعف ثقتهم بأنفسهم.

ثالثاً: توفر الأجواء المناسبة والمشجعة، فبعض الظروف الاجتماعية تكبت طاقات الإنسان وتجمد قدراته حينما يتعذر عليه التعبير عن آرائه ومشاعره. وإذا ما رأينا في المجتمع من يبدى آراءه ويظهر مشاعره للرأي العام فذلك يعنى تجاوزه لتلك الأمور السابقة بامتلاكه الثقة بنفسه، وتسلحه بالموهبة والكفاءة، وشجاعته في تحدي الظروف المثبطة.

من هنا يأتي إعجابي وتقديري لشخصية الأخ العزيز الفاضل أبى فؤاد حفظه اللَّه والذي أرى فيه مثالا للطيب والنبل والخلق الكريم. فقد حباه اللَّه تعالى موهبة أدبية نماها وطورها بإخلاصه واجتهاده، وسخر تلك الموهبة لخدمة قضايا المجتمع، حيث يشارك في مختلف المناسبات الدينية والاجتماعية بجرأة وإقدام. وهو اليوم يقدم للمجتمع باقة عطرة من إنتاجه الأدبي تفيض سطورها بالولاء للعقيدة والمحبة للناس فجزاه اللَّه خير الجزاء ووفقه للمزيد من العطاء والإنتاج وكثر في المجتمع من أمثاله.

حسن الصفار          
5 شعبان 1415هـ - القطيف