تقديم كتاب «الشرف الرفيع في الصلاة على الشفيع»
الكتاب: الشرف الرفيع في الصلاة على الشفيع
المؤلف: الحاج عبدالقادر علي أبو المكارم
و أديب عبدالقادر أبو المكارم
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الحمد للَّه رب العالمين وصلى اللَّه على رسوله الأمين محمد وآله الطاهرين
إن من أجلّ وأهم نعم اللَّه تعالى على الإنسان المؤمن أن يرزقه ولداً صالحاً يكون قرة عين له في حياته واستمراراً لعمله الصالح وذكره الطيب بعد وفاته لذلك ورد في الحديث عن رسول اللَّه : (( من سعادة الرجل الولد الصالح )) [1] .
وجاء في حديث آخر عنه : (( الولد الصالح ريحانة من ريحان الجنة )) [2] .
كما روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق قوله: (( ميراث اللَّه من عبده المؤمن الولد الصالح يستغفر له )) [3] .
ومن يحظى بهذه النعمة يعيش السرور والارتياح في أعماق نفسه، ويكون محاطاً بالاحترام والتقدير في حياته الاجتماعية، إضافة إلى الرصيد الكبير من الحسنات والأجر بثواب اللَّه ورضوانه.
وقد حبا اللَّه الأخ العزيز والصديق القديم الكريم الحاج عبد القادر نجل المرحوم الحجة الشيخ علي أبو المكارم بهذه النعمة الكبيرة فللّه الحمد والشكر حيث أقر عينه بأولاد صـالحين يتبارون في ميادين الأدب ويتسابقون في ساحة الخير والمجد أبقاه اللَّه تعالى لهم وحفظهم له عوناً وذخراً.
إن إخلاص أبي عدنان وطيب قلبه من جهة، وحسن تربيته من جهة أخرى أنتجا هذه الثمرة الطيبة.
ومن أساليب أبي عدنان في حسن التربية والأدب إشراكه لأبنائه في اهتماماته المعرفية والاجتماعية، وقد كنت ألحظ منه هذا التوجه الجميل من بداية معرفتي به وعلاقتي الإيمانية معه فهو يصطحب أبناءه في زياراته وخاصة للعلماء والخطباء والأدباء، ويوثق علاقة أبنائه بمعارفه وأصدقائه، ويحرص على حضور أبنائه عندما يزوره أي شخص له مكانة عنده، ويتداول مع أبنائه الآراء والأخبار والانطباعات في المجال الديني والاجتماعي.
كما زرع في نفوس أبنائه حب الكتاب ومن وقت مبكر في حياتهم حيث كان حريصاً على اقتناء الكتب الإسلامية والأدبية مع شحتها وقلة توفرها في الفترات الماضية ومع محدودية إمكانياته المادية، فنشأ أبناؤه في رحاب الكتب والمعرفة، يساعدون أباهم في تنظيم مكتبته وفهرستها، ويشاطرونه مطالعتها وقراءتها.
وفي خطوة لاحقة وحينما اهتم أبو عدنان بالكتابة والتأليف أشرك أبناءه معه في هذا الاهتمام، في تبييض مسودات كتاباته وتنضيدها بالآلة الكاتبة والكمبيوتر والبحث عن المصادر المناسبة والمساعدة في جمع المادة الأدبية المطلوبة كما هو الحال في مشروعه الأدبي الكبير حول المدائح النبوية والذي أنجز منه أكثر من عشرة مجلدات.
هذه الأجواء التربوية الثقافية ومع روح الإخلاص وسلامة النية والقلب أثمرت لأبي عدنان هذه الثمار الطيبة وسُعد بأولاد صالحين مؤدبين تفجرت مواهبهم الأدبية وكفاءاتهم الثقافية، زادهم اللَّه صلاحاً وتوفيقا وكثّر في أبناء المجتمع أمثالهم.
والكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم يشكل نموذجاً لطريقة أبي عدنان في التعامل مع أبنائه ونتاجاً لتربيته الصالحة حيث اشترك الوالد مع ولده في إعداد وتأليف هذا الكتاب الممتع المفيد المختص بالصلاة على نبي هذه الأمة وشفيعها الحبيب المصطفى محمد .
والكتاب كنز من كنوز الولاء ونبع من ينابيع المودة فيه إحاطة جيدة للموضوع واستقصاء شامل لأطرافه، وكل صفحة من صفحاته تطفح بالمحبة والتقديس، وتؤكد الارتباط والانشداد بين الإنسان المسلم ونبيه المنقذ الأعظم .
أبارك لأبي عدنان ولولده أديب إنتاجهما الجديد الرائع وأسأل اللَّه لهما المزيد من الأجر والثواب، والاستمرار في العطاء وخدمة المبدأ والفكر، وأرجو أن ينفع اللَّه بكتابهما ويكتبه في دفتر حسناتهما. وأن يجعلنا اللَّه جميعاً من المشمولين ببركات الصلاة على النبي وآله والفائزين بشفاعتهم يوم القيامة أنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين. والحمد للَّه رب العالمين.
حسن الصفار
14/12/1419هـ