الشيخ الصفار: بدأ عصر الغيبة بدور قيادي للمرأة
شارك سماحة الشيخ حسن الصفار في الحفل النسائي الذي أقامته حسينية الأطهار في حي الرابعة بمحافظة القطيف، بمناسبة مولد الإمام المهدي مساء يوم الخميس 20/8/1429هـ حيث تحدث لهن عبر الشاشة التلفزيونية.
وقد تحدث سماحته عن الأدوار التي ينبغي للمرأة أن تمارسها لتكون حاملة للرسالة كما كانت النساء المسلمات في العصر الإسلامي الأول مستشهدا بالسيد خديجة والسيدة زينب وباقي نساء البيت الطاهر.
وقد بدأ سماحة الشيخ كلمته بسؤال: أيتها الأخوات هل تعلمن أن عصر الغيبة قد بدأ بدور قيادي للمرأة؟
وأجاب سماحته: هذا الدور هو الذي نفهمه من الرواية التي يرويها الشيخ الصدوق عن أحمد بن إبراهيم، قال: دخلت على حكيمة بنت محمد بن علي الرضا أخت أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام في سنة اثنتين ومئتين، فكلمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها فسمت لي من تأتم بهم، ثم قالت: والحجة بن الحسن ، فسمت إلى أن قال: فقلت لها: أين الولد؟ يعني الحجة قالت: مستور، فقلت: إلى من تفزع الشيعة؟ فقالت إلى الجدة أم أبي محمد عليه السلام، فقلت لها اقتدي بمن وصيته إلى امرأة؟ قالت: اقتداء بالحسين بن علي، والحسين بن علي عليه السلام أوصى إلى أخته زينب بنت علي عليهما السلام، في الظاهر، وكان ما يخرج عن علي بن الحسين عليه السلام من علم ينسب إلى زينب ستراً على علي بن الحسين عليه السلام.
من هذه الرواية وبالخصوص هذا المقطع (إلى من تفزع الشيعة؟ فقالت إلى الجدة أم أبي محمد) نفهم أن الإمام أرجع الشيعة إلى (الجدة)، كل الشيعة وليس النساء فقط!!
وقال سماحته: نحن إذ نحتفي بذكرى الميلاد يجب أن نستحضر أن مع بداية الغيبة بدأ دور خاص للمرأة، يحملها المسئولية، ويطالبها بالقيام بدور قيادي.
وقال: إن دوركن في الصميم من الدين وأمور المجتمع، ومخطئ من يقول أن دوركن هامشي، إنه في صميم جوهر الدين، فالدين الإسلامي بدأ بدعم رئيس ولا محدود من امرأة، هي أم المؤمنين السيدة خديجة ، إذ لم يقف احد مع الإسلام في بدايته كما وقفت خديجة ، وقد ورد أن الإسلام قام على مال خديجة، والمال جزء أساس في العمل وليس كل ما بذلته خديجة فقد أعطت الدعم بالعقل والمال وبذلت الدعم المعنوي في خدمة رسول الله والدين الجديد.
وأضاف سماحته: كما أن أهم قضية تاريخية وأعظم ثورة شكلت منعطفا تاريخيا واجتماعيا في حياة الأمة صنعها اثنان الإمام الحسين وأخته السيد زينب، مع أن المعانات التي عانتها السيدة زينب أكثر وأكبر، فقد بدأت معاناتها مع الإمام الحسين واستمرت المعاناة بعد استشهاده ، فتحملت الأسر بكل ما فيه من قسوة وجهد.
وأوضح سماحة الشيخ الصفار أن الدور المطلوب من المرأة في المجال الديني والاجتماعي وخاصة في هذه الظروف وهذه التحديات تنقسم إلى دورين، مؤكدا أن الدور الأول ينطلق من موقعها كأم تتحمل مسئولية كبيرة في تربية النشء على القيم والانتصار لها، مستشهدا بقول الإمام الحسين : (وحجور طابت وطهرت)، فالقلق يتملك قلوب المخلصين على مستقبل القيم لما يرى من جرائم وانحرافات بدأت تشيع في المجتمع الذي كان يوصف بأنه متمسك ومحافظ، ولا أحد يستطيع الانتصار للقيم مثل المرأة لأنها المسئولة عن التنشئة والتربية.
ورفض سماحته أن تنشغل المرأة عن هذا الدور المقدس والمهمة الأولى والأرقى في صناعة الإنسان بأمور هامشية كمتابعة المسلسلات والموضات، وأن تتلخص شخصيتها في ذلك.
أما عن الدور الثاني فقال سماحته: إن مجتمعنا يعاني من حالات فقر ومشاكل صحية واجتماعية، كما يعاني من اضطرابات أسرية، لذا يجب على المرأة في مجتمعنا أن تتحمل هم المجتمع، فنحن في حاجة إلى نساء تتصدى لتلك المهام.
وختم سماحة الشيخ كلمته بالطلب من الأخوات الكريمات أن يتحملن المسئولية وأن يتصدين لحاجات المجتمع بالجهد الفكري والمالي.