الصفار يستنكر على القرضاوي تصريحاته الجارحة ضد الشيعة وانحداره إلى «المستنقع القذر»
ويشيد بأعتذار «الرياض» وبموقفها الواعي
أبدى رجل الدين البارز الشيخ حسن الصفّار انزعاجه الكبير من دعوات بث الأحقاد والضغائن بين المسلمين واستغرابه الشديد من انحدار بعض رجال الدين المعروفين لهذا "المستنقع القذر".
ووجه الصفار اعتراضه على ما صدر مؤخراً من تصريحات متشنجة للداعية المصري "قطري الجنسية" يوسف القرضاوي تجاه الشيعة والذي حمل فيه على الشيعة متهماً إياهم بغزو البلدان السنية.
مؤكداً أن تلك التصريحات "تزرع الانطباعات السلبية بين المسلمين مما يُنتج عنها الحقد والعداوة فيما بينهم".
وقال الصفار في حين كان مؤملاً من العلماء أن يكون لهم دورٌ في تأليف قلوب المسلمين، والدفع باتجاه الوحدة والتعايش. إلا أن البعض الذين تأخذهم العزّة بالإثم، فيُصرّوا بجهلهم على مواقفهم التي اتخذوها بحقدهم.
وحول ذات الموضوع أشار الصفار في كلمته التي القاها في خطبة صلاة الجمعة بالقطيف إلى الأسباب التي تدعو الإنسان للحقد على أخيه المسلم أهمها تضارب المصالح، والانطباعات السلبية.
وأضاف إننا في الوقت الذي نشيد بمواقف العلماء ودورهم في إنهاض الأمة، ومن بينهم الشيخ القرضاوي، لكننا نستغرب كثيراً من صدور تلك التصريحات الجارحة التي يقول فيها بأن أكثر الشيعة يقولون بتحريف القرآن، مما يعني زرع الانطباعات السلبية في نفوس المسلمين تجاه بعضهم البعض، ومؤداه الأخير هو الحقد الذي سيلوّث القلوب.
وأكد الصفّار عدم رغبته في الدخول في سجال عقيم، لكنه في الوقت ذاته يدعو القرضاوي إلى أن يُصحح هذا الانطباع السلبي الذي أعلنه، وأن ينظر بعين العقل، فهؤلاء مراجع الشيعة وعلماؤهم في كل مكان، فهل يدلنا القرضاوي على واحد منهم يقول بتحريف القرآن..
وقال الصفار نأمل من الشيخ القرضاوي أن يُعيد النظر فيما صدر منه، وأن لا يكون مصرّا على ما قاله.
وأكد أن شهر رمضان فرصة للتقرب إلى الله تعالى وإزالة هذه الشوائب من النفوس. ودعا لاستثمار هذه الفرصة العظيمة فالله تعالى يشمل جميع المسلمين برحمته وعفوه في هذا الشهر الفضيل إلا من كان في قلبه حقدٌ على أخيه المسلم.
وفي هذا الصدد أثنى الشيخ الصفار على صحيفة الرياض التي اعتذرت عن نشر تلك التصريحات وحذفتها من طبعاتها التالية، ونشرت اعتذاراً وتنويهاً في صفحتها الأولى في اليوم التالي وقال بأن "الاعتراف بالخطأ فضيلة" واننا نقدر لرئاسة تحرير جريدة الرياض هذا الموقف الواعي والحرص على الوحدة الوطنية والإسلامية.
واختتم الخطبة بالتأكيد على ما بدأ به من ضرورة تصفية النفوس من الأحقاد، ففي ذلك راحة للقلب وهو ليس من طباع الأخيار.