الشيخ الصفار: ينبغي لمجتمعاتنا المراهنة على ذاتها وليس ترقّب التغيير من الخارج
المراهنة على تغير السياسة الأمريكية في المنطقة أوهام واحلام لا واقع عمليّا لها.
على خلفية فوز «باراك أوباما» قال الشيخ حسن الصفّار أن من المعيب على مجتمعاتنا ترقّب التغيير من الخارج وانتظار من يخلّصها من مشكلاتها عوضا عن المراهنة على نفسها وقدراتها الذاتية.
ودعا القادة والنشطاء السيساسيين في العالم العربي والاسلامي للاستفادة من حدث الانتخابات الامريكية في تعزيز قيمتَي العدالة الاجتماعية والمواطنة للرقي بالحالة الإنسانية وإلغاء كافّة أنواع التمييز.
وحث في خطبة الجمعة بمدينة القطيف صناع القرار في العالم العربي على إتاحة الفرص المتكافئة للمواطنين لخلق إنذماج إجتماعي حقيقي ودمج سياسي فاعل.
مضيفا أن ذلك من شأنه المساهمة في تقدّم هذه المجتمعات وتطوّرها الحضاري مستفيدين من التجربة الأمريكية على هذا الصعيد.
وامتدح الصفار تجربة الافارقة السود في الولايات المتّحدة الأمريكية بالقول"أن أميركا كانت تعيش تمييزا عنصريا حادّا ضدّ طبقة الأفارقة السود بموجب القانون الرسمي ولكنّ السود استطاعوا ان يفرزوا قيادات سياسية سعوا من أجل تغيير المعادلة".
واضاف لقد تلقت الرموز السياسية المكافحة للتمييز الدعم الاجتماعي والجماهيري الواسع عبر تقيدم الكثير من التضحيات والجهود من خلال المظاهرات والاعتصامات والإضرابات وشتّى أنواع التعبير المتاح.
وتابع بأن الناس عبروا عن رفضهم المطلق لما يعانونه من ظلم واضطهاد بسبب التفرقة العنصرية ما مكنهم من نيل كافة حقوقهم وبشكل قانوني ايضا.
واعتبر مظاهر التعصّب والعنصرية التي تمارسها مجموعات محدودة في المجتمع الأمريكي بأنها "حالات فردية ونشاز" ضمن الحالة الإنسانية العامّة في أمريكا التي ترفض أي شكل من أشكال التمييز والفرز العنصري.
وحول حال الفرِح التي انتابت بعض السياسين في المنطقة بفوز السيناتور أوباما أملا في تغير السياسة الأمريكية المقبلة ازاء قضايا منطقة الشرق الأوسط قال الصفار "ان هذه الأماني مجرّد أوهام واحلام لا واقع عمليّا لها".
معللا بأن السياسة الأمريكية لا تحدّدها إرادة شخص الرئيس بقدر ما هي محكومة بالمؤسسات السياسية والشركات المالية وإمبراطوريات الإعلام في الولايات المتّحدة.
ووصف الصفار حكومة بوش بالحكومة الاستعلائية لأنها غلّبت منطق الغاب على صوت العدل والحكمة على حد تعبيره.
واعتبر فوز اوباما بمثابة تجربة أنموذجية لكثير من المجتمعات الإنسانية وعبّرت عن رسالة واضحة ضدّ أي شكل من أشكال التمييز سواء العرقي أو المذهبي أو المناطقي.
مضيفا بأن ذلك أثبت للعالم أجمع بأن المسيرة الإنسانية اليوم ترفض أي نوعٍ من أنواع التخلّف الاجتماعي فيما يخصّ أشكال التمييز والفرز بين أبناء البشر.
واستطرد الصفار بالقول ان ما شهدناه في هذه الانتخابات يجعلنا نركّز على ثلاث قيم أساسية مهمّة يجب أن تسود مجتمعاتنا وهي تعزيز قيمة المواطنة بين أبناء الدولة والوطن الواحد ورفض ما يقابلها من سياسات التمييز بين المواطنين على حساب اللُّحمة الوطنية الجامعة وتعزيز حالة تكافؤ الفرص للجميع.
واستنكر الصفار كل سياسات التمييز المذهبي والمناطقي التي تمارس في بعض البلدان العربية والاسلامية داعيا إلى تجاوزها كما تجاوزتها العديد من المجتمعات.
منوها بأهمية تعزيز قيمة العدالة الاجتماعية في المجتمع هي التي تنمي شعور الاحساس المساواة أمام القانون وتمتص أي شعور فيه بالظلم أو الغربة في الوطن كما تعزز حالة الانتماء الحقيقي في نفوس المواطنين.