تقديم كتاب «ما يريده الشباب: الطعم والبديل»
الكتاب: ما يريده الشباب؛ الطعم والبديل
المؤلف: عبد المحسن علي أبو عبد اللَّه
سنة الطبع: 1420هـ
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطاهرين وصحبه الطيبين.
يواجه شبابنا في هذا العصر تحديات خطيرة على صعيد تكوين شخصياتهم وتشكيل أفكارهم وسلوكهم.
فهم ليسوا متروكين لفطرتهم وعقولهم ليتبينوا عبرها الرشد من الغي.
وآباؤهم يعيشون صدمة التغيّر والتطور الهائل الذي أصاب حياتهم، فأفقدهم القدرة على استيعاب مستجدات العصر إلى جانب الحفاظ على القيم والمبادئ.
والجهات الدينية لا تمتلك وسائل الجذب والاستقطاب، كما لا تنطلق من واقع منظم قائم على البرمجة والتخطيط في الأعم الأغلب.
أما الأجواء المحيطة بالشباب فإنها تمتلئ بأساليب الإغراء والإغواء، فهناك فضاء مفتوح يهيمن عليه إعلام الشهوات والرغبات، وثقافة مادية كالسيل الجارف تريد إذابة كل الشعوب في بوتقة الحضارة الغربية تحت شعار العولمة.
وظروف الحياة التي تزداد قساوة وصعوبة في مجالات التعليم والعمل وسائر مستلزمات المعيشة تجعل الشباب في قلق واضطراب على مستقبل وإمكانيات بناء حياته.
إنهم في حاجة ماسة إلى من يقف معهم، يتفهم ظروفهم، ويدرك حجم التحديات التي تواجههم، ويمدّ لهم يد العون ليتجاوزوا مخاطر هذه المرحلة الحساسة الحرجة من أعمارهم.
إنّ بعض الشباب ينهارون أمام هذه الأزمات وبعضهم يتساقطون على طريق التحدي.
وبعضهم يتخبط في سيره، ويتعثر في مشيه.
ونتيجة لذلك تسود مجتمع الشباب ظواهر غير مريحة، وتصدر من بعضهم ممارسات ليست لائقة، تستدعي انزعاج الآباء وغضب المتدينين..
لكن هذا الانزعاج أو الغضب لا يحل المشكلة بل قد يزيدها تعقيداً ويعمق الهوة بين الأجيال، وينفر الشباب من الدين.
والمطلوب هو فهم أعمق لواقع الشباب ومشكلاتهم ومن ثم مساعدتهم على تلمس الحلول، واكتشاف سبل الإنقاذ والخلاص.
وعلينا جميعاً أن نهتم بمناقشة هذا الأمر والتفكير فيه وتقديم المقترحات ووضع البرامج.
وقد سررت بمحاولة الأخ الفاضل الأستاذ الحاج عبدالمحسن أبو عبداللَّه للإسهام في هذا الشأن، حيث تناول بعض هموم شبابنا المعاصر وما يتعرض له من مكائد للتضليل والإغواء، وسعى في تقديم ما يراه مناسباً من المقترحات والبرامج.
إن اهتمام الأخ الأستاذ عبدالمحسن بقضايا مجتمعه لَيَكْشِفُ عن وعي بمسؤوليته الدينية والاجتماعية، كما يدل بحثه الجميل على متابعته الفكرية والثقافية.
أسأل اللَّه أن يوفقه للمزيد من العطاء في خدمة الدين والمجتمع.
وأرجو أن يكون قدوة لسائر الإخوة المؤمنين الواعين في أن يتحملوا مسؤولياتهم، ويشاركوا في معالجة قضايا الدين والوطن عن طريق الكلمة الطيبة والعلم الصالح..
وفّق اللَّه الجميع لما يحب ويرضى إنه ولي التوفيق..
حسن الصفار
9/ 8/ 1420هـ
17/ 11/ 1999م