تقديم ديوان «رعشة الحروف الثملة»
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
الحمد للَّه رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين.
ما هي اهتمامات شبابنا اليافعين وفي أي عالم يعيشون؟
تتمزق ألماً حين تجد نسبة كبيرة من هؤلاء الشباب وهم في ربيع العمر، وأوج القوة والنشاط، وفترة البناء والتأهيل، واكتساب المعرفة والخبرة، لكنهم يهدرون طاقة شبابهم التي لا تعوّض، ويضيعون أثمن فرصة تتيحها لهم الحياة، يتعاملون مع ساعات شبابهم الغض وكأنها فضلة من الوقت، وفراغ من الزمن، يبحثون لها عن ملاهٍ وتفاهات يبددون فيها رصيد حيويتهم، وغالي ساعات حياتهم.
ترى كيف يقبلون لأنفسهم أن ينشغلوا باللهو واللعب ويعيشون على هامش الحياة؟
مع أن بإمكان أي واحد منهم أن يصبح رقماً صعباً، وعنصراً فعالاً مؤثراً، في الواقع الذي يحتضنه، والمجتمع الذي ينتمي إليه، إن تاريخ الحضارة البشرية في الماضي والحاضر مدين لكفاءات وإبداعات شباب فاتحين، سجلوا أروع الصفحات، وحققوا أخطر الإنجازات، في مجال العلم والأدب، والاختراع والاكتشاف، والقيادة والعمل.
ولكي يأخذ شبابنا مواقعهم الريادية المأمولة، يحتاجون شيئين:
الوعي بأهمية هذه المرحلة من حياتهم، وما يواجههم فيها من تحديات.
توفر القدوات والنماذج التي تشجعهم على سلوك طريق العطاء واستثمار المواهب والقدرات.
وإنه ليسرني أن أقدم الأخ العزيز الأديب منير علي آل نمر من خلال عطائه الأدبي كنموذج لسائر شبابنا الأعزاء في اهتماماته الأدبية والاجتماعية، وفي العالم الذي اختار أن ينتمي إليه ويتواصل معه.
لقد عرفته شاباً جاداً يهتم بالثقافة والأدب، ويقرأ لعمالقة الشعر والفكر، ويحضر مجالس العلماء، ونوادي الأدباء، ويتحلى بالجرأة واللباقة، وبهما يناقش ويحاور، في مختلف الأجواء ومع مختلف الاتجاهات.
إنه يريد الارتباط بعالم الأدباء الكبار كالمتنبي والجواهري وجمال الدين، يستشهد بروائع شعرهم، ويتابع قراءة تفاصيل حياتهم، ويسقي في إنتاجه الأدبي من نميرهم.
وإذ أحييّ فيه هذه الروح الوثّابة، والصفات الطيبة، لأرجو له مستقبلاً وضاءً مشرقاً، وأرجو منه المثابرة ومضاعفة الجهد في تلقي العلم، واستيعاب فنون الشعر والأدب، وتوثيق العلاقة أكثر مع فحول البلاغة والبيان في تاريخنا العربي.
امتثالاً لأمره تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾.
وآمل أن يكون قدوة ومحفزاً لأنداده وأترابه من الشباب الأعزاء، ليسيروا في طريق الإبداع والعطاء، وليفجروا طاقاتهم الكبيرة المخزونة، في بناء مستقبلهم، وخدمة مجتمعهم.
نوّر اللَّه قلب منير بالخير الدائم.
ورعاه شعلة منيرة في طريق الصلاح.
حسن الصفار
10/ 2/ 1421هـ